عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 17-04-2004, 12:11 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

إعذار وإنذار من الشيخ أسامة للأوروبيين ..[ د. هاني السباعي]


إعذار وإنذار
من الشيخ أسامة بن لادن للأوروبيين
من منطلق قوة لا من باب ضعف

تعليقاً على شريط الشيخ أسامة بن لادن الذي بثته قناة الجزيرة اليوم بتاريخ 15 إبريل 2004 والذي فحواه مبادرة صلح من الشيخ أسامة للأوربيين نرى الآتي:


أولأً: لقد فهمت الحكومات الأوروبية أن دعوة الشيخ أسامة بن لادن للصلح من منطلق ضعف يعانيه تنظيم القاعدة ولذلك أسرعت برفضه والاستخفاف من دعوته. لكننا نقول: لهم قد أبعدتم النجعة!! ففحوى خطاب الشيخ أسامة من خلال دعوته للتصالح تنطلق من قوله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) فالذي جنح للسلم هم الجماهير الأوروبية التي رفضت العدوان على العراق وعلى أفغانستان وضد البربرية الشارونية في فلسطين المحتلة ومن ثم استجاب الشيخ أسامة بن لا دن لهذه الدعوة ووضعها في اعتباره حتى لا يلام مستقبلاً إذا حدث هجوم ضد الحكومات الأوروبية المشاركة في العدوان على بلاد المسلمين.


ثانياً: لم يشر الشيخ أسامة بن لادن إلى حادث قطارات مدريد ولم يذكر جماعة كتائب أبي حفص المصري مما يوحي أنه ينفي مسئوليته عن هذه العملية وإلا لكان ذكرها وزكاها واعتبرها إنذراً للأوربيين ولكان اعتبر دعوته وقفاً للعمليات في أوربا بعد حادثة مدريد.

ثالثا:ً هذه دعوة لتحييد أوربا وحصر المعركة مع الأمريكان فقط وإذا خالفت الحكومات الأوربية دعوة الشيخ أسامة بن لادن معنى ذلك أنها ارتضت أن تكون في حلف الحكومة الأمريكية التي تشن عدواناً صليبياً على بلاد الإسلام.


رابعاً: يريد الشيخ أسامة أن يبين للعالم أنه صاحب هداية وأنه حتى هذه اللحظة يقاتل قتال الدفع (الصائل) وليس قتال الهجوم لذلك فقد بين أن قتال الأمريكان في الصومال جاء بعد عدوان أمريكا واحتلالها لهذا البلد المسلم باسم (إعادة الأمل). وقتال الأمريكان لم يأت إلا بعد تأييدهم للكيان الغاصب لفلسطين واحتلالهم لجزيرة العرب والأوربيون يقاتلون بحسب مشاركتهم للأمريكان أي أن تنظيم القاعدة لم يقاتل ابتداء الأوربيين ولا الأمريكان.. فالغرب بقيادة أمريكا في نظر الشيخ أسامة هم المعتدون وتنظيم القاعدة كان في موقف الدفاع حتى بالنسبة لأحداث سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن كان من باب قتال الدفع.


خامساً: لقد حدد الشيخ أسامة بن لادن مدة سريان الصلح من خروج آخر جندي غربي من بلاد الإسلام .. فهذه العبارة لا تدل على الضعف ولا على التخبط كما ذهب بعض من لا يفهم فحوى خطاب الشيخ أسامة فكلمة بلاد الإسلام بالمفهوم الواسع تشمل أفغانستان والعراق والقواعد الأمريكية في أرض الحرمين وجزيرة العرب والخليج العربي..


سادساً: خطاب الشيخ أسامة للأوروبيين باعتبارهم كفار أصليين وهذا جائز في فقه الجهاد الإسلامي ولما لم يكن تنظيم القاعدة غير معترف بالحكومات القائمة في العالم العربي والإسلامي فهم في نظره مرتدين فإنه يتكلم باعتباره يمثل فصيلاً من أهل الإسلام أخذ على عاتقه رفع راية الجهاد والذود عن أراضي المسلمين ومن ثم قام بتوجيه دعوته المذكورة.


سابعاً: قد يقول قائل ولماذا لا يوجه دعوته هذه إلى الحكومات العربية والإسلامية للتصالح معها نقول إنه يتعبر هو كافة الجماعات الجهادية بكفر الأنظمة القائمة ويعتبرهم مرتدين خارجين على الإسلام فحكمهم في نظره (العدم) فلا يصح التفاوض أو التصالح معهم وعقوبتهم أغلظ من الكفار الأصليين..


ثامناً: إن مبادرة الشيخ أسامة بن لادن إنذار وإعذارلقوله: )وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (لأعراف:164) فقد أعطى للأوربيين مهلة ثلاثة أشهر ولنفسه شهراً واحداً فيكون الإجمالي أربعة أشهر انطلاقاً من قوله تعالى ()فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) (التوبة:2) وبعد هذه المدة يكون الشيخ أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في حل من هذه المبادرة حيث ستكون أي حكومة أوربية معرضة للهجوم من قبل تنظيم القاعدة في أي وقت يشاء ويكون بذلك قد بين للجماهير الأوربية أنه عرض على أنظمتها فرصة ذهبية لتخرج من بلاد الإسلام ولتعيش في أمان وسلام طالما لم تعتد على أراضي المسلمين لكن هذه الأنظمة هي التي أصرت على العدوان واستخفت بدعوة تنظيم القاعدة في الصلح المشروط فلا تلوموا إلا أنفسكم لأنكم نصبتم عليكم من يعمل على قتل أبنائكم في حروب لن تجنوا منها إلا المر والعلقم.


بناء على ما سبق
يجب على من يتصدى للتعليق على خطاب الشيخ أسامة بن لادن أن يكون ملماً بكل مفردات خطابه الشرعي والسياسي وألا يجتزئ فقرة من خطابه يفسرها تفسيراً ضيقاً يخالف فحوى النص العام لتنظيم القاعدة.. وحتى لا يظن ظان أن الشيخ أسامة قد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت وأنه يستعطف الأوربيين لكي يعاملون معاملة حسنة إذا قبض عليه لا قدر الله ـ نرى أن هذا تحليل من قبيل خبط عشواء لا يستند على معرفة حقيقة بمعتقد الشيخ أسامة بن لادن وأدبيات تنظيم القاعدة.. وصفوة القول يرى مركز المقريزي في دعوة الشيخ أسامة بن لادن دعوة يقد يقطر منها هجوم بعد أربعة أشهر ضد أية حكومة أوربية ومن ثم يكون الشيخ أسامة قد ضرب عصفورين بحجر واحد.. وضح أنه صاحب هداية ورحمة بالشعوب الأوربية وغيرها وصاحب بندقية في الوقت نفسه.. فيكو قد أعذر وأنذر في وقت واحد..



كتبه/ د. هاني السباعي
مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية
hanisibu@hotmail.com
www.almaqreze.com