عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 16-01-2004, 07:41 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
الحَمْدُ لِلَّهِ َربِّ العَالمِين وَلاَ عُدوَان إلاَّ على الظَّالمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِين وإمام المُتَّقِين وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أجْمَعِين.
________

أما الطغيان الصهيوني في البروتوكولات فهو قائم على انكار الأخوة الإنسانية أساساً بين اليهود الطغاة وسائر الأمم، وهو يفترض العداء الدائم بين اليهود والطغاة حتى سائر الرعية أو الأمم لاختلافهم عنهم في أصل الطبيعة وأساس الاجتماع، وهذا أشد أنواع الطغيان اجراماً وخبثاً.

ومكيافلي لا يسوغ لطاغيته جرائمه الا لدفع مكروه أكبر في نظره ونظر كل حصيف. هذا المكروه هو اختلال الأمن والنظام في أمة حين تنازعها سلطات ظالمة متدابرة الأهواء والمصالح، كل همها استنزاف خيرات الأمة واثارة الفتن بين صفوفها أو ابقاء الفتن الناشئة بينها. كان هؤلاء المتسلطين المتنازعين عصابات اللصوص أو القراصنة أو قطاع الطرق في البحر والبر ويتنازعون السلطة، وهمهم جميعاً أسلاب المارة الوادعين في الطريق، فيحاول الطاغية عندئذ القضاء على هذه العصابات بوسائل من جنس وسائلها دون أن يتسلط مثلهم، بل ليعيد الأمن والنظام إلى الجميع. وذلك قول الداهية الأريب عمرو بن العاص في وصية ابنه:

"يا بني، موت ألف من العلية أقل ضرراً من النقاع واحد من السفلة. يا بني، إمام عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من إمام ظلوم ،وامام ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم".

وأما حكماء صهيون أو حمقاها في البروتوكولات وغيرها من أسفراهم فطغيانهم هم وسائر اليهود على الأمم هو طغيان رؤساء القراصنة وقطاع الطرق بمعونة رجالهم ضد المارة الوادعين في البحر أو البر، وليسوا في شيء من مكيافلي الذي يكتفي بتسجيل حركة الطغيان في ذلك "النطاق المحدود" وأحياناً يسوغه عن غفلة وحسن نية لا عن ضراوة بالشر ولا رغبة في الفتنة والفساد كاليهود.

وطاغية مكيافلي بمثابة الشرطي الذي يتحمل مسؤولية الأمن والنظام بين الناس، فيحارب العابثين بما يبدو له من وسائل، ولو كانت من جنس وسائل العابثين، وقد يخون أمانته عن اختيار أو اضطرار فيسطو على الوادعين بالأذى والسرقة أحياناً، ولكنه لا ينسى أن أصل عمله هو كفالة الأمن والنظام، ولكن طاغية اليهود مع سائرهم تجاه غيرهم إنما هو رأس عصابة من العابثين لا هم لها فيما بين أنفسها الا السطو على الوادعين، ولا شأن لها بالأمن والنظام إلا حيث يمكنها ذلك من زيادة استنزاف أموال الناس لمصلحتها.

وأخيراً حكماء اليهود واسائرهم انما هم كلصوص الجاحظ وأما نقله بروتوكولاتهم فانما هم كالجاحظ الذي اكتشف حيل أولئك اللصوص فكشفها للناس ورجال الأمن والنظام رغبة في حماية الأرواح والأعراض والأموال.

وأكبر مسؤوليات أصحاب البروتوكولات هو النية السيئة فيها ثم الخطة الشيطانية ضد سائر الأمم لهلاكها، ولولا ذلك لما زاد كتابهم على كتاب مكيافلي وأمثاله في الفائدة والضرر، وربما كانت فائدة كتاب مكيافلي أكبر من ضرره لأنه بيكشف للناس مبادئ الطغيان ووسائله وجنايته على الأرواح والأخلاق، والملكات والأذواق، والجهود والأرزاق، ولا يحول حاكماً من العدل إلى الطغيان .
-----
يتبع بإذن الله تعالى .