عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-03-2004, 05:15 PM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي كلام مهم فعلاً

عزيزي تقي الدين:
هذا الموضوع الذي أثرته غاية في الأهمية إذ هو يوضح الفرق بين الإنسان الذي يحيا لغاية محددة يرجو تحقيقها وبين إنسان لا يحيا لهدف مطلقاً
خلق الله للخطوب أناساً وأناساً لقصعة وثريد
لذا نرى أن الغاية الواضحة لهم تتمثل في تفكيرهم الممنهج المخطط المدروس للقضاء على كل ما له صلة بالدين الإسلامي الحنيف ، فهم يفوقون الأمرو أوروبيين في إجراءاتهم الإجرامية لحماية ما سموه بالأمن القومي ناسين الحقائق المدوية المتعلقة بأهمية التخطيط للتعليم والصناعة والرقي الاقتصادي بدلاً من التفنن في تضييع الثروات على ما يفسد الدولة ويزيدها تدهوراً.
ومشكلة الردود فعلية ترجع لأسباب:
*عدم وجود تصور حقيقي لما يجب فعله وذلك على الأصعدة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
* عدم وجود ا لكفاءات القادرة على القيام بالعمل الذي تقوم به وهذا هو سبب عدم وجود تصور لما يجب فعله.
*التردد والاضطراب وعدم الثقة والخوف من الفشل وذلك نتيجة عدم وجود كفاءات حقيقية للقيام بالعمل المطلوب(لاحظ أن كل نتيجة تؤدي لمشكلة بعدها).
* تداخل الأهداف والوظائف والاختصاصات بالشكل الذي يجعل دراسة الفعل المناسب أو المبادرة التي يجب اتخاذها دراسة موضوعية تتميز بالتفرغ والمرونةأمراً صعباً غير ممكن.
* عدم القدرة على مصارحة النفس أولاً والشعوب ثانياً بالأخطاء التي تمت.
*الإحباط من واقع الأمة السيء بشكل يعيق وجود الدافعية للقيام بهذا العمل.
* * *
للأسف الشديد ، فهذه المشكلة هي جزء من كل ، فمشكلة ردود الأفعال هي مشكلة الطالب في مدرسته والأم في بيتها والمدير في مكتبه.................إلخ وبالتطبيق على هذا المنتدى فستجد الكثرين لا يعرفون غرض مشاركتهم هل هو المشاركة بالرأي أم تضييع الوقت أم التنافس في تحقيق أعلى نسبة مشاركات................أم ماذا؟
* * *
مشكلة الردود فعلية تدلنا على حجم التخبط الذي يعاني منه الإنسان فهي ليست إلا سلوك المدمن للمخدرات أو شارب الخمر ممن لا عقل لديهم ليفكر. وفي الواقع السياسي نجد العلاقة (بكسر العين: الشمّاعة) التي يعوّل عليها الآخرون أخطاءهم تتميز بالسخف وهي أعذار أقبح من ذنوب، كأن يكون التبرير هو أن الآخر لا يحترم القوانين الدولية والمعاهدات والأعراف والاتفاقيات أو وجود مؤامرة يقوم لها الآخرون ... أو عدم وجود كفاءات كافية(وهي الكفاءات التي تركت دولها التي لا تحترمها وذهبت لغيرها مما تعد أشد ضرراً باحتوائها تلك الكفاءات)
لكن السؤال : وما معنى تلك المفارقة : هذه السياسات الساذجة في الخارج تتحول لعبقريات استخبارية وأمنية في الداخل للكشف عن كل تنفس لنملة تحاول قول "ربي الله"؟ لماذا يكون ذلك العقل الغبي الجاهل في الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا هو العقل المدرب المدبر لكل هذه الإجراءات الأمنية في العالمين الإسلامي والعربي.؟
في الواقع الهدف واضح وهو الاحتفاظ بالكرسي إلى ما بعد ا لموت إن أمكن بينما هذا العقل لا يحمل في رأس صاحبه أي أهداف محترمة للعمل من أجلها(اللهم إلا لو تماشت مع أهداف هذا النظام الحاكم) وهنا يجب على المؤسسات الثقافية والفكرية المختلفة توعية الشعوب بواجبها ودورها نحو نفسها لتعلم واجبها ويوجد لديها الهدف الذي تعيش من أجله وإلا فإنها ستظل على هذه الانتكاسة لأمد لا يعلمه إلا الله، هذه مهمة في غاية الصعوبة نظراً لاختلاف المستويات الفكرية التي تحاول تبصيرها بهذا الواجب من جهة ولترسب هذه الانهزامية في نفوس هذه الشعوب وتأثيرها على تفاعلهم من أجل استرداد حقوقهم من جهة أخرى ويجب أن تتغير لغة الحوار مع الشعب وذلك وفقاً لمقتضيا ت الحال فتارة يستخدم أسلوب الترغيب وتثبيت ثقة الشعوب بنفسها وتارة بأسلوب الترهيب من عواقب استهتار الشعب بحقوقه وواجباته لإدراك خطورة الموقف والعمل على التغيير وهنا لا بد من لقت انتباه الشعوب لتجربة الدول الأخرى لتكون هي الوازع أو الدافع لها من أجل نيل مآربها ولتعلم أن ما تريد تحقيقه ليس بالمستحيل... ترى : هل من يقرأ هذا الكلام قد فهم حقاً ما يجب عليه فعله أو اتخذ خطوة نحو الإصلاح؟
وأرجع بك عزيزي تقي الدين إلى الاستناد إلى القوانين الوضيعة الوضعية والمواثيق وما شابهها ، واقول : ليتنا نتأمل جيداً قول العالم العالمي الكبير العظيم عليه رحمة الله تعالى عبد الرحمن بن خلدون حين قا لما معناه: والمغلوب أبداً يتشبه بالغالب ويرى أن غلبه لم يكن لشيء فيه ولم يكن لعصبية وإنما لما انتحله من العوائد والمذاهب.
ضع تحتها ألف خط.. العوائد والمذاهب أي الأفكار والاتجاهات وكأنه يشير رحمه الله إلى مشكلة الغزو الفكري وعدم الثقة بالنفس .... وهذا ما حدث وهو أن الحكومات الإسلامية –لأسباب يطول شرحها- اغترت بالنجاح الذي حققته العلمانية في أوروبا وأميريكا ظانةإمكانية تحقيقه في الوطنين الإسلامي والعربي متجافية عما هو معروف عن طبيعة الدين المسيحي المحرف والإسلام .نجحت التجربة العلمانية في أوروبا لأن الشعب كان متذمراً من سلطة الكنيسة ومما في الدين من هراء يصطدم بقوة مع الفطرة البشرية أما في الإسلام فالعيب ليس عيب الدين وإنما هو فيمن يطبقه ويفهمه أو يعلم به، لذلك لم تنجح العلمانية على الأقل في وجدان الشعوب فضلاً عن تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية والأيدلوجية للنظم الحاكمة ، ولا شك أن الذي قادهم إليها هو اصطدام الإسلام بمصالحهم. وهنا يبدو وجود رد فعل عشوائي ، فهم وجدوا أنفسهم قبالة خيارين لا قبل لهم بها : الإسلام وما ينافي به مصالحهم والعلمانية التي لم يفهموها ولا شك أنهم اختاروا الثانية لإمكانية التذرع بها واستغلال ضعف وفقر الشعوب لإيهامهم بنجاحها وقدرتها الغير المحدودة على النجاح وكان تطبيقهم لها يتسم بالانتقائية أي أنهم اختاروا من العلمانية –التي لا يقرها الإسلام- ما يوافق التشريعا ت اللازمة لتثبيت حكمهم. إذا هم حينئذ لم يختاروها نموذجاً يقتنعون به وإنما هي ردة فعل تجاه الاختيار الآخر وهو الإسلام .لذلك لا يصلح حال أمة ذاك سيرها ونسأل الله العزيز الحكيم أن يكون في هذا الذي كتبناه فائدة لمن يجد بداخله الرغبة الصادقة في التغير إلى الأحسن وفي مواجهة الواقع بصدق وموضوعية .. وصلى لله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
* * *
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال