عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-04-2006, 12:13 PM
اهــــــــــل الحقوق اهــــــــــل الحقوق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 29
Question النـــــــــــــــــــــار

النـــــــــــــــــــــــــــــــــار

روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله
عليه
وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى
الله
عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون ))
فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعه التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ
فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر
حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))

قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت،
ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة
فاسْوَدّت،فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها .

والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن
آخرهم من حرّها ..

والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب
أهل النار عَلِقَ بين السماء و
الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون
من حرها .

والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله
تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..

والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي
بالمشرق من شدة عذابها ..

حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد
، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهمجزءٌمقسومٌ
من الرجال والنساء .

فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))

قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة
سبعين سنة،
كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله
إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل،
فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى
عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من
بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ،
ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن
يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! ))

فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة،
وآل فرعون ، و اسمها الهاوية ..

و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .

و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..

و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى .

و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..

و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ،
ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له
عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ ))

فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا

فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على
حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق
قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ
حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))

قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .

ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..



و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان
لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة
يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .

فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و
قال:
السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم
يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .

فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت
الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.

فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت
الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة،
ويقوم أخرى

حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام
عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه
غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن
لأحدٍ فى الدخول ..

فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول
الله ساجدٌ
يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟
افتحوا لها الباب ))

ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه
من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!

فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في
أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))

قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!

قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم
، و لا
تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع
الشياطين ، و
لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))

قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!

قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم
من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه
،

و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه
واحُسن صورتاه ،

و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي
تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ،

فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من
الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم
و لم يُختَم على أفواههم و لم
يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!

فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..

فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
__________________
وفى الختام لا أجد سوى السلام وما غير السلام لا يليق بهذا المقام ولا أحسن الختام