[صمت الكلام]

العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان الذي يدخل يومه الخامس دون توقف او هدنة، يبدو أنه يمضي في الطريق ذاته الذي كان ذات يوم مسرحا للمجازر والجرائم البشعة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني في صبرا وشاتيلا وقانا وغيرها من تلك المحطات.
عشرات المدنيين بينهم اطفال ونساء قضوا في مجازر يوم أمس وحده، بجانب الاستهداف المباشر للبنايات السكنية والطرق والجسور والموانىء والمطارات اللبنانية. لكن مجزرة "قرية مروحين" التي قتل فيها 23 من المدنيين بينهم 15 طفلاً قصفتهم الصواريخ الإسرائيلية بينما كانوا يستقلون حافلة هربا من جحيم العدوان، مما أدى إلى تفحم جثثهم التي تمزقت أشلاء بفعل الصواريخ - هي جريمة بشعة بكل المقاييس، وتعكس انعدام النزعة الإنسانية عند الدولة الصهيونية واستهدافها للأبرياء بشكل مباشر، وتؤكد في الوقت نفسه سجل إسرائيل الحافل بالجرائم والمجازر والانتهاكات المستمرة لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية.

لقد اهتمت الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والدول الاوربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا والمانيا بالعمل فقط على إجلاء رعاياها وتسهيل خروجهم، دون ان تهتم بما يحدث للانسان العربي في لبنان الذي تركته وحده لمواجهة مصيره، دون ان تتدخل لردع العدوان ووقف القصف والغارات المستمرة منذ أربعة أيام. ان هذا الموقف الغربي يكشف بجلاء زيف الادعاءات والشعارات التي يتبجح بها الرئيس الأمريكي جورج بوش وزعماء الغرب، كما يكشف انعدام الحس الإنساني لهؤلاء الزعماء الذين يقدمون أنفسهم ودولهم على أنهم رمز لاحترام الإنسانية وحقوق الانسان.

من المؤكد ان مجزرة "قرية مروحين" ستبقى رمزا للصمت الدولي والتغاضي عن الجرائم والانتهاكات الصهيونية وتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجباته ومسؤولياته إزاء وقف العدوان. ان المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن يتحمل المسؤولية كاملة عما يرتكب من مجازر وانتهاكات في لبنان والأراضي الفلسطينية، عندما يقوم بعض اعضاء المجلس من خلال استخدام حق النقض "الفيتو" بحماية مرتكبي هذه الجرائم وعدم وقف العدوان على الأبرياء.