عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 19-02-2005, 03:01 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أختي الكريمة / بنت العراق

إسمحي لي أولاً أبدي أستغرابي من تلك الإستنتاجات الواردة أعلاه منك أو من الشيخ ، فكأني بالشيخ أورد كلامه وتحليله لإثبات صحة ما يقول
وهذا فيه خطأ كبير جدا أن نعتمد على اللفظ المجرد في البحث
فالهجرة لم تكن ( خطأ ) كما جاء في المقال
واقرأي معي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : "إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنِّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"رواه البخاري ومسلم.
ومن هذا الحديث الشريف ستعرفين معنى الهجرة وأهدافها
ولست هنا لأعطي درسا في اللغة العربية لمعنى الهجرة ولفظة ( هاجر ) ويمكن الإستزادة من هذا الموقع
إضغط هنا

وفي القرآن الكريم ورد ذكر المهاجرين في قوله تعالى :

{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100) سورة التوبة

{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (117) سورة التوبة

{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (8) سورة الحشر

ووردت لفظة ( هاجر ) أكثر من ( 21 ) مرة في القرآن أيضا

ثم من قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجبره أهل مكة على الخروج ؟؟

لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطبق على أهل مكة الأخشدين لأمر جبريل عليه السلام بفعلها ، ولكنه كان ذا قلب رحيم فرفض

مشكلتنا أختي الكريمة أننا نتعلق بالقشور دون قراءة متأنية لواقع الهجرة من بداياته أي منذ الهجرة الأولى وإلى أن تمت الهجرة الثانية التي لم تكن إلا بترتيب وتخطيط مسبق ومعد له فقد جاء أهل يثرب فتعرفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه ثم آمنوا به، فلما رجعوا إلى بلادهم، جاءوا في السنة المقبلة فعرضوا عليه صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إليهم فهم أهل أمان في بلد آمن ، هذا يعني أنه فداه نفسي وأبي وأمي كان يعيش صابرا تحت ظلم وجبروت أهل مكة وهو يعرف ذلك ويقدره .
ولكن عندما ( أذن الله ) لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يهاجر ، هاجر من مكة في اللحظة التي أجمع أهلها على قتله بشكل جماعي وحشي فسلمه الله ورد كيهم فكانوا هم الخاسرون ، وفي الحقيقة هم لم ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا فقد خرج عليه الصلاة والسلام من بين صناديدهم بعد أن حثى في وجوههم التراب ، هل من يفعل ذلك يكون ( مطرودا ) ..؟؟؟؟؟

وقد جاء في أحد الموضوعات الجميلة عن الهجرة النبوية سؤالاً منطقيا وهو :
لماذا ترك الله رسوله يتعرض لكل هذا الظلم وهو قادر على كل شيء؟
وويأتي الجواب أكثر منطقية وبتتابع رائع :
' أرسل الله رسوله محمد قدوة للناس في كل شيء، ليتعلموا منه كيف يعيشون ويعايشون جميع الناس الصالحون منهم وغيرهم، الطيبون منهم وغيرهم، لذا تركه الله يستعمل ما خلق الله فيه من إرادة وقوة وفكر، لتقتادوا به.

' تركه الله ليعامل الظلم بما متعه الله من فطنة وذكاء وخبرة ليكون للناس النموذج التطبيقي الصحيح.

' خطط للهجرة بشكل سري وبتعاون دقيق، فشاركه في الخطة أهل بيته وأبو بكر وبنته أسماء ورجل غير مسلم خبير بالصحراء، لتضليل العدو.

' بعد استفراغ جهده واستعانته بكل من كان له خبرة أقبل إلى الله بالدعاء والتضرع والتوكل عليه.

' فالله طلب منا أن نعمل كل الإمكانيات التي أعطاها لنا، وفي نفس اللحظة ندعوه ليعيننا ويحفظنا لأنه القادر على كل شيء، وهو الموفق ولا حول لنا ولا قوة إلا به.

' هذا هو السر، وإلا فالله قادر أن يكرمه بمعجزة مثل باق المعجزات التي لا تصلح للقدوة لاختصاصها برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويبقى التساؤل لماذا اختار المسلمون التأريخ بالهجرة؟

1 / لما استقر رسول الله في المدينة المنورة كان البعض منهم يؤرخ بعام الفيل، والآخر بتاريخ الروم والآخر بغزوة بدر وهكذا.. ولم يكن لهم شيء يجمع تواريخهم، استمر الأمر على هذا الحال مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدة خلافة أبي بكر، ومدة من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

2 / في السنة 17 من الهجرة النبوية جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مجلس الشورى المكون من كبار الصحابة وعلمائهم فاستشارهم في وضع تاريخ يؤرخون به شؤونهم وشؤون الدولة، يتميز به المسلمون إلي يوم القيامة.

3 / فنهم من اقترح الـتأريخ بتاريخ الفرس،وكانوا يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. ومنهم من اقترح التأريخ بتاريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك اسكندر بن فلبس المقدوني، ومنهم من اقترح التأريخ بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من اقترح التأريخ بمبعثه، وهو اليوم الذي نزلت عليه أول آية من القرآن الكريم في رمضان ليلة القدر، ، ومنهم من اقترح التأريخ بوفاته صلى الله عليه وسلم..

4 / سيدنا علي كرم الله وجهه اقترح التأريخ بالهجرة وقال: نؤرخ بالهجرة، لأنها معلومة وخبرها قد انتشر كما انتشر سببها، فالتأريخ بها تذكير للأجيال بما حصل فيها، وتشهير بالظلم والظالمين، وتذكير بثابت الثابتين، ونصر الله لعباده المؤمنين الصابرين.

5 / وافقه الكثير من كبار الصحابة،وارتضى رأيه الجميع فحصل الإجماع على التاريخ بالهجرة النبوية للحكم التالية....

أ ) - الحكمة الأولى: الهجرة نقطة التحول والخروج من الفتن والبلاء والمحن التي طال ليلها بمكة، حتى وصل إلى ثلاثة عشر عاما، كلها شدائد وآلام

ب ) - الحكمة الثانية: الهجرة إعلان على إصرار حملة الحق، المؤمنين على الوفاء لدينهم والتمسك برسالة الحق، فإما موت كريم وإما نصر عظيم

ج ) - الحكمة الثالثة: الهجرة بها تكون الكيان السياسي للأمة الإسلامية لنشر الإسلام، والدفاع عن حرماته.

د ) - الحكمة الرابعة: التاريخ بالهجرة تذكير بالظلم والتجبر الذي سلطه أهل مكة على الناس منعاً لهم من الدخول إلى الإسلام .

هـ ) - الحكمة الخامسة: التأريخ بالهجرة تذكير بأن الظلم سيبقى دائماً وأن على أهل الحق الحذر والحيطة وسياسة التعايش.

و ) - الحكمة السادسة: إن كل ما يقع في الأرض فيه حكم كبيرة يعرف بعضها الأجيال الآتية مثلنا بالنسبة لهجرة آبائنا إلى أوروبا..

ز ) - الحكمة السابعة: الهجرة النبوية عزة وكرامة وثبات أناس على مبادئهم، فهي سند لكل الثابتين المطالبين لحقوقهم، الباحثين على حرياتهم في ظل الحق وحسن احترام الآخر.

فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
إنك في العالمين حميد مجيد

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }