عرض مشاركة مفردة
  #41  
قديم 05-03-2007, 08:12 PM
نواس2006 نواس2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 123
إفتراضي

ولْنضف هنا بمشيئة الله تعالى بعض كلام العلماء في هذا الباب ، مع ما تقدّم نقله عن بعضهم :
فمِنه ما قاله الشيخ سليمان بن عبد الله في ( تيسير العزيز الحميد ) ( 72 ) في شرح حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه مِن كتاب التوحيد :
( قوله ( مَن شهد أن لا إله إلا الله ) أي : مَن تكلّم بهذه الكلمة عارفاً لِمعناها ، عاملاً بِمقتضاها باطناً وظاهراً ، كما دلّ عليه قوله : ( فاعلمْ أنّه لا إله إلا الله ) [ سورة محمّد صلّى الله عليه وسلّم : 19 ] وقوله : ( إلا مَن شهد بالحقّ وهم يعلمون ) [ الزخرف : 86 ] .
أمّا النطق بها مِن غير معرفةٍ لِمعناها ، ولا عملٍ بِمقتضاها ، فإنّ ذلك غير نافعٍ بالإجماع .
وفي الحديث ما يدلّ على هذا وهو قوله : ( مَن شهد ) إذْ كيف يشهد وهو لا يعلم ؟! ومجرّد النطق بشيء لا يُسمّى شهادة به ) ـ إلى أنْ قال ( في صفحة 74 ) ـ : ( فمَن صرف شيئاً مما لا يصلح إلا لله مِن العبادات لغير الله ، فهو مشرك ولو نطق بلا إله إلا الله ، إذ لم يعمل بما تقتضيه مِن التوحيد والإخلاص ) انتهى .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( قرّة عيون الموحّدين ) ( 16 ) في شرح الحديث :
( قوله : ( مَن شهد ) لا ريب أنّ الشهادة لا تكون شهادة إلا إذا كانت عن علمٍ ويقين وصدق ، وأمّا مع الجهل والشكّ فلا تُعتبر ولا تنفع ، فيكون الشاهد والحالة هذه كاذباً ، لِجهله بمعنى الذي شهد به ) انتهى .
وقال أيضاً في شرح الحديث في كتاب ( فتح المجيد ) ( 38 ) :
( فلا إله إلا الله لا تنفع إلا مَن عرف مدلولها نفياً وإثباتاً ، واعتقد ذلك وقبله وعمل به ، وأمّا مَن قالها مِن غير علم واعتقاد وعمل ، فقد تقدم كلام العلماء أنّ هذا جهلٌ صرف ، فهي حجّة عليه بلا ريب ) انتهى .
وقال الشيخ سليمان رحمه الله في التيسير ( 78 ) :
( وعُبّادُ القبور لمّا رأوا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دعا قومه إلى قول : ( لا إله إلا الله ) ظنّوا أنّه إنّما دعاهم إلى النُّطق بها فقط ، وهذا جهل عظيم .
وهو عليه السلام إنّما دعاهم إليها لِيقولوها ويعملوا بِمعناها ويتركوا عبادة غير الله ، ولهذا قالوا : ( أَئِنّا لَتاركوا آلهتنا لِشاعرٍ مجنون ) [ الصافات : 36 ] وقالوا : ( أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً ) [ ص : 5 ] . فلهذا أَبَوا عن النّطق بها ، وإلا فلو قالوها وبقوا على عبادة اللات والعزى ومناة لم يكونوا مسلمين ، وَلَقَاتَلَهُم عليه السلام حتّى يخلعوا الأنداد ويتركوا عبادتها ، ويعبدوا الله وحده لا شريك له ، وهذا أمرٌ معلومٌ بالاضطرار مِن الكتاب والسنّة والإجماع ) انتهى .
وقال أيضاً في شرح حديث بعث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى خيبر ، وأمْر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إيّاه أن يقاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ، قال في التيسير ( 136ـ137 ) :
( وفيه أنّ الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، المراد بها : الدعوة إلى الإخلاص بها وترك الشرك ، وإلا فاليهود يقولونها ، ولم يفرّق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الدعوة إليها بينهم وبين مَن لا يقولها مِن مشركي العرب ، فعُلِمَ أنّ المراد مِن هذه الكلمة هو اللفظ بها ، واعتقاد معناها ، والعمل به ، وذلك هو معنى قوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالَوا إلى كَلِمَةٍ سواءٍ بيننا وبينكم أنْ لا نعبدَ إلا الله ولا نُشركَ به شيئاً ولا يتّخذَ بعضنا بعضاً أرباباً مِن دون الله فإنْ تَوَلَّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون ) [ آل عمران : 64 ] وقوله : ( قل إنّما أُمِرْتُ أنْ أعبدَ الله ولا أُشركَ به إليه أدعو وإليه مآب ) [ الرعد : 36 ] ، وذلك هو معنى قوله [ أي في الحديث ] : ( ادعهم إلى الإسلام ) الذي هو الاستسلام لله تعالى ، والانقياد له بِفعل التوحيد وترك الشرك ) انتهى .
وقال أيضاً في التيسير ( 140 ) بعد أن بيّن معنى التوحيد :
( أمّا قول الإنسان : ( لا إله إلا الله ) مِن غير معرفةٍ لِمعناها ، ولا عملٍ به ، أو دعواه أنّه مِن أهل التوحيد ، وهو لا يعرف التوحيد ، بل ربّما يخلص لِغير الله مِن عبادته ، مِن الدعاء والخوف والذبح والنذر والتوبة والإنابة وغير ذلك مِن أنواع العبادات ، فلا يكفي في التوحيد ، بل لا يكون إلا مشركاً والحالة هذه ، كما هو شأن عُبّاد القبور ) انتهى .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب ( فتح المجيد ) ( 112 ) :
( وقد أجمع العلماء على أنّ مَن قال : ( لا إله إلا الله ) ولم يعتقد معناها ولم يعمل بِمقتضاها ، أنّه يُقَاتَل حتّى يعمل بِما دلّتْ عليه مِن النفي والإثبات ) انتهى .
ونكتفي في هذا الدرس بإيراد هذا القدر .


[b][font='Simplified Arabic']
********

وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن الله صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..





إن هذه الأمة تغفو ولكن لا تنام
تمرض ولكن لا تموت
فلا تيأسوا ، ستردون عزكم بإذن الله
[color=#ff8000]