عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-06-2003, 01:26 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أختي اليمامة:
أشكرك جداً على اهتمامك بالمقال وقد سرني للغاية أنه قرئ عندكم إذ في كل ما أكتب أتمنى أن أساهم في شيء ما يبث فينا روح الحوار في موضوع: ماذا نفعل للخروج من هذه الهوة العظمى التي نحن فيها؟.
ولعلك تعلمين أنني فيما كتبت كنت سابقاً أكتب في ميدان الدفاع بلا قيد ولا شرط عن مكونات هويتنا الحضارية(وهي كتابات سميتها :المرحلة التأصيلية)
غير أنني منذ نحو سنتين رأيت أن المهم الآن ليس إثبات مزايا هذه الهوية العظيمة وإنما تبين الطريق الذي تستطيع فيه هذه الهوية العيش ومواجهة التحديات المصيرية التي تتعلق بسؤال الوجود أو الفناء .إذ رب هوية حضارية عظيمة تبيد لأنها لم تحسن الدفاع عن نفسها في وجه الأخطار الخارجية ويكون زوالها غير ناتج بالضرورة عن نقص ذاتي فيها بل عن نقص في مناعتها تجاه الأخطار الخارجية.

وكان الخيط الهادي لهذا التوجه هو تأكيد مالك بن نبي رحمه الله الدائم على فكرة رأيتها تختصر الأمر كله: أن نركز على الواجبات بدلاً من الاقتصار في تركيزنا على الحقوق!وهذه الفكرة ترجمة للتوجيه القرآني "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
(وهي مرحلة سميتها: البحث عن التأصيل الفاعل!)
ومن هنا حلمت بحركة اجتماعية غامرة تعمل على تجاوز العيوب الوخيمة في شخصيتنا التي تجعل منا كياناً متلبداً عديم الفاعلية قابل للانقسام اللانهائي على نفسه عاجزاً عن تمييز ما هو جوهري وما هو عرضي.عاجز عن تجاوز التناقض الداخلية الهامشية مؤجج لهذه التناقضات فاتحاً الباب أمام الاستغلال الخارجي لها.
حركة تتجاوز استعدادنا للتناحر حتى ضمن العائلة الواحدة.تتجاوز كسلنا عدم شعورنا بالمسؤولية.حركة تثبت في ذهن كل فرد أنه هو بالذات مسؤول وتثير عنده هذا الهم الغامر الذي يثور في نفس المسؤول عن مصير مجتمع وشعب!
حركة "جهاد أكبر" نجاهد فيها نفسنا الأمارة بالانحطاط! ويا له من جهاد صعب!
حركة للوحدة من الأسفل بعد أن عجز الحكام عن التوحيد حتى بين لبنان وسوريا أو بين قطر والبحرين.
وقد كان النبأ عن شباب داريا نبأ ساراً جداً إذ كان ما فعلوه نموذجاً للفعل الحضاري المنشود.
وفيما يتعلق بالحوار فأنا بالفعل كنت أفكر منذ مدة في إنشاء منتدى خاص بأصدقاء مثل هذا التوجه ليبحث ما يجري من تجارب ويعممها ويناقشها ويطرح المسألة بجوانبها المتعلقة كلها: النظرية والعملية.
الرد مع إقتباس