عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 26-09-2006, 08:28 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المصابر

إن أخطر المكر ليس الخبر الذي يُساق لك على طبق من ذهب ، بل المكر الخبيث هو أن تستنتج أنت ما يريده عدوك منك دون أن يصارحك به ، بل هو يقول لك في الظاهر خلاف ما استنتجته أنت من المعطيات التي بذلها لك دون علم منك !! فهو يعارضك في الظاهر وقد رماك في شباكه في الباطن .. وهذا المكر يسمى في لغة الغرب "reverse psychology" وتعني حرفياً "السيكولوجية المضادة" أو المرتدّة ، والسيكولوجي : هو علم النفس الذي يهتم بالعمليات العقلية والسلوك ، وقد عُرّف بأنه : عمل دقيق وتكتيكي يؤثر على عمل آخر ..

نحن لا نخالف "هايف" في أن أسامة "عميل مخابرات أجنبية" ، فالإمارة الإسلامية عندها مخابرات والشيخ يعمل معهم ، فهو عميل عندهم ، والإمارة لا شك أنها أجنبية على آل سعود لكونها إسلامية لا توالي اليهود والنصارى ، فنحن لا نُنكر هذا أبدا ، بل نعترف به ونشكر "هايف" على هذه الصراحة ، ولكن نقول بأن هيافته تلقي الضوء على مؤامرة كان يعد لها اليهود والصليبيين بصمت منذ فترة وشاركهم في تنفيذها الرافضة والحكام والكُتّاب والمحللين ، وأنفقوا في سبيلها الأموال والأوقات ليأتي هايف - وبكل بساطة - فيكشف أوراقهم ويفضح خططهم ويعرّي مكرهم ..

هل هناك من يشك في صدق أسامة !!

الجواب : نعم ، هناك من الطيبيين من يتأثر بهذه الأفلام "الوثائقية" التي تباع في الدول العربية على أوسع نطاق .. هناك من يتأثر بالدعاية الغربية والكتب الأجنبية والصحف العالمية والقنوات الفضائية المسخرة للحرب على الإسلام .. أنت إذا شتمت بوش ورميته بكل نقيصة لساعات ثم أدخلت جملة عارضة تنال من أسامة بشكل غير مباشر - وفي سياق النيل من بوش - وكررت ذلك على الشخص فإن هذه الجُمل العارضة تتراكم لتُصبح فكرة بعد حين ، وذلك لأن العقل جُبل على ربط الكلمات والجُمل ليستخلص الفكرة ..

قد يتسائل البعض : ألا تؤثر هذه الأفلام والكتب والوثائق والتصريحات والمقالات على مصداقية بوش ونزاهته أيظا !! الجواب : نعم هي تؤثر عليه تأثيراً كبيرا على المدى القريب فقط ، وذلك لأن بوش لا يمثل الحكومة كمؤسسة قائمة في السياسة الأمريكية ، فهو شخص سوف يترك منصبه لخلفه بعد سنتين ، وسينسى الأمريكان بوش كما نسوا مَن قبله ، ومن السهل إرجاع ثقة الناس بالمؤسسة الحاكمة في أمريكا ، أما قيادة الجهاد فهذا الأمر يؤثر عليهم وعلى المؤسسة القيادية على المدى القريب والبعيد ..

هذا المكر ، وهذه الفكرة إن لم نعمل على القضاء عليها في مهدها فإنها قد تتطور وقد ترسخ في عقول كثير من الناس ، ونحن لا نتكلم عن يقين الناس بنظرية العمالة هذه ، ولكن يكفي شك المسلمين لتدمير أكثر ما بناه المجاهدون بأشلائهم وجماجمهم على مر ثلاثة عقود ..

لا نعرف من يستطيع رد هذه الشبهة مثل العلماء الذين يثق العامة بهم ، وهذا الدور الكبير والعظيم ينبغي أن يهب له من باع دنياه بآخرته ، واشترى الباقي بالفاني ، فالخطب ليس أسامة أو القاعدة أو جماعة أو حزب بعينه ، بل الأمر أمر الأمة الإسلامية ومستقبلها وثقة الجماهير بقيادات العمل الإسلامي في الحاضر والمستقبل .. إن من أعظم أسباب سجن العلماء الثقات الصادعين بالحق وقتل بعضهم هو محاولة تمرير هذه النظرية الخبيثة ، فهؤلاء العلماء زرعوا الثقة في نفوس المسلمين تجاه قيادات المجاهدين ، ولهذا حكم بالسجن على العلماء الذين قاموا بتعزية أهل الزرقاوي ، فتعزيتهم يضفي المصداقية على الأمير – رحمه الله – ، وهذا بلا شك خلاف مخطط الأعداء ..

