المواجهة الدموية...
اقتحمت الدبابات أماكن المعتصمين في الساحات العمومية ليلا و هم نيام و انهال القناصة الذين كانوا يحاصرون تلك الأماكن عليهم بوابل من الرصاص و حدثت المجزرة و انطلقت بعض السيارات تجوب أحياء العاصمة تنادي بالمكبرات بأن إخوانكم في "أول ماي" و في "ساحة الشهداء" يقتلون و على التكبير و النداء إلى النصرة من المآذن و ما إن جاء الصباح حتى كانت الجموع في أتم الإستعداد للذهاب إلى المواجهة و قد فاتهم إلا قليل منهم حضور الشيخ عباسي مدني إلى الحي على الساعة 6 صباحا وقد سمعته يقول:"... يجب أن نغرق العاصمة... يجب أن تنزلوا إلى الساحات كلكم شبابا و شيبا " و ظن المسكين أن النظام سيسعفه...
و انطلقت المواجهات الأعنف التي شهدتها الجزائر منذ الإستقلال و أظهر النظام و زبانيته مرة أخرى احتقارهم و مقتهم للشعب فكان قلما تجد من المقتولين من هو مضروب في أماكن غير الرأس و القلب و جاء التلفزيون العميل للطغمة الحاكمة فأحرقت سيارته فما كان إلا أن استقلوا مروحية للجيش يصورون الأحداث و يشوهون الحقائق و لكن في هذه المرة عكس أكتوبر 88 فإن كميرات الجبهة و الشعب سخرت كلها لتصوير الأحداث.
فكانت المواجهات بالنهار و عرض صور الأحداث في المساء على مستوى الأحياء.
الموضوع القادم: ما أشبه البارحة باليوم؟!
|