[alsandaf]

الوفاء طبيعة معروفة حتى في الكلاب ، ومن العار أن يكون الإنسان أقل شأنا من الكلب في مثل هذا الجانب خصوصا عند من يتصنع الوفاء وينادى به ، قد تحدثت العرب قديما عن رجل كان يربي ( كلباً ) في بيته ويأتمنه حتى على ولده الصغير فيجعله ينام معه في حجرته ، وخرج الكلب إلى الرجل ذات يوم من غرفة الصغير وقد تلطخ وجهه بالدماء فقتله وأسرع إلى حيث ينام ابنه فوجده سليما معافى وبجواره أفعى ميتته قد تم تقطيعها ، فعرف أن كلبه قام بذلك حماية لابنه ، فندم على غدره بكلبه حيث أوفى الكلب عهده معه
مرت هذه القصة أمام مخيلتي وأنا أقرأ هذا الموضوع ، فعرفت أن الوفاء سيبقى نادرا ، وأكثر ما أخافه أن لا نجد الوفاء مستقبلاً أبدا ، وقد يسر البعض في نفسه أو يجهر بقول رددوه وما زالوا بأنني أنت وأنت أنا وسأريحهم - إن أرادوا - بقولي نعم أنا أنت وأنت أنا وأتمنى أن يريحهم ذلك من العناء ، ولولا أنني رأيت من بواطن الأمور ما ظهر عيانا لما كتبت ، ولي معهم تجربة لا أريد ذكرها فيثورون على السندف ، وقد عرفت أنت من وقف فيها متخاذلاً وكأنه قد أُلجم لسانه وقلمه بالرغم من أن الكل يدعي وصلاً بليلى .
وأقول لأخي الأمير99 - ومن هم على نهجه - ألا يكفيك أن مجرد ذكر اسمك هنا أصاب البعض بالذهول ؟ فتجدهم يتحدثون بكلمات لا يعرفون لها هم مرادا قبل أن يفهمها الآخرون وتقرأ من كلماتهم ما يثير اشمئزازك من أسلوبهم وكأنهم يضحكون لك وهم في الحقيقة غير ذلك فكم من أسنان بدت فنظنها ضاحكة مستبشرة ، وهي في الحقيقة خائفة مرعبه ولا أقول حاقدة لأنهم لن يصلوا إلى ذلك فمناطحُ الصخر لا يناله إلا تكسّر القرون ، عُد أبا خالد فأنا لا أعرف أنك غادرت منذ البداية لتعود ، ولكن عودتك ستضر الكثيرين وإن قالوا غير ذلك ، واعلم أن من الوفاء أن تلبي نداء من كتب في حقك هنا صادقا فلهم عليك حقا ، وسننتظر وإن طال المقام .
وجزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي

السندف