عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 21-11-2005, 06:50 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

21. الاستعاذة الدائمة بالله تعالى .. ألم تسمع قول العبد اللاجئ إلى الله تعالى عندما احتدمت معركة النفس صرخ صرخة حق ببطولة عجيبة أوقف معها زحف الباطل من جند الشيطان وإغواء امرأة العزيز .. إنها صرخة بطولة (معاذ الله ... إنه ربي أحسن مثواي .. إنه لا يفلح الظالمون)
22. الصبر على الابتلاءات والشهوات والتعفف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ومن يستعفف يعفه الله) .. وبالصبر يكسب المرء الأجر الكبير (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
23. اليقين بأن النفس تزكو بالنصر في الابتلاءات فكل بلاء ينجح فيه العبد يزيده الله رفعة وزكاة.. يقول تعالى (ليميز الله الخبيث من الطيب) وبالصبر على هذه الابتلاءات يصل الإنسان لأعلى درجات الكمال كما قال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
24. اليقين بأن ترك الحبل على الغارب للشهوات لا تزيد الشاب إلا نارا وضيقا .. فهو ضائق بالذنوب التي أثقلت كاهله .. وضائق من لذة نظرة انقطعت وفاتته أو بمعصية لم يبق من آثارها إلا الحسرة والندامة وما أحسن ما قال الشاعر :
يمد ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
ولا يحسبن الشاب الصالح أن الدخول في الشهوات ولو للحظة عابرة إنما هي لذة وسعادة يسهل العودة منها بل العكس صحيح .. فإن اللذة العابرة تتبعها نارا في القلب وبعدا عن الله تعالى وضيقا في النفس وثقلا في العبادة ووحشة من الأعمال الصالحة ومن الصالحين .. وعندها يقول الفرد لا مرحبا بسرور عاد بالضرر ..
25. العلم بأن الصبر عن المعصية فيه من اللذات والسعادة والقوة والأنس بالله مالا يوجد في المعصية .. ففيه سعادة بنصر الله وسعادة بذل الشيطان وسعادة بالأجر والمثوبة .. وسعادة عند لقاء الله سبحانة.
26. في جهاد المعصية سبب للهداية .. قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
27. تذكر هذه القاعدة العظيمة (من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه)
28. عدم ضمان توبة الله على العبد .. حيث تبقى المعصية معلقة لا يعلم العبد قبلت توبته أم لم تقبل ولذا فقول الفرد أنني سأتوب لاحقا من أكبر الخداع للنفس .. فكيف يعلم أنه سيتوب أو أنه لو تاب ستقبل توبته .. فالسلامة من الذنب خير من ارتكابه وبقاء الفرد مرتهن بمعصيته ..
29. معرفة أن أول ما فتن به بنو إسرائيل كانت فتنة النساء .. وفي هذا تبيين لعظم المنزلق الذي وقعت الأمم من قبلنا ..
30. البعد عن الخلوة بالأجنبية أو استسهال هذا الأمر .. ومثل هذا يقال ولو كانت المرأة كبيرة .. أو ثقة .. فإن كنت تثق في المرأة أو الرجل فأنت لا تثق بثالثهما وهو الشيطان .
31. البعد عن فتنة الأصوات .. فالأغنيات الماجنة وأمثالها نوع من الفتنة بالأصوات .. وسماع الكلمات المتكسرة في الهاتف نوع آخر من الفتنة وهكذا .. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والأذن تزني وزناها السمع)
32. اليقين بالعاقبة الطيبة للصلاح والعاقبة السيئة للفساد .. تدبر في عاقبة يوسف عليه الصلاة والسلام فإنه مع أنه واجهه الشر وكان من أسباب المواجهة أن دخل السجن بضع سنين .. ولكن العاقبة في ذلك أنه أصبح مكان عزيز مصر لاحقا .. وتدبر لو أن العزيز رآه في ما لا يرضي الله لكان من عاقبته الإبعاد أو القتل .. فانظر عاقبة الخير في الدنيا فكيف بالعاقبة الأخروية عندما يلقى الله تعالى وهو فرح بلقاء ربه .. وهل جزاء الإحسان فرح بلقاء ربه .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
33. لا سواء بين من ارتكب المعاصي والمحذورات وبين من اتقى الله تعالى .. فالمتقون أسعد الناس وإن لم يتركوا لشهواتهم العنان وإن كانوا هم الفقراء وإن كانوا هم الأقل .. والعصاة أصحاب أسوأ حياة والسوء كل السوء عند معادهم وفي قبورهم ..
فهم (وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين) فإن ذل المعصية على وجوههم ..
والفرق في كتاب الله بين حياة السعداء والعصاة واضح .. يقول الله تعالى : (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)
ويقول (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)
ويقول تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )
لا سواء أبدا لا في حياة ولا في ممات ولا في القبور .. ولا في المعاد ولا في الجزاء ..
لا شك أن الذين يموتون من المؤمنين وتقول لهم الملائكة (لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) ليسوا سواء كالذين يموتون من المجرمين وتقول لهم الملائكة (أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )..
لا شك أن المؤمنين الذين قال الله عن النار فيهم (لا يسمعون حسيسها وهم عنها مبعدون) .. ليسوا سواء مع الذين يكون لهم مع نار جهنم شيء آخر { إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }
ومن كانت ثيابهم من استبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ليسوا كالذين (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
ليست الروح التي يقال لها (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) كالروح التي قال الله فيها (لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)
أسأل الله أن يتقبل منا هذه الكلمات وأدعو الجميع بدراسة لسورة يوسف ففيها من الدروس الشيء العظيم ..
وأنصح النساء ألا يصدقن كل معسول لسان والقلوب قلوب ذئاب .. وكذا الشباب ألا ينجروا وراء كل منحطة وكأنه خلق بهيمة (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

أبو أحمد
منتدى التحرير
الرد مع إقتباس