السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع الموضوع
وما نقله البنا على أنه اعتقاد السلف هو عين قول المفوضة الذين يفوضون معاني نصوص الصفات , وهو التفويض الذي يستلزم تجهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاني هذه الصفات و وتجهيل صحاببته بهذه المعاني كذلك , خلافاً لمنهج السلف الذين يثبتون لله ما أثبته لنفسه من الصفات , أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعانِِ معلومة , وإنما يفوضون في الكيفية .
وتجهيل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بهذه النصوص مستلزم بالتالي الطعن في هذا الدين
وذلك كا حَمل علماء السلف على تشديد النكير على أهل التفويض وإبطال مقالتهم .
فما يصوره البنا وطنه مذهب السلف ليس صحيحاص , وإنما هو مذهب المفوضة , فالبنا ينسب للسلف أنهم يؤمنون بآيات الصفات كما وردت , ثم يعود ليقول :
إنهم يتركون بيان المقصود منها لله تعالى , فيقع في التفويض , ثم يسوي بين مذهب السلف المشتمل على الإثبات على مراد الله ومراد رسول , وبين مذهب الخلف المتضمن للتاويل , والذي هو نوع تحريف وإبطال للمعاني الصحيحة , والله المستعان , وما سبق يندرج تحت المخالفة للسنة .
فمن كانت هذه بعض أخطائه في العقيدة و ومخالفته للسنة في ذلك , كيف يصلح أن يكون إماماً يقتدى به ؟؟! في الواقع : إنه لا يصفه بالإمامة في الدين إلا جاهل أو صاحب هوى
دعوته للخروج وإرادته الحكم ::
حيث قال رسالته للشباب : نريد بعد ذلك الحكومة المسلمة , ولا نعترف بالأحزاب السياسية , ونريد بعد ذلك أن ينضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي , فمصر وسوريا والعراق والحجاز وكل شبر أرض فيه مسلم , يقول : لا إله إلا الله كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى إلى تحريره وإنقاذه وضم أجزائه بعضها إلى بعض . انظر مجموعة رسائل حسن البنا (ص177 )
وذكر في الرسالة للمؤتمر السادس المنعقد في عام (1941) عن غاية الإخوان المسلمين أنهم يعملون لغايتين :
الاولى : المساهمة في الخير العام .
الثانية : إصلاح يتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل
( المصدر السابق (ص204 - 205)
فانت ترى أن مطالبته بالحكم , وكذلك اتباعه من بعده هو أساس دعوتهم دون النظر في طريقة الوصول غليها , أو العناية بإصلاح مجتمعاتهم , وإقامة دعوة الإسلام على اساس التوحيد .
فمن دقق النظر فيما كتبوه أو قالوه , يرى أنهم يرون الوصول إلى الحكم عن طريق الديمقراطية والتعددية الحزبية ’ أو العنف وحتى بالتحالف مع الأحزاب التي يرونها علمانية .
أنظر المجلة السلفية العدد السابع مقال للشيخ سليم الهلالي .
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
ولنا بقيه في الموضوع