عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-12-2005, 07:43 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي مقالة اعجبتني جدا لكاتبنا الجنوبي عبد الهادي راجي المجالي

بصمات شفاه


... أمس، كنت في زيارة ما.. وأحضروا لي قهوة..

... لفت انتباهي شيء هو ان عامل البوفيه نسي ان يغسل الفناجين جيدا، لذلك بقيت آثار أحمر شفاه على طرف الفنجان الابيض.. لا بد ان سيدة ما قد شربت من هذا الفنجان قبلي..

... للشفاه بصمة تشبه بصمة الاصبع، ويبدو ان لون احمر الشفاه كان داكنا وهذا يؤكد ان السيدة التي تركت بصمة الشفاه على الفنجان كانت شقراء.. هذا سر «حريمي» يعرفه الضالعون بالحب والحياة فاللون الداكن يكون مع الشقراء واللون الفاتح يكون في الغالب مع البيضاء.

... اذا صادفت موقفا كهذا فماذا تفعل؟ من يتعفف من بصمة «الشفاه».. اظنه لا يفهم بالحب والحياة.. ومن يشرب من الفنجان حتى وان بقي آثار شفاه سيدة فهو الذي يفهم.. البعض يعتبر القصة «فأل سعد».. والبعض.. يعتبرها اهمالا من عامل البوفيه.

... ولكن السؤال الذي يؤرقك هو صاحبة البصمة على طرف الفنجان من هي يا ترى..؟ وتبدأ الاسئلة تطرق الذهن هل هي جميلة او غير ذلك؟ هل هي سيدة ام آنسة؟ وهل هي في العشرين ام انها تجاوزت الاربعين؟ في تلك اللحظة تذوب عذوبة القهوة ويختفي طعم السيجارة وتتسيد الاسئلة المشهد.. وينتابك شعور غريب لمحاولة معرفة تلك السيدة التي تركت بصمات الشفاه على طرف الفنجان، واحيانا تحبها وتكتشف انك ربما في حالة عشق مع بصمات شفاه مبهمة.

... في السياسة تماما كما في القهوة ثمة بصمات شفاه على اطراف المشهد او على اطراف الفنجان.. لا تكتشف.

... في النهاية تشرب القهوة والفناجين تغسل ايضا غير ان الذي يظل معلقا في الذهن هو الاسئلة.

... تلك هي الاسئلة التي لا يجرؤ احد على ان يجيب عليها.. وهي لمن بصمات الشفاه تلك؟.
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي