عرض مشاركة مفردة
  #66  
قديم 18-01-2006, 09:38 PM
الوردة الندية الوردة الندية غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: خير بقاع الدنيا .. مكة
المشاركات: 3,058
إفتراضي

مــعاناة لحـظة


في لحظة لا تستطيع فيها إلا أن تنطق بالآه

في لحظة تكاتفت فيها كل أنواع الهموم والمستحيلات لترمي بكل آمالك في محيط عميق لا يُدرى مداه
لما تراه وتلامس واقعه

في لحظة وجدت الأمر فيها
لم يعد مرضا بيد طبيب علاجه
ولا قضية بيد حاذق كسبها
ولا مشكلة بيد حكيم حلها
ولا قوة على وجه الأرض تملك إخضاعا لها


في لحظة تكون المشكلة فيها
اللامشكلة
بأسباب مبهمة
وإلى أمد مجهول

في لحظة تمنيت فيها أن يكون المصاب مصابك
والخطب خطبك لتتحكم فيه
و تسيطر عليه وتصبر على رزيتك
لكن عقدة الأمر أعظم من أن تكون تحت إيماءات أصابعك

تغدو فيها كطبيب وضعت أمٌ بين يديه طفلها الوحيد
تشكوه داءه الذي لا دواء له وفيه ترى أملها بعد الله
فتمسي حائرا لا تملك شيئا يهدهد استنجاداتها

عليك أن تحسب خطواتك
وتدرس قدراتك

فأمامك خطب جسيم
وأمر عظيم


تتمنى أن تبذل كل شيء
وتدفع كل شيء
وتقدم كل شيء

لتفتح باباً موصداًً
وتبدد ظلاماً دامساً
وتُنطق حجراً صامتاً

في لحظة أحسست بأن شعورك أصعب من أن تشكوه لبشر تتذكر

((وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))

إذا بليت بعسرة فاصبر لها *** صبر الكريم فإن ذلك أحـــــــــــزم
لا تشكون إلى الخلائق إنما*** تشكو الرحيم إلى الذي لايــــرحم
ــــــــــــ

في لحظة أحسست بأن كل نفس تتنفسه يشعرك بعظم مصيبتك وتضخمها

((ولا تيأسوا من روح الله ))

وكل الحادثات وإن تناهت *** فموصول بها فرج قريب
ــــــــــ

في لحظة أحسستها تتحول إلى دهر طويل مترع بالأسى

(( لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ))

ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكان يظنها لا تفرج
ــــــــــ

في كل لحظة تبوء بها محاولاتك وتجاربك بالفشل لتهيم محطماً لا تملك سوى ضرب رأسك في حائط الإحباط

(( فإن مع العسر يسرا ))

أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ـــــــــ

في لحظة جافاك فيها النوم و أرقك ضيق حيلتك وعظم مصيبتك

(( كل يوم هو في شأن ))

دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتن إلا خالي البــــال
مابين طرفة عين و انتباهتهـا *** يبدل الله من حال إلى حال
ـــــــــ

في كل لحظة تسمع فيها أصداء نداء من جوانحك يرغمك فيها على البكاء الذي هو وسيلة العاجز فقط العاجز لا سواه لكنك أحيانا لاتملك هذه الوسيلة فتبدو أعجز من العجز ذاته

(( أليس الله بكافٍ عبده ))

إذا أرهــقتك همـــوم الحياة *** ومسك منها عظيم الضرر
وذقـت الأمرين حتى بكـيت *** وضج فؤادك حتى انفــجر
وسدت بوجهك كل الدروب *** وأوشكت تسقط بين الحفر
فــــيمم إلى الله في لهــــفة *** وبث الشكاة لرب البــــشر
ـــــــــ

في كل لحظة تشتد فيها آلامك لكنك لا تشعر بها لأنك قد ألفتها فكنت كمن قيل فيه
فما لجرح بميت إيلام
تذكر

(( ولا تقنطوا من رحمة الله ))

إن البكـاء على المواجع موجــع *** والدمــــــع والآلام لـيســت مغنمــــا
جرحي يغـني حين يشتــد الألم *** ودمـي إذا ســــــال تقطّــــر بلسمــا
فاصبر عـلى الآلام وانعـم بالحياة *** علّ الحياة تقيـك مـن أن تنـــــــدما

ــــــــــ

لا أذاقكم الله لاهماً ولا غما


بقلم
القابضة على الجمر
الرد مع إقتباس