الموضوع: الله سائلُ
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-12-2002, 04:28 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
إفتراضي الله سائلُ

نزولاً عند رجاء الأخ معين بالعودة للمشاركة في الخيمة وإيفاء لوعدٍ قطعته له بالعودة أشارك بآخر قصائدي ....




تدانتْ للقيـــاكِ الليــالي الفواصـــلُ

************ ودانتْ لسـقياكِ السـحابُ الهواطــلُ

أيا نجمةَ الإصــباحِ والمهجــةَ التي

************ لطلعتها تصـبو العيــونُ الهوامـــلُ

وذكرى الصِّبـا فيها وأهــلٌ ومنزلٌ

************ أجَـــدَّ حنيني فهـــوَ للجســـمِ هازلُ

ولا عجبٌ أنْ شــاقَ قلبي ربوعهــا

************ وأيَّــــة نفسٍ لم تشـــقها المنــــازلُ

تزاورهـا الأعيـــادُ ثكلى كســــيرةً

************ بحزنٍ وعين الطفــلِ فيها ســواحلُ

كأنَّ هلالَ العيــــدِ زورقُ مشــــفقٍ

************ يبـــادرُ بالتســــليمِ ثــــمَّ يواصــــلُ

فيــا نفسُ صــبراً للبلايــــا فربَّمـــا

************ أتى فرجٌ للمـــرءِ والمــرءُ غافـــلُ

وكم ضاقَ أمـــرٌ ثمَّ وافى اتســاعه

************ وكلُّ دجى ليـــلٍ وإنْ طـــالَ آفــــلُ

همُ الأهلُ والأحبــابُ والعزوة التي

************ عليها رســولُ الدمعِ في الخدِّ سائلُ

أغارتْ عليهمْ في ذرى الشرِّ غارةً

************ يطيرُ الحصـا من وقعها والجراولُ

فولَّى دعـــاةُ الســلمِ غدراً ولمْ تزلْ

************ بنو الحربِ في يومِ التلاقي تحـاولُ

همُ القومُ حلوا ذروةَ المجــدِ والتقى

************ فهم في ســما العليا البدورُ الكواملُ

رموهُمْ حجارَ المســـتعينِ بســـاعدٍ

************ ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ

حجارة ســـجيلٍ لهـــا البأسُ خائفٌ

************ على نفسـهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ

تملَّكــــهُ رعبٌ وحقـــدٌ مخامــــــرٌ

************ فكرَّتْ أســـاطيلٌ لهـــمْ وجحافــــلُ

فيـــا فارسَ الإقــــدامِ تحكي بعــزَّةٍ

************ وقائـــع خطتهـــا القنـــا والقنابــــلُ

جهــادكَ مقبــــولٌ وعزمكَ قابــــلٌ

************ ألا في ســـبيلِ الله مــا أنتَ فاعـــلُ

ومن دانَ هــذا الدينُ حقَّاً بنصـــرِهِ

************ فليس لــــهُ من أهـــلِ دنيـــاهُ خاذلُ

لقدْ جُزتَ مقــدارَ الشـجاعةِ والندى

************ وتربُـــكَ في لعبِ الصبا متشــاغلُ

ســـراجُ العــلا وابنُ الأباةِ مكرَّمــاً

************ فهلْ أنتَ لي مصــغٍ لمــا أنا قائـــلُ

ويا سائلي عن شأنِ فضلٍ ولم يزلْ

************ بغيضــــاً إليَّ العالـــمُ المتجاهــــلُ

أقولُ وقــدْ طالَ اهتمـامي وعبرتي

************ على الخــدِّ منها مســتهلٌّ وجائــــلُ

أيا شاعراً من طبعه الجدُّ في النهى

************ إذا ضيَّعَ التدبيـــرَ في الرأي هازلُ

ويـــا كاتبــــاً للحقِّ أفـــردَ همَّـــــهُ

************ وأحيـــا بأفكارِ العُــلا وهو صائــلُ

أخا الهمَّـــة العليـــا فإمَّـــا قصــيدةٌ

************ وإمَّـــا مقالٌ صادقُ الحرفِ فاصلُ

لأقلامكَ السمرُ العــوالي تواضعتْ

************ وهابتــكَ في أغمــادهنَّ المناصــلُ

وإن لاحَ في القرطاسِ أسودُ خطِّها

************ يقولُ الدجى يا صبحُ لونــكَ حائــلُ

وُهِبتَ الهدى والعلــمَ نعمــةَ رازقٍ

************ فحـــدِّثْ بمـــا أوتيتَ فالله ســـــائلُ

وكونوا كمــا الشـمِّ الرواسي رزانةً

************ إذا ما اســـتخفَّ الحلـمَ حقٌّ وباطلُ

وهيَّــــا إلــى دارٍ وجـــارٍ ومنبـــرٍ

************ فمــا ضاعَ حقٌّ حين يرعــاهُ كافـلُ

إلى دوحِ آدابٍ إذا الفكــــرُ حفَّـــــهُ

************ لكانَ محــالاً أنْ يُرى وهوَ ماحِـــلُ

إذا الفكـرُ والشــعرُ اســتقرا براحةٍ

************ ترقَّتْ لهــا نحـــوَ النجــومِ أنامـــلُ

دعِ الشعرَ حتى يشملَ العدلَ حِكمةً

************ وقاربْ بأنْ تبـــدو كأنَّـــكَ كامــــلُ

إذا عرضتْ قلتَ الســطورُ أزاهـرٌ

************ ترفُّ نعيمـــاً والطروسُ خمائـــــلُ

وما زينــــةُ الإنســـانِ إلا منـــاقبٌ

************ يفرِّعُهـــــا أصـــلانِ عـــزمٌ وباذلُ

وقـدْ يكبرُ الخطبُ اليســـيرُ فيجتني

************ أكابـــرَ قـــومٍ ما جنتـــهُ الأسافـــلُ

أؤمِّـــلُ نفســي بالتوحِّـــدِ ســـــاعةً

************ لنأتي بمـــا لم تســتطعه الأوائـــــلُ

وحقَّ لمثـــــلي أنْ يؤمِّــــلُ مثلــــهُ

************ وفي النـاسِ مأمــولٌ يُرجى وآمِــلُ

تعالوا لنبني قلعـــةَ المجــدِ والعُــلا

************ بجيـــلٍ طواهُ الجهلُ والجهلُ قاتــلُ

وهلْ دونَ هــذا عنــدَ حَزْبٍ وسيلةٌ

************ إذا انقطعتْ فيمــا ســـواه الوسائـلُ

إذا حال أمرٌ دونَ ما الفضلُ طالبٌ

************ فجهدٌ وذو الإحسانِ والجودِ فاضلُ

لقــدْ منــحَ اللهُ العقـــولَ تمايــــــزاً

************ منابـــعُ أفشــتْ محتــواها الجداولُ

فنبــعٌ زلالٌ وافـــر الدفـــقِ ســـائغٌ

************ ونبــعٌ ضنينٌ علقــمُ الطعمِ جاهـــلُ

وما النيِّـــرُ الوهَّــــاجُ إلا مجاهـــداً

************ بحَــــدِّ ســـنانٍ أو يـــراعٍ يناضـــلُ

لهُ الخيرُ في دنيـا وأخـرى وجنَّـــةٌ

************ بها الفرحةُ الكبرى وفيها الظلائــلُ

جزى اللهُ أهلَ الفضلِ أفضلَ ما جزى

************ فعنْ طَوْله المحمودِ تنسى الطوائـلُ


__________________
الرد مع إقتباس