عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 29-05-2007, 04:12 AM
كريم الثاني كريم الثاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 150
إفتراضي

الزملاء الأفاضل ،،، شيخنا الفاضل أبو ايهاب ،،، السلام عليكم ورحمة الله .


1 – شيخنا الفاضل : سأتحدث باختصار بناءا" على رغبتك ، إن فكرة الأصول والفروع هي فكرة إجتهادية وهي مبنية على نصوص ظنية الثبوت مع علمي بأنها قطعية الدلالة ، وحتى لا يكون هناك لبس في كلامي سأوضح أكثر .

لا يوجد في القرآن الكريم آية واحدة تقول لنا أن أركان الإسلام خمسة ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا" رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ) كما انه لا يوجد آية واحدة تقول لنا أن أركان الإيمان خمسة أيضا" (( الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ))

ولكن يوجد هناك أحاديث نبوية كحديث عمر بني الإسلام على خمس ، أو حديث هذا جبريل أتاكم يُعلمكم أمور دينكم .

ولكن لو رجعنا إلى القرآن الكريم نجد أنه يتحدث عن كل هذه الأركان كما أنه يتحدث عن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرا" وبنصوص واضحة الدلالة ولكنه ليس ركنا" من أركان الإسلام ولا الإيمان ، وكذلك الأمر بالنسبة للجهاد في سبيل الله .


ولا أعرف هذا القرآن العظيم والذي فيه تفصيل وتبيان لكل شيء لم يذكر هذا الأمر صراحة مع العلم أنه تحدث عن أمور أبسط من ذلك وفصلها ووضحها ( كالوضوء والطلاق ، والميراث ) على سبي المثال لا الحصر ؟؟؟؟!!!!!



ولذلك نشأت الفرق الإسلامية واختلفت فيما بينها على أصول الدين كالمعتزلة والأشاعرة والشيعة والخوارج وغيرهم من الفرق ، وكل له رأيه وحججه واستدلاله .


2 – تقول : (( فلم يرد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا قطعيا يقول على خليفة بعدى ، أو أيا من الصحابة رضوان الله عليهم ، بهذا النص ، وكذلك لم يرد تفضيل أحد على أحد ))

كونه لم يرد نصا" لدى أهل السنة والجماعة بخلافة علي فهذا الكلام فيه نظر ، لسبب بسيط أن أهل السنة والجماعة هم استمرار لشكل النظام الذي تشكل بعد رسول الله وبالتالي هذا النظام لا بد أن يُشرعن نفسه ولذلك لن تجد نصوصا" تقول أو تخالف واقع مع حدث ، وان وجُدت نصوصا" تحمل إشارات فانه يتم تأويلها بحيث تخدم الواقع والأمثلة على ذلك في التاريخ الإسلامي كثيرة .



وإذا كان هذا الكلام صحيحا" فمن أين جاءت فكرة ترتيب أفضلية الصحابة ( أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) وأنت تعرف أن هذا الترتيب مجمع عليه عند علماء أهل السنة ويكاد يكون مقدسا" عند العامة من أهل السنة .

أليس هذا الترتيب هو تعبير واضح عن واقع الدولة الراشدة ؟؟؟؟

وترتيب أفضلية هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم هو ترتيب سياسي ؟؟؟

حتى نجد أن هناك من يُجتهد ويحاول أن يجد الفضائل أيضا" للخليفة الخامس معاوية بن أبي سفيان ويقول لنا أنه كان من كتبة الوحي بحديث موجود في كتب الصحاح تحت عنوان أو باب مستقل " فضائل أبو سفيان " .

شيخنا الفاضل لا يُمكن النظر لهذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة بمنظار واحد او من زاوية واحدة لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أكثر ما يُمكن من المتغيرات حتى تكون دراستنا وفهمنا أكثر دقة وأكثر عمقا" وشمولية".

فتأثير الواقع السياسي على الديني أمر واضح لا يُنكره إلا صاحب أفق ضيق أو متمذهب متقوقع على نفسه ، إذ لا يُمكن تفسير نشوء النص الديني ( الحديث وأقوال السلف ) وتطوره وحل تناقضاته إذا لم نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.


3 – تقول : (( الإسلام لم يحدد طريقة معينة للحكم ولكن حدد لها أسسا وهى العدل والمساواة ورعاية الضعيف ،،،،، ))

هذا الكلام فيه نظر فأنا أتفق معك على أن العدل والمساواة ورعاية الضعيف أركان أساسية في أي نظام ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل من الحكمة أيضا" أن يترك رسول الله الناس من بعده وهم حديثوا عهد بمفاهيم إجتماعية جديدة دون أن يرسم لهم ملامح الطريق القادم ، فلو قال قأئل أن الصحابة أو الخلفاء الراشدين جميعهم كانوا مؤهلين للقيادة لقلنا لهم لماذا إذا كل هذا التخبط الذي حدث بعد رسول الله .

فقبل أن يوارى الرسول يختلف الصحابة وأهل البيت في كتاب يكتبه الرسول لن يضلوا بعده أبدا" .

وبعد وفاة الرسول ترتد القبائل العربية حول المدينة ، والخليفة الثاني عمر رضي الله عنه يٌقتل على يد غلام ـ مجوسي ـ المغيرة بن شعبة وعثمان يُحاصر في بيته ويٌقتل وعلي يحارب لسنوات ثم يُقتل على يد ابن ملجم وطلحة والزبير يشنون حربهم الضروس وينقضون البيعة والحسين بن علي وآله معه يٌقتلون في الصحراء وابناء الزبير يٌقتلون

ويتولى أمر الناس الحجاج بن يوسف الثقفي وينتقم لمقتل الحسين المختار الثقفي وتقوم دولة بني العباس على أشلاء الأمويين بعد استئصالهم !!!!!

هل هذا هو الإسلام الذي جاء به القرآن العظيم ،،، أشداء على الكفار رحماء بينهم

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

ولذلك أنا أتبنى الرأي الذي يقول أن ولاية علي وخلافته كانت تمثل النموذج التطبيقي المثالي والأكثر تعبيرا" عن رسالة الإسلام العظيم لأنه الأكثر وعيا" بمستوى هذه الرسالة العظيمة والأكثر مصداقية في تقديم نماذج تطبيقية تعكس واقع النصوص القرآنية العظيمة .

4 – تقول : ((أحترم رأيك المتواضع بأن الولاية كما جاءت بالحديث الشريف هى أعمق وأشمل من فكرة الخلافة ،،،، ))

أشكرك على احترام رأئي المتواضع ويا حبذا لو تقدم لنا بحثا" عن معنى لفظ ( الولاية ، مولى ، ولي ، أولياء ) كما وردت في القرآن الكريم وبعدها سنتحدث عن معنى ( ولاية ـــ محبة ) ، وعن النظرة الشخصية في الخلافة .

5 – وتقول : (( "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ،،،،، ))

سامحك الله يا شيخ هذه الآية تتحدث عن أنبياء لا تتحدث عن صحابة وإن كنت لا أرفض الاستدلال بها

ولكن قراءة تاريخ الأمم السابقة وتاريخ الصحابة لا يتناقض مع الإيمان بدليل أن القرآن الكريم نفسه قد تحدث عن تاريخ الأمم السابقة وطلب منا أخذ العبرة .

وكيف لنا أن نعرف الأعمال العظيمة التي قام بها الصحابة ، وكيف لنا أن نعرف الخلاق العظيمة التي تخلق بها الصحابة ، وكيف لنا أن نعرف الأخطاء التي وقع الصحابة حتى نتجنبها ونحصن مجتمعاتنا وحكامنا من الوقوع بها .

؟؟؟!!!!!



"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "

صدق الله العظيم


اللهم اغفر لنا ولهم ولا تجعل في قلوبنا غلا

للحديث بقية وشكرا" لك .