[شوكت]

<<المنار>>
والفضاء الامبراطوري
عناية جابر




تأخرت أميركا في ادراج قناة <<المنار>> اللبنانية على لائحة الارهاب. نخمن بدورنا الأسباب فلا نقع على السر في تأخرها. هل هو انهماكها في التنكيل بشعوب الأرض وسلبها أوطانها؟ كيف فات أميركا استدراك خطر هذه المحطة وكنهها؟ هل احتاجت الى المنع الفرنسي، ذريعة جيدة وحضارية! لتُعلي صوتها المبحوح، من نبرته المهددة العالية، أم هي تريثت تريث العارفين الفاهمين، لكي تقع على اكتشافها العظيم.
لا ندعي اننا من مدمني <<المنار>> ولسنا نقارب هنا فنيات وبرمجة وتقنيات وتوجها. طموح <<المنار>> الأقصى هو تناغمها مع جماهيرها في التزامها بسياسة اعلامية تُعنى بشأن هذه الجماهير، وبما يدور على ارضها وفي كافة أنحاء محيطها والعالم. ومن المفارق ان <<قانون الوطنية>> الذي أقره الكونغرس الأميركي، يأبى على شعوب الأرض غير أميركا، وطنيتها والعمل على تعزيزها. ان لم تدافع <<المنار>> عن وجهة نظرها العربية حيال الصراع العربي الإسرائيلي ماذا تراها فاعلة إذن؟ من يحاسب بالمناسبة، ومع الفارق الكبير <<شبكة التلفزيون فوكس>> التي لا تني ليليا تحرض على مواقف عنصرية فعلية حيال العرب أجمعين. لماذا لا يحق لوسيلة اعلامية عربية معاداة أميركا والنبش في رذائلها؟ بالدماثة البادية والثقافة والفكر، تتوجه <<المنار>> الى جماهيرها الذين قدموا الكثير، في سبيل وقفة عز مازالت العلامة الفارقة في حياة العرب. وبطهرانية الناس الحقيقيين، تعرض <<المنار>> الى وجع الأنحاء العربية، المنسية من ذاكرة حكامها.
تأخرت أميركا، وقد ساءها تأخرها، فهبت متكاتفة متعاونة مع فرنسا، لكبح الصوت الذي يُعلي فلسطين ويجول في العراق ويستذكر القدس بالعربية السليمة والفرنسية الأنيقة والانكليزية الصحيحة.
عاقّة <<المنار>> وإرهابية، ونُحب عقوقها في زمن العرب المؤدّبين، ونحبُ شغبها حين لا يشاغب أحد، على أسياده وأولياء كراسيه. تأخرت أميركا، وتأخرت فرنسا، حتى غدا إرهاب <<المنار>> استثنائيا. غير ان من تأخر أكثر من الجميع، هو إسرائيل. فقد مضى زمن طويل، حين تفرجنا على اندحارها، من على شاشة <<المنار>>.