عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 03-11-2001, 08:05 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل ميثلوني في الشتات
أود التعقيب على تعقيبك بما يلي :

عن طريق المغالطات نجح الغرب في تسويق مفاهيمه عن الحياة في بلاد المسلمين، فسوق الديموقراطية باسم الشورى، والحريات العامة باسم الحرية، والنفعية باسم المصالح المرسلة، أي روج لها على اعتبار أنها من الاسلام أو على اعتبار أنها لا تتناقض مع الاسلام، مع أن الديموقراطية غير الشورى المنصوص عليها في القرآن، والحريات العامة غير الحرية التي جاء بها الاسلام، والنفعية غير قاعدة المصالح المرسلة التي قال بها بعض العلماء ، بل أن المعاني الغربية لمصطلحات الشورى والحريات والنفعية تتناقض مع المعاني التي جاء بها الاسلام، ومعلوم أن كل تشريع مأخوذ من غير شريعة الاسلام هو تشريع كفر، وأن كل فكر في غير التشريع يدل على معنى يتناقض مع الاسلام هو فكر كفر، فلا يجوز أخذه أو العمل به أو الدعوة له. فحتى لا يختلط الأمر على المسلمين كان لا بد من التفريق بين الديموقراطية وبين الشورى، والتفريق بين الحريات العامة الغربية وبين الحرية التي جاء بها الاسلام، وبين النفعية وبين المصالح المرسلة، لا سيما وأن وسائل الاعلام سواء الدولية أوالمحلية تروج للمصطلحات الغربية مقرونة بمعناها الغربي .

وأيضا موقف الاسلام من اللفظ أو من المصطلح إنما يتحدد بناء على معناه، فقد نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عن استعمال كلمة ( راعنا ) وأمرهم أن يستعملوا كلمة ( انظرنا ) بدلا عنها، على الرغم من أن الكلمتين معناهما واحد، والنهى عن الأولى إنما كان لأنها تعتبر سباً في لغة اليهود ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم }. روى القرطبي في تفسيره عن ابن عباس قوله : ( كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : راعنا . على جهة الطلب والرغبة – من المراعاة – أي التفت إلينا ؛ وكان هذا بلسان اليهود سبا ، أي اسمع لا سمعت ؛ فاغتنموها وقالوا : كنا نسبه سرا فالآن نسبه جهرا ؛ فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم ؛ فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم ؛ فقال لليهود : عليكم لعنة الله ! لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه ؛ فقالوا : أولستم تقولونها ؟ فنزلت الآية ، ونهوا عنها لئلا تقتدي بها اليهود وتقصد المعنى الفاسد فيه ). والحريات العامة معناها فاسد فلا يجوز لنا أن نستخدم هذا المصطلح في التعبير عن المعنى الاسلامي.

ومن أمثلة أدلة النهي ما رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله وكل نسائكم اماء الله ، ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي )، وفي رواية أخرى لمسلم أيضا : ( لا يقولن أحدكم عبدي فكلكم عبيد الله ولكن ليقل فتاي ولا يقل العبد ربي ولكن ليقل سيدي ). وروى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضىء ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي ). وأخرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل المالك فتاي وفتاتي وليقل المملوك سيدي وسيدتي فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل ) . يلاحظ من هذه الأحاديث أن النهي عن استعمال لفظة العبد والرب في وصف المملوك والمالك لأجل حصر مفهوم العبودية بالله عز وجل، فالكل عبيد لله تعالى وحده. وهذا المفهوم أي ( لا إله إلا الله ) يتناقض مع مفهوم الحريات العامة ، فلا يجوز استعمال هذا المصطلح.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله