عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-03-2001, 12:07 PM
عيون الليل عيون الليل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 397
Cool هل قتل "الإسلاميون" الصحفية الكويتية هداية السالم ؟

تضاربت التحليلات والتكهنات حول الجهة المسئولة عن اغتيال الصحفية الكويتية البارزة هداية سلطان السالم أمس الثلاثاء
فبينما استبعد امين سر جمعية الصحفيين الكويتيين أن تكون دوافع الحادث سياسية ، قال صحفيون فى الكويت إن القتيلة كانت ضالعة فى عدد من الخصومات المالية بما فى ذلك خصومات مع بعض أقاربها. كما ردد البعض الآخر روايات مفادها تردى صحتها النفسية قبل اغتيالها فى سيارتها الرولزرويس.
لكن "القناة" - وهو موقع على الأنترنت - ألقى بشبهات قوية على "الإسلاميين" حيث كشفت مصادر أمنية كويتية لـ "القناة" عن ان عملية اغتيال الصحفية هداية سلطان السالم قد تؤدى إلى كشف شبكة أصولية واسعة مدعومة من بعض المسئولين وأعضاء فى البرلمان الكويتى من المحسوبين على التيار الأصولى .
وتشير المصادر إلى أن عملية الاغتيال قد رتبت بدقة وأسلوب يدل على تمرين ولياقة بدنية عالية لمنفذيها وبما يعتقد أنهم من منظمة تلقى أفرادها تدريباً جيداً .
وتوقعت المصادر ان يؤدى إلقاء القبض على منفذى اغتيال الصحفية هداية السالم المعروفة بنشاطها فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة والتى يعارضها الإسلاميون إلى الكشف عن شبكة واسعة مهدت بتلك العملية لتهيئة المسرح فى الكويت لعمليات أخرى لضرب استقرار الكويت فى اطار مخطط واسع وطويل المدى يهدف للإطاحة بالنظام القائم لصالح فئات أصولية تضم أجنحة من أسرة الصباح نفسها .
وتوضح المصادر ان اغتيال هداية السالم - وهى من المدافعات عن حقوق المرأة - هو رسالة أولية للتيار الليبرالى فى الكويت لمنع وتخويف اعضائه من الخوض مجدداً فى مجال منح المرأة حقوقاً سياسية مساوية للرجل ومن بينها حق الترشيح والتصويت فى الانتخابات .
وأشارت المصادر إلى أن ثلاثة رجال تورطوا فى الهجوم على هداية السالم ( 66 عاماً) وهى تملك وترأس تحرير مجلة (المجالس) الكويتية الشهيرة وهداية السالم هى ابنة الشيخ سلطان السالم شقيق الشيخ فهد السالم الصباح الذى قتل أثناء الغزو العراقى للكويت .
وكانت معلومات سابقة قد اكدت ان هناك تنسيقاً بين الحركة السلفية والحركة الدستورية "الإخوان المسلمين" بهدف الدفاع عن الإسلاميين المتورطين فى أعمال ارهابية خاصة الشبكة التخريبية التى ألقى القبض عليها فى نوفمبر الماضى والتى كانت تهدف لإحداث قلاقل بالكويت.
وتأتى هذه التحركات فى اجواء من التوتر بعد تسريب شائعات عن ان للشبكة تشعبات كثيرة وامتدادات داخل بعض التنظيمات الإسلامية المتمثلة فى مجلس الأمة.
وهناك قناعة فى الشارع الكويتى بان اكتشاف هذه الشبكة برغم الرقابة الأمنية المشددة والصعوبات التى يعيشها الكويتيون وغير الكويتيين فى اعمالهم وتحركاتهم بسبب هذه الرقابة الأمنية، تؤكد على وجود ثغرات فى النظام الأمنى او على الأقل هناك تساهل كبير تجاه التيار الأصولى.
وهناك أسئلة عديدة متداولة فى الديوانيات الكويتية. فالبعض يعتقد أن الكويتيين الخمسة الذين ألقى القبض عليهم فى الشبكة التخريبية ويجرى حالياً التحقيق معهم ربما هم عناصر من الصف الثانى وأن هناك أشخاصا كباراً لم يطاولهم التحقيق لكونهم يتمتعون بحماية .
وبدأت الاتهامات غير المباشرة تنصب ضد التيارات الإسلامية ودورها التحريضى وحتى تنظيم معسكرات وهى المرة الأولى التى يجرى فيها الحديث عن معسكرات للتدريب، كما بدأت الحركة الدستورية بالتحضير لحملة مضادة معتبرة أن التشكيك بالتيارات الإسلامية هو حملة مغرضة وان الاتهامات الموجهة إلى المعتقلين لم تثبت صحتها وان هؤلاء هم غير مذنبين إلى ان يثبت العكس .
من ناحية أخرى ذكر تقرير صحفى صدر فى الكويت اليوم الأربعاء أن مشتبهين باغتيال الصحفية الكويتية هداية سلطان السالم قد تم القبض عليهم، وتقوم سلطات الأمن بالتحقيق معهم حول الحادث .
ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم عن مصادر أمنية قولها إن شهود عيان احتجزوا السيارة المشتبه أن تكون قد استخدمت فى عملية الاغتيال، واستدلوا منها على المشتبه بهم، حيث ذكر أن احدهم مصرى مقيم فى البلاد.
لكن الصحيفة لم تذكر جنسية الشركاء الأثنين، إلا أنها قالت ان أحدهما يعمل فى وزارة الداخلية ويحمل مسدساً مرخصاً على ما يبدو، وهو ما يشير إلى احتمال كونهما يحملان الجنسية الكويتية .
ونسبت الصحيفة إلى شقيق القتيلة قوله إن مصيرها هو مصير كل قلم حر، وأنها كانت تصارع الكبار من خلال انتقاداتها، وقد تعرض أفراد من عائلتها لمضايقات بسبب العلاقات بالمسؤولين .
كما نقلت الصحيفة عن أقارب الصحفية الكويتية تأكيدهم على عدم صحة ما تردد فى بعض وكالات الأنباء عن تردى صحتها النفسية وتعرضها لضغوط مالية ادت بها إلى خلافات كثيرة مع المقربين منها.
وقد أطلقت ثلاث رصاصات على مناطق متفرقة من جسدها من مسدس من نوع كولت أثناء جلوسها فى سيارتها الرولز رويس فى أحد شوارع العاصمة الكويتية فماتت قبل أن تصل إلى المستشفى .
ولم يتضح ما إذا كان للحادث ذيول سياسية، لكن صحفيين فى الكويت يقولون إن القتيلة كانت ضالعة فى عدد من الخصومات المالية بما فى ذلك خصومات مع بعض أقاربها.
وتعد القتيلة من الصحفيات الكويتيات المخضرمات، وكانت ناشطة فى الدعوة لمنح الحقوق السياسية للنسوة الكويتيات بمافى ذلك حقهن فى التصويت فى الانتخابات العامة وحقهن فى ترشيح أنفسهن للمناصب العامة.
ومن الجدير بالذكر أن هداية السالم كانت قد نشرت فى العدد الأخير من المجالس رسالة مفتوحة إلى أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد اشتكت فيها من تحيز الشرطة ضدها.
وقالت إن الشرطة لم تتخذ الإجراءات اللازمة بحق بعض موظفى المجلة الذين اختلسوا الأموال، او هاجموها بشكل شخصى، أو قاموا بتخريب معدات الطباعة.
وقد استنكرت جمعية الصحفيين الكويتية "الأسلوب الإجرامى" الذى راحت ضحيته الفقيدة واستبعدت بلسان أمين سر الجمعية فيصل القناعى ان تكون دوافع الحادث سياسية .
وأضاف القناعى "أننا فى الكويت أعتمدنا لغة الحوار نهجاً راسخاً فى مبادئنا ولم يكن أسلوب القوة وارداً لدينا واستبعد كلياً ان تكون الفقيدة أغتيلت لخلافات سياسية".
وأصدرت الجمعية الليلة بياناً أعربت فيه عن بالغ أسفها للحاد ث البشع الذى تعرضت له السالم وأودى بحياتها.
وقالت الجمعية إن الجريمة المرتكبة غريبة على المجتمع الكويتى مشيرة إلى أن فقدان السالم يعد خسارة كبيرة للساحة الصحفية فى الكويت كون الفقيدة إحدى رائدات الصحافة فى البلاد .
من جانب آخر قرر المنتدى النسائى الثقافى "أيام ثقافية" إيقاف نشاطه وإلغاء ما تبقى من فعالياته حداداً على مقتل هداية سلطان السالم.
وقالت منسقة المنتدى المحامية كوثر الجوعان ان الساحة الثقافية الكويتية وعلى سدتها نساء الكويت لن يتمكن من اجتياز ثقل وقع النبأ الشنيع أو تواصل أعمالها بشكل طبيعى بفعل الصدمة .
وأضافت ان الناشطات والمثقفات والسياسيات ضيفات المنتدى من كل من لبنان وسوريا ومصر والمملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة مازلن متألمات لخسارة هذه الشخصية الكبيرة التى شاركتهن فعاليات منتداهن حتى الليلة الماضية.
وكانت هؤلاء النساء العربيات قد توافدن الأسبوع الماضى للتواصل مع نظيراتهن فى مدينة الكويت العاصمة الثقافية للعرب لهذا العام من خلال منتدى خاص بثقافة المرأة أطلقت عليه الناشطات الكويتيات أسم "أيام ثقافية" خطط له أن يستمر حتى الـ 22 من الشهر الجارى.
ورثت الجوعان الفقيدة بقولها إنها معلمة ورائدة وإعلامية فتحت الطريق للكثير من مثيلاتها نحو الادب والثقافة وعالم الصحافة .
وتعد هداية السالم اول صحفية كويتية تولت رئاسة تحرير مجلة سياسية وهى مجلة "المجالس" كما رأست تحرير مجلة "الرياضى العربى".
وشاركت الفقيدة فضلاً عن اعمالها الأدبية بالعديد من المحافل الداعمة للقومية العربية فتبنت منذ أول مقالاتها الصحفية مأساة الشعب الفلسطينى وغيرها من القضايا العربية ونظمت أثناء الغزو العراقى الآثم على دولة الكويت عام 1990 أول مظاهرة نسائية احتجاجاً على الغزو، كما تولت إصدار النشرة السرية نساء وأطفال الكويت خلال الاحتلال. وذكرت مصادر ان السالم كانت مقربة من اعضاء أسرة الصباح الحاكمة وبشكل خاص من الشيخة لطيفة فهد زوجة ولى العهد الكويتى ورئيس الوزراء الشيخ سعد عبد الله الصباح .
المصدر : القناة . كوم - الجريدة . كوم - القبس الكويتية - وكالات الأنباء