امتدح أبو تمام احمد بن المعتصم بقصيدة ، فلما بلغ إلى قوله :
إقدام عمرو في سماحة حاتم *** في حلم أحنف في ذكاء إياس
قال له الكندي بجرأة وثبات : الأمير فوق من وصفت.
فأطر أبو تمام مليا ثم قال:
لا تنكروا ضربي له مَن دونه *** مثلا شرودا في الندى و الباس
فالله قـــد ضرب الأقــل لنوره *** مثلا من المشكاة و النبــــراس
فسكت الكندي ، و أعجبت الفئة الحاضرة لفطنة أبي تمام
و أصالة رأيه ، وجودة فكره ، و سرعة فؤاده .
**********
اجتمع جرير والفرزدق والأخطل : وهم ثلاثة من رؤساء الشعراء في مجلس عبد الملك . فاحظر لهم رهانا من المال
و قال : ليقل كل امرء منكم بيتا في مدح نفسه ، فأيكم غلب و ظفر ، فله هذا الرهان .
فبادر الفرزدق وقال :
أنا القطران والشعـراء جـربى *** وفي القطران للجربى شفـــاء
وقام الأخطل فقال :
فــــان تـــــك زق زاملة فـاني *** أنــــا الطاعــون ليس له دواء
ونشط جرير وقال :
أنـــا الموت الذي آتي عليكـم *** فليس لـِــهـاربٍ منه نـــــجاء
فقال له عبد الملك :
لك الرهان فقد غلبت خصميك فلعمرى إن الموت يأتي على كل شيء