[خرنق]

أخي العزيز:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاك الله خيرا على الإشادة التي أدليت بها، صدقت والله ياأخي، وكم يحزنني هذا الأمر، ويؤلمني، وقد حاورت أخي صلاح الدين حول هذا الموضوع، وكانت استجابته طيبة، وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، فالنقاش في موضوعات لا يسمع فيها طرف الآخر، نقاش سقيم عقيم، ولا يزيدنا إلا ضعفا -حسبنا الله ونعم الوكيل- لذا أخي فهذا استئناف في الموضوع الذي بدأت أسأل الله لنا الفائدة جميعا....:

صور المراء والجدال، ووضعهما في ميزان الإسلام:
1- الطعن في كلام الغير من حيث اللفظ، بإظهار خلل فيه من جهة الحو، أو من جهة اللغة، أو من جهة العربية، أو من جهة النظم والترتيب بسوء تقديم أو تأخير.
2- الطعن في كلام الغير من حيث المعنى، بأن يقول المماري: ليس الكلام كما تقول، وقد أخطأت فيه من وجه كذا، وكذا.
3- الطعن في كلام الغير من حيث القصد، بأن يقول المماري لخصمه: هذا الكلام حق، ولكن ليس قصدك منه الحق، وإنما أنت فيه صاحب غرض، وما يجري مجراه.

والمراء أو الجدل على هذا النحو مذمومان، وذلك للنصوص الكثيرة الدالة على هذا، ومنها قوله تعالى:
(فلا تماري فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا)الكهف:22
(...ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) الشورى:18
(وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب)غافر:5
(الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا) غافر:35
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"الحديث أخرجه أبوداوود في السنن...
وقال -عليه السلام-:
"ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" أخرجه الإمام أحمد في المسند، ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الآية ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون)
وقوله -صلى الله عليه وسلم-:
"أبغض الرجال الألد الخصم"أخرجه الإمام أحمد

* ولا يمنع هذا أن هناك نوعا من الجدل محمودا، وهو ما كان دعوة إلى حق أو أيضاحا وبيانا ودفاعا عن الحق....

يتبع -إن شاء الله- أسباب الوقوع في المراء والجدال.
أخوكم: الخرنق