[لطيف]

لزهـــــــرات
حتى يتم تزيين الرأس وظهوره بالشكل الأنيق والجذاب يضيف الصُناع مايسمونه بـ«الزهرات» وهي عبارة عن فصوص دائرية عادة ماتكون من النحاس أو الفضة أو الذهب المتمثل بالجنيهات والتي قد يصل سعرها الى ثلاثين ألف ريال -أما المبسم والذي يقع على قاعدة الرأس في الجزء القريب من رأس العسيب والمنطبق عليه-فهو في الغالب من الفضة وفي النادر من الذهب وذلك في الجنابي الثمينة كما يقول شعلان الحباري..
أما النصلة فتعد جزءاً مهماً في الجنبية و هي عبارة عن خنجر هلالي تختلف درجة الانحناء فيه من نصلة الى أخرى..وتتمثل بعدة أنواع بحسب مايوضحه شعلان الحباري-فمنها-الغصاني-الحضرمي-القصبي-الرداعي-الجوبي-ويقول بأن الغصاني هي أفضل الأنواع وأقدمها ويعدد محمد العزيري-بأن هناك العديد من الأنواع للنصال فهناك الذماري -والرداعي-والبيضاني والتعزي والجوبي-ويتفق بأن النصال الحضرمي هي أفضل الأنواع وهي نفس الأنواع التي يذكرها نبيل كيدمه-ويوضح-بأن كل منطقة لها جنبية معينة ذات شكل وهيئة خاصة-والحديد هو المادة التي تصنع منها الجنابي ويشير حسين محمد النهمي-صاحب محل جنابي-الى تعدد نوعية الحديد المستخدم في صناعة النصال فهناك الحديد العادي غير أن الأفضل هو«الأستيل» والمأخوذ من جنزير الدبابات و«الاستيل» وصف يستخدمه أهل الحرفة للنوع الأفضل وقد درجوا على استخدامه.
تصنيــــــــع
كل جزء من الأجزاء يصنع بطريقة معينة حيث يتم تصنيع الرأس بطريقة يدوية وبآلات بسيطة كما يفيد شعلان الحباري-والذي يقول:أول شيء يقوم به الحرفي بعد التقطيع هو عملية التبخير ويتم تفصيل هيئته بشكلها الأول-ليتم بعد ذلك اشتغاله بالمبرد الخشن من أجل عملية نحته على نفس الهيئة التي يظهر بها ثم برده بالمنشار الناعم لتلميعه لتأتي مرحلة الضفرة ثم تتم صناعة في عملية الجذ وتحميته على النار ثم بعد ذلك زراعته ببعض المعدن وتركيب الزهرات والمبسم أما بالنسبة للنصال-فيقول-نبيل كيدمه أحد العاملين في مجال تصنيع الجنابي أنه يجري صناعة الجنابي بأدوات عادية بالفراس ويتم تقطيرها بالنار ثم الطرق حتى تستوي وبعد ذلك تجلخ لتصل الى السقال الذي يقوم بقشطها بالمسقل ليجري بعد ذلك عملية التلميع لها لتتركب بعد ذلك على الرأس.

العسيــــــب
العسيب أداة حفظ الجنبية وهو عبارة عن غمد لحفظها وله العديد من المتخصصين وتجري صناعته في ورش نجارة- كما أن هناك العديد من الأنواع من حيث المادة المستخدمة في صناعته والتي تكون عادة من الخشب،وهي عبارة عن العشار و الطنب والتالوق كما ذكر محمد محمد الدرام أحد مصنعي العسوب في مدينة صنعاء القديمة- أما من حيث الشكل فيقول محمد بأن هناك (عسيب بكيلي) و(عسيب حاشدي) فالعسيب البكيلي تأتي تقوسته مستقيمة أما الحاشدي فإنه أكثر تقوساً للأعلى وعن طريقة تصنيعه يقول- بأن أول شيء في عملية صناعة العسيب هي عملية رسم صورة العسيب على لوح خشب ثم بعد ذلك تفريده فوق المنشار لإخراج الزوائد في الجوانب ومن ثم شقه الى نصفين وحفر داخله بمايسمح بدخول الجنبية ليأتي بعد ذلك مرحلة برادته وتصفيته من الخارج حتى يصل الى هيئته المعروفة لتأتي المرحلة الثانية والتي بحسب تسميته (محمد) مرحلة«قلب العسيب» وهي ماتعني تغليفه بحسب اللون المراد أبيض-أسود وغيرها..
الأحزمـــــــة
وفي الحزام تتجلى أبرز صور الابداعات والزخرفة التي تحمل أشكال فنية بديعة أشبه ماتكون بالفنون التشكيلية ليبرز من خلالها الموروث الشعبي الأصيل في أبهى صورة يتميز بإتقانها العاملون في هذا المجال وهناك العديد من التشكيلات اليدوية بحسب مايفيد الشيخ شعلان الحباري- بأن أفضل تلك التشكيلات المفضلي والمستخدم من مادة السيم الأصلي المستورد من فرنسا أو مايسمى بذبال الذهب وكذا الكبسي والحوثي وقد يصل سعر الحزام المفضلي الى 051 الف ريال ونفى أن يكون هناك استيراد لهذه الأحزمة- بعد دخول العديد من المكائن ويفيد بأن أفضل الأنواع هي اليدوية.
أسعار الجنابي
تتفاوت أسعار الجنابي بحسب نوعية الجنبية- ويعدد لك أصحاب محلات بيع الجنابي مثل هذه الأسعار ويرددون أسعاراً خيالية قد يصعب تصديقها فكما يقول أمين حزام الحباري بأن أغلى جنبية بلغ سعرها 561 مليون ريال وهي بملكية أحد مشائخ اليمن المعروفين ويؤكدون بأن أهمية الجنبية وقدمها هي العامل الرئيسي وراء تحديد أسعارها.

استشاريــــــون
أنواع كثيرة من رؤوس الجنابي...والأفضل فيها على الإطلاق هو الرأس الصيفاني... غير أن مثل هذه الأنواع قد تبدو متشابهة لشخص لايمتلك أي خبرة عن الجنابي..بحيث لايستطيع التمييز بين هذه الأنواع..كما أن الأمر ليس سهلاً حتى على أصحاب الخبرات المحدودة والبسيطة في هذا المجال...
مسألة التمييز بين هذه الأنواع لرؤوس الجنابي مثلت بالنسبة لي النقطة الأصعب..فالأمر كما يقول أصحاب هذه المهنة الحرفية ليس سهلاً لمن لايمتلك الخبرة..في حين يغدو سهلاً بالنسبة لأصحاب المهنة من العاملين في هذا المجال..ولمن تكونت لديهم خبرة عبر سنوات طويلة من التعامل مع الجنابي كما يقول محمد العزيري-عاقل سوق الجنابي-وأحد استشاريي الجنابي ولعل الصعوبة الأكثر تكمن في معرفة الرأس الصيفاني وإن كان له من الهيئة والشكل مايميزه عن غيره من بقية الرؤوس.لكن تظل تلك الهيئة مستحيلة على شخص لايمتلك الخبرة الأشبه ماتكون بالبداهة والفطنة وعلى وجه التقريب يكفي أن نعرف أن لكل مجال متخصصيه وهم من يعد الأكثر قدرة على التمييز وإجادة عمل مهنتهم...حرفيو الجنابي هم الأقدر على تمييز هذه الأنواع وتصنيفها بحسب نوعيتها.
شعور خاص
وكل ما أستطيع قوله هو التأكيد على مقدار الصفاء كميزة من مميزات الرأس الصيفاني والذي يرجع نبيل كيدمة اليه السبب في إطلاق هذه التسمية عليه الى جانب مايتركه القبض على رأسه من انطباع بالنفس بأنك تقبض على شيء ثمين.. وإن كنت لا أدري عن أسباب مثل هذا الشعور...أم أن الأمر يعود لما رسموه في مخيلتي من مكانة لهذا الصنف من أنواع الرؤوس..وبدا لي بأن لونه يقترب من اللون الأصفر ذي قبضة تملأ اليد الى جانب ما يتزين به من قطع ذهبية وكذا قطعة ذهبية صغيرة على عموده الفاصل بين الرأس والقاعدة..غير أن هذه الصفات لاتعد كافية لإطلاق الحكم على كل رأس بهذه الهيئة بأنه رأس صيفاني من الدرجة الأولى.