عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 19-01-2004, 12:24 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

انتظرت مطولا لأقرأ ماذا سيقول الناس عن فتوى سيد طنطاوي, فوجدت غالب الرجال - وليس أشباه الرجال - كتب متعجباً ومندهشاً من الشيخ الأزهري لأنه أيد وبارك بشدة قرار الرئيس الفرنسي شيراك بمنعه الحجاب المفروض على نساء المسلمين .. بالنسبة لي لم أتعجب البتة وخصوصاً وأنني أعرف جيداً تاريخ هذا الدكتور .. تعالوا معي:
هذا مؤتمر السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة قبل سنوات والذي جاء تحت مظلة النظام العالمي وهو في حقيقته مدخلاً لتضييع كل القيم الإسلامية بالأسرة المسلمة, هذا المؤتمر الذي ينص على أن الأسرة لا يجب ان تكون بالضرورة بين رجل وامرأة ولكن أيضا بين رجل ورجل..! إلى آخر طوام هذا المؤتمر.. نجد أن علماء الأزهر آنذاك جميعاً رفضوا انعقاده على أرض الكنانة مصر وكان على رأسهم آنذاك الشيج جاد الحق رحمه الله, ونجد بنفس الوقت أن المرشح الأول لقيادة مشيخة الأزهر في ذلك الوقت وهو الدكتور سيد طنطاوي.. كان من أكثر المعارضين لهذه الحملة ضد هذا المؤتمر بحجة أن الإسلام دين التحاور!! فلا بأس أن نتحاور .


مرونة هذا الشيخ المرن جعلت حتى كبير حاخامات اليهود المدعو (لاو) يدعوه من سائر جميع علماء المسلمين إلى الاجتماع به في المعبد اليهودي.. ولكن الدكتور طنطاوي كان أكرم من الحاخام اليهودي.. فقام بدعوته إلى القدوم إلى الجامع الأزهر.. ليطأ بلاط الأزهر في تاريخه أول حاخام يهودي بعد احتلال فلسطين .. وكان استقباله له حافلاً وأخوياً..!
بعد ذلك الاستقبال المليء بالتآخي بين كبير حاخامات اليهود وبين الشيخ الآكبر .. انتظر الناس أن يسمعوا بشارة من الشيخ طنطاوي بأن الحاخام اليهودي تأثر باللقاء وربما سوف يغير دينه ويسلم حيث انه التقى به لكي يدعوه ويتحاور معه كما يزعم, وإذا بالعالم يتفاجأ بالشيخ المعمم يعلن بعد اللقاء مباشرة أن الرافضين للتطبيع والسلام مع العدو الصهيوني حفنة من الجهلاء والجبناء!!! ثم أعلن بعدها أن دعوة البابا شنودة لمقاطعة إسرائيل ومقاطعة بضائعهم دعوة مجحفة وباطلة ولا تليق حيث أنها تعمق الهوة بين المسيحيين واليهود ولا ينبغي لشنودة ان يفعل ذلك!
سبحان الله.. يعني حتى أساقفة وبطاركة المسيحيين إذا أراد الواحد منهم ان يكون له موقف يزعل الدكتور طنطاوي عليه ويعاتبه على ذلك.. ! ربما أن سيد طنطاوي له نظرة ثاقبة فهو يخشى عليهم من التطرف..!
في لقاء فريد من نوعه أجرته معه قبل سنوات مجلة »سمرة« التابعة لجريدة »الوطن«.. ومن الأسئلة والأجوبة اللائقة بفضيلة الشيخ ومكانته: يافضيلة الشيخ ما الذي تحبه في الطرب والغناء فأجاب : أحب الفنانة ياسمين الخيام في الليلة المحمدية..!! الله أكبر وهل في الإسلام ليلة محمدية يا من لا تعرف البدع ولا تحبها!!?
استكمل طنطاوي الإجابة ثم قال : ويعجبني جدا عبد الله رويشد أيضا ثم أردف الدكتور إجابته: أرجوكم لا تسألوني عن الست! ويعني بها المطربة أم كلثوم.
تاريخ هذا الدكتور حافل , ومن ثمرات تاريخه حرص الساسة الغربيين على لقائه وتكريمه ومنهم على سبيل المثال رئيسا وزراء بريطانيا وألمانيا وتأتية دعوات من المجلس الروسي, وأما الرئيس الفرنسي فعلاقة الود والتآخي يفضحها عربون حجاب وعفة المرأة المسلمة!!
في تاريخ 4/1/1994 أقامت جامعة وستمنسر بولاية بنسلفانيا بأميركا احتفالاً ضخماً لكي تقدم شهادتين فخريتين الأولى للإمام الأكبر سيد طنطاوي والجائزة الثانية للحاخام اليهودي انكلير ساشو .. وبعد الاحتفال (الإيماني!) بالجامعة الاميركية جاءته دعوة من مجلس الشيوخ الأميركي بطلب خاص من نائب الرئيس الأميركي آنذاك (آل غور) لا غرابة إذن أن يتحمس الدكتور أكثر من الفرنسيين انفسهم في نزع ستر المرأة المسلمة على الاراضي الفرنسية ويردد بالفم المليان مشجعاً للفرنسيين: هذا حقكم.. هذا حقكم.. هذا حقكم.. !!

نريد فتوى شرعية لا فتوى فرنسية!
نجد أنفسنا أمام أسئلة محيرة أتمنى من طنطاوي أن يجيبنا عليها..يقول د. طنطاوي: أن نزع الحجاب في فرنسا صار الآن ضرورة هناك لأن الرئيس شيراك وحكومته يريدون ذلك, وعلى هذا نسأله: هل يجوز لبناتنا الذهاب إلى المسابح مع الرجال لأن السباحة مادة تعليمية في أوروبا وهي ضرورة? وعلى هذا يجب أن تلبس المايوه أيضا..!?
ثانيا: إذا كان الحجاب فريضة شرعية بل هو مما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة فهل فرضية الطاعة لله عز وجل تنعدم وتسقط عندما تصادم رغبة الرئيس الفرنسي!? بمعنى هل يتعبد المسلمون في فرنسا بأوامر الله أم بأوامر شيراك!?
وهل الحديث النبوي (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) جاء مستثنيا للرئيس الفرنسي في عرف ودين وملة د. طنطاوي?
وهل صار الحديث عنده بعد ان التقى وزير الداخلية الفرنسي بمكتبه في القاهرة قبل أيام (طاعة شيراك واحترام قوانينه الفرنسية مقدمة على طاعة الله وشرعه ودينه) حيث أن الأرض هناك هي أرض الفرنسيين وليست أرض الله , والمسلمون في فرنسا يحكمهم الفرنسيون وليس الله.. فلذا طاعة الفرنسيين مقدمة بل هي حق وحق وحق قبل حق الله تعالى!!?

معاشر السادة النبلاء
اللقاء بين الشيخ الجليل العالم (إبراهيم الخولي) حفظه الله, وبين المفكر الفرنسي محمد أركون عبر برنامج» الاتجاه المعاكس« في قناة الجزيرة.. كان لقاء أكثر من رائع, حيث ان الشيخ الخولي وضع جميع النقاط على الحروف فيما يخص توصيف العلمانية, وازدواجية الغرب مع المسلمين.. وأهم من هذا كله فضح رداءة الفتوى الطنطاوية وهشاشة فكر محمد أركون, ولم ينفع محمد أركون كل تعمقه الفلسفي وتنظيره في التقارب والاحتواء المزعوم بين المسلمين وأهل الكفر من اليهود والنصارى أمام آية واحدة ختم بها الدكتور الخولي الحلقة(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلآ الْنَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).


محمد المليفي
__________________