عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 24-01-2007, 04:18 AM
amir alnur amir alnur غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 133
إفتراضي

نانسي بلوسي..النجم الساطع في الكونجرس والسياسة الأمريكية



محمد كروان
22/01/2007

*لم يسطع نجم امرأة في عالم السياسة الأمريكية كما سطع نجم رئيسة مجلس النواب الأمريكي الجديدة نانسي بلوسي، فلم تثنها التزاماتها العائلية وكونها جدة عن العمل السياسي والنجاح فيه، بل إنها عصفت بكافة العراقيل التي اعترضت طريقها لتصبح، بعد رحلة طويلة من الجهد والكفاح، صاحبة أقوى منصب سياسي بعد الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية، فطبقا للقانون الأمريكي إذا تنحى الرئيس عن الحكم لسبب أو لآخر، تنتقل صلاحياته بالتبعية إلى نائبه، وإذا لم يستطع الأخير القيام بهذه المهمة تتحول دفّة قيادة الدولة إلى رئيس مجلس النواب، وبحسب صحيفة (بولتيمور صن) فإن هذا السيناريو ليس بعيدا عن الواقع، ولكنه يرتبط بالواقع إلى حد كبير، ففي عام 1976 وجد (جيرالد فورد) نفسه أمام هذا الخيار عندما كان رئيساً لمجلس النواب الأمريكي، وهبط من خلال هذه المعطيات على البيت الأبيض، وفي البداية تم تعيينه نائباً، ثم وريثاً للرئيس ريتشارد نيكسون، ويبدو أن طموحات نانسي بلوسي لا تقف عند رئاسة مجلس النواب، وأنها ترغب في تكرار نفس السيناريو، حيث ألمحت إلى ذلك في حوارها مع صحيفة (وول ستريت جورنال) وقالت إنني على استعداد لتلك المهمة وسوف يعلم الجميع أن ذلك ليس مستحيلاً.

زواج زميل الجامعة
ولدت نانسي بترشيا دي الساندرو بلوسي Nancy Patricia D’Alesandro Pelosi في السادس والعشرين من مارس عام 1940 بمدينة بلتيمور التابعة لولاية مريلاند الأمريكية، أما والدها توماس دي الساندرو جونيور فقد كان عضوا في الكونجرس الأمريكي، ورئيسا لمدينة بولتيمور، تخرجت نانسي بلوسي في جامعة ترينيتي بواشنطن وهناك التقت من أصبح زوجها بول بلوسي وبعد زواجهما انتقلا سويا للإقامة في سان فرانسيسكو مدينة زوجها، ويعمل زوجها في تجارة العقارات، وانجب منها خمسة أبناء، واصبح لهما حتى الآن نفس العدد من الأحفاد، وبالإضافة إلى رئاسة والدها لمدينة بولتيمور كان شقيقها رئيسا للمدينة ذاتها، كما كان صهرها (شقيق زوجها) عضواً في مجلس المدينة في سان فرانسيسكو، وتعمل ابنتها (الكسندرا) صحفية، وكانت إحدى الملازمات لـ (جورج ووكر بوش) في حملته الانتخابية عام 2000، وجسدت فيلما تسجيليا عن تلك التجربة يحمل عنوان (جولاتي مع جورج).بعد وصول ابنها الأصغر إلى الجامعة بدأت نانسي حياتها السياسية وتفرغت لها تماما، فتم اختيارها رئيسا للحزب الديموقراطي بشمال ولاية كاليفورنيا، وفي عام 1987جرى انتخابها للمرة الأولى لعضوية الكونجرس في ظل انتخابات خاصة بعد وفاة إحدى عضوات الكونجرس التي وافتها المنية بعد إصابتها بالسرطان، وحصلت على العضوية بأغلبية ساحقة من الأصوات أمام مرشح يساري مستقل، في الوقت الذي تعتبر فيه ولاية سان فرانسيسكو من الولايات التي تؤيد التيار اليساري بقوة، ومنذ عام 1988 أصبحت نانسي بلوسي عضوا دائما بالكونجرس في جميع دوراته الانتخابية.في الكونجرس الأمريكي كانت بلوسي عضوا في لجان مختلفة ومنها الميزانية والاستخبارات، التي كانت فيهما من أبرز الأعضاء الديموقراطيين، وفي عام 2001 أصبحت رئيسا لكتلة الديموقراطيين في مجلس النواب، وبعد فشلها في انتخابات 2002، خاضت بلوسي المنافسة أمام خصمين عنيدين هما عضو الكونجرس هروالد فورد، والعضو ألافرو أمريكي ميتنسي وتمكنت في النهاية من اقتناص لقب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب بعد استقالة ديك جيفهاردت من المنصب، وبذلك كانت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة ترأس أحد الأحزاب في الكونجرس، وفي أعقاب الثورة الديموقراطية في مجلس النواب خلال انتخابات 2006 أصبحت نانسي بلوسي أول امرأة تجلس على مقعد الرئاسة.

معسكر يساري ليبرالي
وتنتمي نانسي بلوسي إلى المعسكر اليساري الليبرالي في الحزب الديموقراطي ولكنها ليست متطرفة في فكرها السياسي حيث أنها تستطيع الموازنة بين مطالب ولاية سان فرانسيسكو التي منحتها أصوات سكانها فرصة الصعود السريع على سلم السياسة الداخلية الأمريكية، وبين الحاجة إلى الاقتراب من مركز الخريطة السياسية، وتزاحم جحافل الحقل السياسي داخل وخارج الحزب، فكانت بلوسي عضوا ناشطاً في العديد من القضايا الحيوية ومنها، الصحة، ومرضى الإيدز، والمعاقين، كما عارضت أي محاولة تقوم بها أية جهة لفرض قيود على الحرية سواء في الفكر أو الصحافة، ودعت إلى احترام جميع الأصوات بغض النظر عن لونهم أو جنسيتهم، وفي عام 1989 كانت إحدى النشيطات البارزات للدفاع عن حقوق الإنسان في الصين، ولكن نانسي بلوسي كانت من اشد المؤيدين لإسرائيل وسياستها في منطقة الشرق الأوسط، وقامت بزيارتها عندما كانت عضوة في الكونجرس، كما أنها تحرص على زيارة مقر اللوبي اليهودي في نيويورك الفينة بعد الأخرى وألقت فيه العديد من الكلمات التي دعمت فيها إسرائيل.

صديقة إسرائيل الأولى
أيقنت نانسي أن أموالها الضخمة لن تستطيع أن تضعها على هذا المقعد بالغ الحساسية والأهمية، فوطدت علاقتها باللوبي اليهودي وليس ذلك في الوقت الراهن وإنما منذ عملها في الحقل السياسي، وأصبحت على قناعة بأن هذا الطريق هو المسئول عن تحديد النجاح أو الفشل، فعلى الرغم من أنها كانت في المرتبة التاسعة بين المرشحين في قائمة الحزب الديموقراطي من حيث الثراء، إلا أنّها اختصرت الطريق وعلمت من أين تؤكل الكتف، وأهّلها ذلك للحصول على المنصب بالغ الحساسية والأهمية في الولايات المتحدة، كما أدركت بموجب حنكتها السياسية أن نفوذ اللوبي اليهودي في سياسة الولايات المتحدة هو كلمة السر في نجاحها مما جعلها تبني سياستها على مساندة إسرائيل، وزاد هذا التوجه عندما أصبحت عضوةفي الكونجرس، ودخلت المعترك السياسي، فأطلقت حممها البركانية في وجه من يعارض سياسة الدولة العبرية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فكانت خصما عنيداً لعضو الكونجرس (هاورد دين) الذي كان ولا يزال معارضاً عنيفاً للسياسة الإسرائيلية وأنشطتها العسكرية في المنطقة خاصة تلك التي تنتهجها مع الفلسطينيين، وبحسب صحيفة معاريف العبرية، اجتمعت نانسي بلوسي مع (ايراه بورمان) رئيس منظمة (إن.جي.دي.سي) (المنظمة اليهودية لنشطاء الحزب الديموقراطي) قبل إجراء انتخابات الكونجرس بأيام معدودة وخلال لقائهما قالت له بالحرف الواحدإنه على الرغم من محاولات تخويف وإرهاب الجمهوريين من الكونجرس الديموقراطي فإن الديموقراطيين لن يغيروا سياستهم تجاه إسرائيل وستظل موالية لها على طول الخط)، وتعليقا على هذه العبارة الوجيزة، التي تحمل بين ثناياها مدلولات وأبعاد كبيرة، قال ايراه بورمان خلال اجتماعه بأقطاب منظمته إن بلوسي كانت ولا تزال اقرب من رئيس مجلس النواب السابق لإسرائيل، كما أن اللوبي اليهودي (الايباك) هو الآخر صادق ضمنياً قبل إجراء الانتخابات على أن بلوسي ستكون المرشح الأوفر حظاً، وكان هذا التصريح بمثابة الضوء الأخضر الذي اعتمد عليه اليهود في ولاية فرانسيسكو للتصويت لصالحها، ووصل الأمر ـ بحسب صحيفة معاريف العبرية ـ إلى حصول نانسي بلوسي رغم ثرائها الفاحش على أموال من اللوبي اليهودي لتمويل حملتها الدعائية في الانتخابات، كما حصلت على أموال أخرى للسبب ذاته من رجال أعمال يهود في ولايتها، بعد أن اعتبروها صديقة اليهود الأولى في الولايات المتحدة.