إن لم يقم أحد من العلماء الثقات بهذا الدور الكبير (بسبب الخوف من الأنظمة) ، فلا أقل من أن يخرج على الملأ من يعرفه الناس من قادة الجهاد الثقات أمثال المولوي جلال الدين حقاني والأمير قلب الدين حكمتيار وغيرهم من قادة الجهاد في الثغور ليُعلنوا على الملأ حقيقة هذه المؤامرات وحقيقة الأهداف التي يعمل المجاهدون من أجلها ، ولا ينبغي ترك الرقعة حتى تتسع فيصعب التعامل معها ..

إن الثقة بالقيادة ووضوح الأهداف من أهم دوافع الولاء والبذل في المعارك ، والحرب العسكرية الآن في صالح الأمة الإسلامية في أفغانستان والعراق ، وسبب هزيمة الأمريكان – بعد كفرهم بالله – هو عدم ثقتهم بقيادتهم وعدم وضوح أهدافها .. لكن هذه الحرب قد تنقلب علينا إن نحن خسرنا حرب العقول والقلوب ، وعندها سنتساوى مع العدو وسيغلبنا بأسلحته ، ، فلا بد من تجييش الجيوش الإعلامية والفكرية لصد هجمات العدو وغزوه فكرياً وضربه نفسياً ، وهو ما فعله الشيخ أسامة - حفظه الله - قبل سبع سنوات ..

لا يكفينا الأرشيف المحفوظ في الرفوف ، ولا تكفي التصريحات القديمة ، ويجب على قيادة المجاهدين والإعلاميين المسلمين أنصار الدين أن يهبوا لصد هذا المكر ورده إلى جحره وتمزيقه شذر مذر قبل أن يستفحل الأمر ..

إن هذا ليس استنتاج نظري ، بل هو واقع بدأ يظهر على الساحة ، فيجب التعامل معه بحكمة ، والقوم قد نجحوا على نطاق ضيق في تشكيك بعض الناس بقيادات المجاهدين حتى بدأ بعضهم يسأل : هل أسامة عميل للأمريكان !! هذا ليس من الخيال ، بل هو واقع في قلوب بعض المساكين ، والأمر – كما قلنا – يُطبخ على نار هادئة ، والوقت سلاح ذو حدين ..

إن حربنا مع العدو ليست عسكرية فقط ، بل هي حرب عقيدة وفكر قبل ذلك ، وهدفنا ليس كسر شوكة أمريكا ، فهذه مرحلة وسُلّم في طريق هدفنا الأكبر ، وهو قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ، وقد أدرك بوش وبلير ذلك ، والدور على المسلمين أن يُدركوا الأمر ويتداركوه ..

إن الأمر أمر الأمة ، والكل معني به ، وأسامة ليس شخص يُبايَع فيُطاع ، بقدر ما هو رمز للصدق والإخلاص والأمل الذي تجدد في نفوس المسلمين ، ولن يبقى أسامة أبد الدهر ، فكل نفس ذائقة الموت ، ولكن الذي يجب العمل على بقائه : رمز المصداقية والأمل .. كثير من الناس يستخدم مصطل "رموز الجهاد" دون إدراك للمعنى الحقيقي لهذا المصطلح ، فالرمز ليس الشخص بذاته ، ولكن الرمز هو ما يمثله الشخص وما يتمثل فيه ..


أسأل الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين من شر ومكر أعداء الدين ، وأن يحفظ قادة الجهاد والمجاهدين ، وأن يرد المسلمين إلى دينه رداً جميلاً ، وأن يقيم شرعه على أرضه ويمكن لدينه الذي ارتضاه لعباده ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
غرة رمضان 1427هـ
__________________
الله أكبر





العميل هو من سرق البلاد والعباد ......... وربي الكروش ....... وأشاع الفساد بين شباب الأمة بمحطاته الفضائية ......... فمتى يصحوا علماءنا و يقودوا الامة كما حصل في الصومال ؟
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات