الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #52  
قديم 11-09-2003, 09:07 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي اعذرني ان وجد اخطاء في هذا الفصل فلقد كتبته الآن ولم اراجعه

روز الصغيره


كانت جولي تتألم وتصرخ .. وكنت أنا خائفة حائرة .. يكاد يتمزق قلبي لمنظرها..
كان فيصل أيضا متوترا .. خائفا مرتعبا .. كلما صرخت جولي كلما زاد في سرعته ..
وبسرعة جنونيه وصلنا للمستشفى ..
ركض فيصل بسرعه إلى الممرضات .. صرخ بهم بكلمات مبهمه غير مفهومه .. ولكنه عاد واستجمع قواه قائلا : زوجتي .. ساعدوا زوجتي ..
خرج بسرعه يقودهم إلى سيارته .. حيث كنت أنا مع جولي أساعدها على النزول ..
جاوا بسرعة البرق ووضعوها على الكرسي ودفعوها ركضا إلى الداخل .. وركضنا نحن معهم ..
أدخلوها غرفة العمليات لأنها كانت توشك على الولادة .. ولادة مبكره كما سماها الطبيب المناوب ..
أدخلوها الغرفة وهم فيصل بالدخول معها إلا أن الممرضة منعته وقالت : ممنوع.. انتظر خارجا ..
أغلقت الباب خلفها وظل فيصل واقفا بمكانه جامدا لا يتحرك ..
اقتربت منه .. كمحاولة مني على مواساته .. على التخفيف عنه.. قلت له : فيصل .. ستقوم جولي بالسلامه بإذن الله ..
التفت الي فصدمتك لما رأيت .. رأيت عيناه داميتان ..تسبح فيها الدموع .. وتترقرق داخلهما ..
قلت فزعه : فيصل .. أتبكي ؟؟ لا تبك يا ابن عمي .. جولي بخير ..والمولود أيضا بخير ..فلا تبك ولا تخف ..
ضرب بيده بقوه على الجدار وقال باكيا : أنا السبب .. أنا من فعل بها هذا أنا السبب ..
قلت باستغراب : لست السبب .. إنها ارادة الله !!
- لا .. لا ياروز ..انا السبب .. أنا من دفعها ورماها على الأرض .. أنا الذي ضربتها .. أنا الذي فعلت بها هذا ..
- أنت ؟؟ ولماذا ؟
- لأنها تطاولت على روحي !!
- ماذا تقصد ؟
- لا يهم أن تفهمي ولا أن تعرفي .. المهم أني السبب .. ولن أسامح نفسي أبدا إن حصل لها أو للطفل أي مكروه ..
- فيصل .. لا تخف .. لن يحصل إلا كل خير .. تحلى بالصبر ..
- آه يا روز .. لا أقدر .. أخاف أن أفقد الطفل .. الطفل هو كل حياتي .. أريده وبشده .. أريد روز الصغيره ..
سكت قليلا ثم اردف : لقد فقدت الكبيره ولا أريد أن أفقد ما بقي لي من أثرها !!
نكست رأسي فلم أجرؤ النظر في عينيه في تلك اللحظه .. استجمعت نفسي وقلت : فيصل .. لن تفقد طفلك .. وسيتربى تحت رعايتك وورعايه والدته ..
- لكم أتمنى أن تكون بخير .. أريدها أن تغفر لي .. لم أقصد أن اؤلمها .. لم أقصد أن أفعل بها كذلك .. أقسم أني لا أقصد أذيتها ..
قلت برقه : أعلم يابن عمي .. أعلم ذلك .. أدري أن قلبك الطاهر لا يقوى أن يجرح أحد أبدا .. تحلى بالصبر ..وانتظر .. حتى تقوم زوجتك بالسلامه ..
اذهب لها .. واعتذر لها .. وستجد أنها لا تحمل لك بقلبها أي شيء أبدا..
رفع رأسه ونظر إلي بحزن وقال: أتعتقدين هذا ؟
ابتست وقلت: أجل ..هذا ما اعتقده ..
تنهد بقوه ثم صمت ..وصمت أنا أيضا .. جلست على الكرسي أمام غرفة العمليات أنتظر خروج الطبيب .. كنت أدعو لها بالسلامه .. ففي ذلك الوقت..نسيت كل شيء..ولم أتذكر سوى أنها انسانه بحاجة للدعاء ..
وبعد ساعات كثيرة مرت .. خرج الطبيب ..
أسرعنا نحوه وسأل فيصل الطبيب بعينيه عن حال زوجته قبل لسانه ..
قال فيصل : دكتور .. طمني !!
قال الطبيب باسما : مبروك .. فتاة جميلة كفلقة القمر ..
ملأني الفرح وقلت بسرور : الحمدلله ..
همس فيصل فرحا وقال :روز الصغيرة ..
ولكأنه اتسدرك وعيه فقال مستطردا : وزوجتي ؟؟كيف حالها؟؟
- هي الأخرى بخير .. تستطيع أن تراها متى أحببت ..
أمسك فيصل بيد الطبيب وشد عليها بقوة وقال: أشكرك يادكتور..أشكرك..
- لا شكر على واجب ..
وبعد أن غادر الطبيب ..التفت إلي فيصل وقال بفرح: روز .. أتت روز الصغيرة ..روز بخير ..
قلت له بسرور: مبارك عليك الصغيرة يابن عمي .. والحمدلله على سلامة زوجك ..
- أشكرك يا روز .. أشكرك .. اسمحي لي سأذهب لأطمن على روز الصغيرة ..
ابتسمت وقلت: تفضل ..
استدار ذاهبا إلا أني استوقفته قائله : فيصل ..من هناك ..
ضحك وقال :اعذريني ..فلقد نسيت الاتجاهات من الفرحه ..
ذهب فيصل لرؤية ابنته وتنهدت أنا بارتياح وقلت : الحمدلله


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس