عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 23-05-2007, 01:02 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

ابننا الفاضل / كريم الثانى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لن أطيل فى ردودى عليك ولن أدخل فى تفريعات ، فأنا أحب أن يستفيد من النقاش أكبر عدد ممكن من الأعضاء ، ولا أحب لهم أن يملوا المتابعة .

1 – الموضوعات التى نتكلم عنها هى من الأصول الثابتة وليست أحكاما تتغير بتغير الوقت ، فالإسلام والإيمان والإحسان والفرائض والحدود وما إلى ذلك وردت بها نصوص قطعية الدلالة ، لا يختلف عليها أحد ، وهذا ما عنيته بالنسبة للنص على خلافة سيدنا على كرم الله وجهه ، فلم يرد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا قطعيا يقول على خليفة بعدى ، أو أيا من الصحابة رضوان الله عليهم ، بهذا النص ، وكذلك لم يرد تفضيل أحد على أحد ، ولكن ما ورد أن الخلفاء الراشدين كلهم ممن بشرهم رسول الله عليه السلام بالجنة وهم جميعا من السابقين من المهاجرين "سورة التوبة آية 100" حيث وعدهم الله بجنة تجرى تحتها الأنهار ، وممن شهدوا بدرا ، وممن رضى الله عنهم إذ يبايعون الرسول تحت الشجرة ... أظن الأمر قد وضح الآن .

2 – الإسلام لم يحدد طريقة معينة للحكم ولكن حدد لها أسسا وهى العدل والمساواة ورعاية الضعيف ، لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن طريقة الحكم ستختلف حتما من وقت لآخر ، ومن أمة لأمة ، ولذلك تركها لكل أمة تفعل بها ما تراه ينفعها . ولو قرأت تاريخ البشرية من قديم الأزل إلى يومنا هذا لتبين لك حقيقة هذا الوضع . لأنه لو كان حددها لأصبح كثير من الحكام فى كل العصور بعد الإسلام كفرة والعياذ بالله ، وفى هذا مشقة على الأمة الإسلامية ، لأن معنى هذا حروب لن تنتهى بين الشعوب والحكام .

3 – أحترم رأيك المتواضع بأن الولاية كما جاءت بالحديث الشريف هى أعمق وأشمل من فكرة الخلافة ، وإذا بحثت عن الكلمة ومشتقاتها كما وردت بالقرآن الكريم لوجدتها تعنى مفاهيم كثيرة ، ولهذا فورودها فى الحديث لا يفيد الحسم ، وأرجوك أن تحترم أنت كذلك رأيى بأن الولاية هى الحب ، وأن الكلمة ليست قاطعة فى مفهوم الخلافة . كذلك فكلمة "..... القطب من الرحى" التى وردت فى نهج البلاغة ... إن صحت ... فلا تعنى من قريب أو بعيد النص على خلافته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل تعنى نظرته الشخصية للخلافة .

4 – أكرر ذكر الآية الكريمة "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ... فلست أنا ولا أنت ولا أى أحد عالم أم جاهل ، إمام أو مأموم ، له أدنى حق فى محاسبة الصحابة أو تقييم عملهم ، لعدة أسباب : الأول أنهم أفضل بكثير جدا من الجميع ، والثانى هو كما جاء بالآية الكريمة أننا لن نسأل عما كانوا يعملون ، الثالث ، لأننا أمرنا بنص القرآن الكريم أن نستغفر لمن سبقونا بالإيمان "وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {10}" سورة الحشر