عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 08-06-2006, 06:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ردود الفعل حول نبأ مقتل الزرقاوي


مسألة تصنيف مشاعر الناس من المسائل المعقدة جدا ، فتكاد تختلط مشاعر الفرح بمشاعر الغضب عند بعض الأشخاص ، وتكاد تلحظ مشاعر الغضب على وجه السرعة عند بعض الأشخاص .. كما تلاحظ مشاعر الفرح عند البعض .. فما هي ميكانيكية و آلية تلك المشاعر ؟

في البدء ، لا بد أن نعرف أن الحرب النفسية ، تحاذي حروب السلاح والاقتصاد و تتحالف معها بشكل عضوي كبير .. و إن أول من سنها في العصر الأمريكي الحديث هو ( دالاس ) وزير خارجية أمريكا في أواسط الخمسينات ، وبطل أكذوبة ( مثلث برمودا ) .. و قد طور تلك الآلية ، هنري كيسنجر ، إذ أعطاها بعدا يعتمد اعتمادا كبيرا على الخلفية الدينية ..

لنعد الى موضوع الزرقاوي .. و نناقشه بهدوء ، وفق رؤية الألوان الثلاثة التي ابتدأنا بها الحديث .. فلو تناولنا الموقف الذين أعلنوا فرحهم بسرعة على سماع الخبر ، فإننا نلحظ أن كل الذين يقفون الى جانب الاحتلال في العراق ، هم من أعلنوا مبادرتهم بالفرح على سماع الخبر .. بغض النظر عن الأجندة الأمريكية والتوقيت الذي يستخدمه الأمريكان لتسهيل خروجهم بقليل من ماء الوجه من المستنقع العراقي ، و ترميم صورة الفئة الحاكمة بالولايات المتحدة ، التي أخذت شعبيتها بالتهاوي بشكل كبير ..

و أما الذين غضبوا لسماع الخبر ، فعندهم ما يبرر غضبهم ، وهو أن الزرقاوي يمثل ردة فعل أولئك الذين يئسوا من كل وسائل الذود عن الأمة الكلاسيكية ، فكان لابد لهم من ابتكار وسائل تؤذي أعداء الأمة ، ومن يعاونهم من أبناء المنطقة فهم بنظرهم ( منافقون ) . على من يذود عن شرف الأمة ، أن يعمل بهم القتل و الذبح بلا هوادة .. وهم يفرحون عندما يشتم الزرقاوي و لون أعماله من قبل أعداء الأمة ، فيجدون مبررا للمضي قدما بتأييده و المراهنة على لونه .. إذ أن ما يغضب أعداء الأمة هو بالتأكيد ( بنظرهم ) يصب في صالح الأمة ..

يبقى اللون الذي يخلط مشاعر الأسف بمشاعر الفرح .. فهو كان يفرح عندما يسمع نبأ بإيذاء الأعداء و من يعاونهم .. وذلك حسب البيانات التي تعلنها الجهات القريبة من الزرقاوي .. لكن بعدما يتم التمعن بهوية القتلى ، فتجد بينهم أطفالا و نساء و مخرج سينمائي قدم أعمالا فنية كبرى تخدم قضية الإسلام ، كفلم الرسالة ، وعمر المختار .. فان مشاعر التأييد تتلاشى لديهم ..

وإن تم الاستماع لتفاصيل فقه الزرقاوي و من هم على شاكلته ، فستجد أنه قد انتهى من اتخاذ قراره في تصنيف أعداءه بشكل واسع ، فهو يعادي أمريكا و يعادي الشيعة ، ويعادي صدام حسين و يعادي الحكومات العربية ، ويعادي المثقفين ، ويحمل على حماس و فتح و الخ ..

هنا تؤجل المشاعر ، ويعود من يتفكر في هذه الظاهرة ، ليبحث بالدوافع الأصلية بالتوقيت ، ولا أظن أن مدة التفكير ستطول ..
__________________
ابن حوران