عرض مشاركة مفردة
  #56  
قديم 18-12-2004, 05:53 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الرابع والعشرون /2



قول سَلَمةَ بن الأكَوع رضي الله عنه أنَّ رجلاً أكلَ عِند رسُول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، فقال كُلْ بِيَمينِك ، قال : لا أسْتَطِعُ ، قال : لا اسْتَطَعتَ ما مَنَعهُ إلاَ الكِبْرُ . قال : فَمَا رَفَعها إلى فِيهِ . رواه مسلم .

الشرح :-

قول سلمة رضي الله عنه إن رجلاًَ أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، لم يذكر اسم الرجل اتقاء للغيبة إذ هي ذكرك أخاك بما يكره .

وقوله بشماله يعني بيده اليسرى ، وقوله ، كل بيمينك أي قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أكل بشماله كل بيمينك تعليماً وإرشاداً لما هو خير له ، لأن الأكل بالشمال تشبه بالشيطان ، إذ الشيطان يأكل بشماله . وقوله لا أستطيع أي قال الرجل الذي أمره أن يأكل بيمينه ، وكان قادراً مستطيعاً أن يأكل بيمينه ، ولكن منعه الكبر ، فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : لا استطعت أي لا جعلك الله تستطيع ، لأنه متكبر ، والكبر صاحبه ينازع الله تعالى في صفته وهي الكبر والكبرياء ، ومن نازع الله أهلكه وقول سلمة رضي الله عنه : فما رفعها إلى فيه أي من تلك الساعة أصيبت بالشلل الفوري فلم يقدر أن يأكل بها حتى مات .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث وردد قراءته حتى يحفظه أكثر المستمعين ز

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وبيّن للمستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا المراد من الحديث للعمل به .

3- علمهم أن الأكل والشرب يكونان باليمين أي باليد اليمنى ، ومن أكل أو شرب بشماله فقد تشبه بالشياطين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ز

4- حذرهم من الكبر إذ المتكبر لا يدخل الجنة لحديث مسلم : ( إن الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ) .

5- ذكرهم بوجوب تجنب غيبة المسلم وهي ذكره وهو غائب بما يكره .

6- حذِّرهم من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم تَكَبُراً أو عِنَاداً فإنها تقود إلى الهلاك .


للفائدة



السؤال بتاريخ 2004-08-23 05:27 م

باب سد الذرائع وحماية جناب التوحيد باب واسع يستعمله البعض لمنع بعض الأمور المباحة والتضييق على الناس في الأقوال والأعمال، فما وجاهة ذلك؟


الجواب بتاريخ 2004-08-23 05:28 م

سد الذرائع التي تفضي إلى الحرام أمر واجب، قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين": فإذا حرم الرب تعالى شيئًا وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقًا لتحريمه وتثبيتًا له ومنعًا أن نقرب حماه. ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم وإغراءً للنفوس به وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء بل سياسة زعماء الدنيا تأبى ذلك، فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لعد منتاقضًا ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده. انتهى[1].

فالذرائع إنما تحرم إذا كانت تفضي إلى محرم، أما التي لا تفضي إلى محرم فإنها لا تحرم، ويعد تحريمها تضييقًا على الناس، والمرجع في ذلك إلى الأدلة وأقوال العلماء لا إلى أقوال الجهال.

ومثال الذرائع التي حرمها الشارع لأنه تفضي إلى محرم: الصلاة عند القبور، والدعاء عندها، والذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله، والصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ـ أعني: صلاة النافلة ـ ومثل البناء على القبور كل هذه الأمور تحرم؛ لأنها تفضي إلى الشرك.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين" (3/147).

المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ج 3

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



وقفه :-

علامة الجهل ثلاث :- العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن يهنى عن شيء ويأتيه .

" أبو الدرداء رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه