[محمد العاني]

شكراً لك أختي العنود..
إنّك عنودٌ حقاً..!!!!
لقد حرّكت فيّ شيطان الشعر من بعد زمنٍ طويلٍ آليتُ أن لا أكتبَ فيه لغير حبيبتي الأولى بغداد..
ولو قرأت تواريخ قصائدي جميعاً لوجدتيها قبل إحتلال بغداد..إذ أن قلمي تجمّد في تلك اللحظة التي لا أزال لا اصدقها..
كل يومٍ أستفيق من النوم..أتمنى أن يكون اليوم 20-3-2003..و إن الحرب لم تبدأ..و أن كل ما رأيته كان حلماً مزعجاً..ولكني أستفيق دائماً على صوت انفجارٍ..أو إطلاقاتٍ نارية..أو في أفضل الأحوال..صوت كسر الباب من قبل الحرس الوطني لغرض التفتيش..
أكذبُ إذا قلت أني لم أتعب..لقد تعبت..و تعبت جداً..
تعبت من رؤية أطفال الجيران يموتون واحداً تلو الآخر..
لا أستطيع أن أصف لأحدٍ نظرة الخوف التي ارقبها في عينٍ طفل يسمع الإنفجار..ويبحث عن والديه ليتأكد من أنهما لا يزالانِ موجودين..لأنه قد رأى جاره يفقد أبوه في إنفجارٍ سابق..فلا يريد أن يصبح مثله..
أتعلمين أختي ما هو متعبٌ أكثر..؟؟
إنه التفكير..
إنه التفكير بمن هو صحيح و من هو خاطئ..
أمَن يفجر نفسه و يقتل أمريكياً و عشرة عراقيين صح؟؟
أمن يسكت ويلزم بيته و يحاول الإبتعاد عن المخاطر صح؟؟
أمن يقف مع الحكومة الجديدة ليعجل خروج الأمريكان صح؟؟
أمن يخرج من البلد؟؟