عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 29-06-2006, 06:50 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المتيم المجهول

عظيم هو إسلامنا ،، عظيمة هي منهجيته ،، عندما جعل للفرد فيه بابا للرجوع ،، بابا مضيئا مشرقا يرحب بعودته ،، مهما كان بعيدا ،، مهما حاول إغلاقه ،، يبقى هذا الباب مشعا يدعوا الكل للدخول فيه ،، ولكن من الذي يستجيب لهذا النداء ؟ .. نداء التوبة

الإنسان بطبعه قد لا يخرج عن ثلاث ،، منهم من يعرف صوابه من خطأه ،، فيضع خطا فاصلا واضحا ،، يكون قائده في مثل هذه الأمور ،، تربى على قيم ومباديء لا يذوذ عنها ،، مهما كثرت الضغوط عليه ،، مهما كثرت الدوافع ،، مهما تعددت الأسباب ،، يثبت على موقفه لأنه جعله أصلا في حياته ،، جعل فعل الصواب "عنواناً" فيه ،، فأقول له هنيئا لك بما أنت فيه ،، ومهما رأيت ممن أزالوا هذا الفاصل ليعطي في نفسك بعض الدافع لفعل المثل ،، فلا تجعله يحرك فيك أي حسرة ،، فالعبرة تكون بالنهاية وليست بالطريق إليه .

صنف آخر قد يكون هو الغالب ،، من وضع خطا فاصلا لكنه للأسف من "ورق" ،، يُدْفع هنا وهناك ،، يرى في نفسه المبادئ والقيم ،، لكن التطبيق لها يكون "متضاربا" فيه ،، يريد العودة لما قبل الخط ويبذل هذا الجهد ،، وليست صعبة على الإطلاق طالما يعرف خطأه من صوابه وفق ما حدده سابقا ،، ولعل عودته تزيد من صلابة خطه الفاصل ،، من خط واحد ،، إلى عشرة خطوط حمراء ،، مهما انجرف بعيدا عنه ،، لكن العودة اليه هي الملاذ الوحيد ،، ويا سرور الخاطر عندما يرى الانسان نفسه كيف كان ،، وإلى أين صار .

قرأت للإمام الحداد : "إذا أراد الإنسان أن يعرف نفسه من حيث دينه أهو في ترق وارتفاع ،، أم هو في نزول وانحطاط ؟ فلينظر في أحواله وأعماله التي قد كان عملها في شهر مضى ،، أو عام قد انقضى ،، فإن كان يجدها أحسن في نفسه وأفضل من الأحوال والأعمال التي هو عليها في أوقاته الحاضرة ،، وساعته الراهنة ،، فليعلم أنه في نزول وهبوط ،، وإن كان يرى أحواله وأعماله التي في وقته الحاضر خيراً وأحسن من أحواله واعماله السابقة ،، فليعلم أنه في ترق وصعود" .

الصنف الأخير ،، الإنسان الذي يرى نفسه قد تعدى فاصله بمراحل ،، وجل تفكيره بأنه سيعود لاحقا ،، يعلم أنه على خطأ ،، لكن رؤيته لها من منظور معين قد يجعلها في مقام الصواب ،، استحسان الخطأ ،، اختلاف المبادئ مع غيره ،، قد تكون احد هذه الاسباب ،، ان استطاع الانسان ان يدرك نفسه قبل أن يبتعد كثيرا عن "خطه الأحمر" فقد ينجو بنفسه ،، وقد يتبعها بعض "النتائج" ،، ولكن يبقى الأمر الأكبر ،، أنك انسان محافظ مهما كثرت اخطاؤك ،، ربك راض عنك ولا هم بالدنيا ،، فما أنت فيه الآن هو عنوانك ،، وما فات قد مات ،، فاعمل لأيامك وابنِ لآخرتك ،،

إن كنت ترى نفسك في أحد هذه الثلاث أصناف ،، اعمل على اختيار الصنف الصحيح ،، ولندرك أنفسنا ونعمل على تصحيح وضعنا ،، فما حياتنا الا ايام معدودات في هذه الدنيا ،،

اختم بهذه القصة ،، فلنتذاكرها سوية : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا , فسأل عن أعلم أهل الأرض , فدُلَّ على راهب , فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا , فهل له من توبة , فقال : لا , فقتله فكمل به مائة , ثم سأل عن أعلم أهل الأرض , فدُلَّ على رجل عالم , فقال : إنه قتل مائة نفس , فهل له من توبة, فقال : نعم , ومن يحول بينه وبين التوبة , انطلق إلى أرض كذا وكذا , فإن بها أناسا يعبدون الله , فاعبد الله معهم , ولا ترجع إلى أرضك , فإنها أرض سوء , فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت , فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب , فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله , وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط , فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي , فجعلوه بينهم , فقال : قيسوا ما بين الأرضين , فإلى أيتهما كان أدنى فهو له , فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد , فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره ).

أخوكم / المتيم المجهول


---------------------

موضوع كتبته منذ فترة بناء على تجربة مررت بها ،، أحببت انزالها بخيمتي العزيزة ،،

بالتوفيق ،،

-------------------


معاني عميقة تجسدها في زمن اصبح فيه الخطأ صواب والصواب خطأ ..

اسال الله ان يرزقنا الفهم الصحيح والعمل الصالح ..

بارك الله بك اخي المتيم المجهول ..