[انسان]

اليوم العشرون من شهر ابريل لعام الفين وثلاثة ..

اليوم جلست على كرسي القابع أمام احدى غرف المريضات التي عرفتها منذ فترة وهي شابة في الثلاثينات من عمرها اقف وانا اقلب اوراق ملفها بين اصابعي ولا أكاد اعي فعلا ماذ يجب ان اصنع.. منذ لحظات قلائل خرجت من عندها وهي تكف كف دموعها أمامي وأنا بالكاد اكون عاجزا أن افعل لها شيئ .. الكثير والكثير من الامنيات رسمتها لها بكلامي المعسول في خيالهاوامنياتها .. ولكنها لم تعد تجدي شيئا ..
ماذا يجب أن افعل؟! ليس هناك ما استطيع أن افعله ذلك الوباء اللعين يغزو جسدها منتصرا على كل امكانياتي التي املكها .. شعور فضيع ذلك الذي ينتابني فقد دك ذلك الداء جميع حصوني التي بناها فريقي الطبي واليوم اخال نفسي مجبرا أن اطلعها على الهزيمة النكراء التي اصبحت هي ضحيتها .. هل يجب ان اخبرها ان الخبيث قد استولى على خلاياها البريئة وامتدت جحافل عدوانه الى باقي جسدها أم اظل ارسم في خيالها الحلم بالنجاة والعودة الى بيتها الصغير وطفليها الظريفان كما كانت تخبرني دائما عنهما وكم هما رقيقان بالفعل وكم يفيضفي فؤداديهما لها من حب عظيم كذلك كانت تخبرني بينما أنا اعتصر الما وارسم على ملامحي ابتسامة مزيفة ..
لابد أن اخبرها بالحقيقة بشجاعة ومصداقية ولكن كيف آه كم من الاسئلة تجول في خاطري دون ان افعل شيئ ..

أنتظرت احد اقاربها لعلي اخبره بما حدث لم يأتي احد زوجها اختفى منذ فترة وهي اصبحت وحيدة ألألم والخوف من المستقبل ..
ولكن لابد أن أخبرها لابد من ذلك وسيكون الغد الحد الفاصل لمتاعبي وحيرتي سوف أكون بجانبها أذكرها كم أن الأله كريم معها لأنه منحها الوقت الكافي لكي تزيد من عملها الصالح في ماتبقى لها من وقت محدود .. نعم هذا مايجب


اليوم التالي استيقظ مبكرا على صوت النداء ألآلي اتجه مسرعا الى المستشفى لاجدها قد فارقت الحياة وقد اختارت ان تجعل بنفسها حد لمتاعبها ومتاعبي .
بعدما عجزت انا ان افعل ذلك .