عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 08-04-2003, 01:20 AM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي




قتلوا صحفيا من الجزيرة وضربو الروس ومع هذا كان خطأ غير مقصودا ,
وانا اقول الف لعنه عليك يا بوش .....و الف لعنه على اجنودك
قتلُ وتخريب وتدمير وضرب البنية التحتية وتبتير ايدي المواطنين العراقيين المدنيين وترويع الاطفال والثكالي والامهات ,
ان قلبي وعقلي لم يحتمل كرهي للقوة العازية .
فمع مرور أسبوعين على الحملة الحربية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا على العراق، وفي ظل ضراوة المواجهات العسكرية الشرسة الدائرة بين طرفي الصراع، كشف الأمريكيون عن ضخامة القدرة التدميرية لآلتهم الحربية، سواء الجوية والصاروخية منها، أو البرية فيما يتصل بالدروع والدبابات ووحدات الكوماندوس (المارينز), وفي المقابل كشف العراقيون عن طرقهم وأساليبهم العنيدة في القتال وبطريقة التداخل الواسع النطاق لوحدات العسكر المختلفة النظامية وغير النظامية التي دفع بها نظام صدام وحشرها بين المدنيين من أهالي المدن والقرى الآمنة، بحيث يصعب على الأمريكيين والبريطانيين التمييز أو التفريق بين العسكريين المسلحين والمدنيين العزل الأبرياء بل وإلباس أفراد العسكر الزي المدني ضمن عملية تمويه وخلط محسوبة ومعدة سلفا، وبذلك يكون كل من طرفي الحرب استطاع أن يوصل للعالم رسالته التي قصدا منها أن يفهمها وفق منظورهما واغراضهما، فيما راح الشعب العراقي منه في مدن الجنوب والوسط وبضمنه العاصمة بغداد، يدفع الثمن الباهض للمغامرة الطائشة التي أشعل نارها نظام صدام، ومبررا للهجوم الولايات المتحدة الأمريكية التي يبدو أنها اكتشفت اليوم بنفسها فداحة خطأها الجسيم الذي ارتكبته على عهد الرئيس جورج بوش (الأب) عندما نكث بوعده حين دعا الشعب العراقي إلى الانتفاضة والثورة للإطاحة بنظام صدام حسين في أعقاب هزيمة قواته الغازية للكويت واندحارها المخزي، ربيع العام 1991، ومن ثم خذله وتركه هذا الشعب لوحده في وسط مذبحة رهيبة وإبادة جماعية بشعة نفذتها قوات الحرس الجمهوري التابعة للسلطة الحاكمة على مرأى بصر وسمع الأمريكيين وسائر حلفاءها الأوروبيين الإقليميين، وهذا ما اعترف ونطق به الآن العديد من أقطاب إدارة الرئيس بوش الابن، وباتوا يلمسوه بكل قوة حين تفاجئوا بعدم حصول الانتفاضة الشعبية التي كانوا يحسبون وقوعها حال بدء هجومهم العسكري على العراق، وهو ما أربك توقعاتهم وحساباتهم على الأصعدة العسكرية والميدانية والسياسية والمعنوية، إذ لم تعد تلك الغالبية المهمة من الشعب العراقي سكان المدن والمحافظات العراقية في معظم جنوب ووسط العراق تثق بالأمريكان ووعود مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون من أنهم يهدفون من وراء حربهم هذه إلى الإطاحة بنظام صدام، وتحرير العراق ونقله إلى عتبة الحرية والديمقراطية، ومن هنا فهم يتحفظون في التسرع بالأقدام على أي عمل من شأنه أن يعرضهم ثانية لكارثة وبيلة كالتي حصلت لهم اثر انتفاضة 1991، على أن ذلك لا يعني أنهم باتوا مقتنعين بمشروعية نظام صدام وعدالة قضية الحرب التي يخوضها ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الشعب له موقفه الثابت والمبدئي من كل الطغاة والظلمة المارقين عملاء الاستعمار والصهيونية وان الأمر الذي يجعله أيضا يتباطأ في تفجير انتفاضته هو البطش والقسوة البالغة التي تستخدمها القوى الحزبية والمخابراتية المسلحة ضد أهالي المدن كالبصرة، الرئيس الأمريكي جورج بوش ومعه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالطبع، مازالا يصران خلال أقوالهم وتصريحاتهم المتكررة على مدى الأيام الأثنى عشر المنصرمة من الحرب الدائرة على التخلص من صدام حسين، وإنهاء نظام حزب البعث في العراق، وإقامة الدولة الديمقراطية البديلة فيه، في حين لا يزال رئيس النظام صدام يصر في التصريح على دحر قوات التحالف المهاجمة حتى لو لم يبق من الشعب العراقي سوى ربعه أو ثلثه. وقبالة هذا العناد والإصرار الذي يلوح به الطرفان المتحاربان، هناك رغبه عارمة لدى عموم العراقيين وفي المنطقة ولدى غالبية دول وشعوب العالم بأن تنتهي هذه الحرب بنهاية صدام ونظام حزبه، فلعل يكون ذلك بابا من أبواب الفرج الذي تنتظره الأمة، وأيضا يكون سببا يسهم في وقف الاندفاعة الأمريكية العدائية ضد الشعوب المسلمة، لا سيما التي في سوريا ولبنان وإيران وغيرها، لكن على المدى القريب المنظور وبينما لا يزال أيا من الخصمين غير قادر على إجبار خصمه بأن يرفع يديه أمامه، فهناك من يخشى من أن انتصار جيوش التحالف بسهولة سيدفع صقور الإدارة الأمريكية إلى اجتياح المنطقة كلها، وهناك من يخشى من انه كلما طالت الحرب وازدادت صعوباتها في الحسم العسكري فأن ذلك سيعزز قبضة نظام صدام حسين في العراق والمنطقة، وقد يغريه بمغامرة أو مغامرات جديدة على غرار غزو الكويت مطلع آب أغسطس 1990 بل ولربما أسوأ منها.

فكثيرون هم الذين ينشغلون في متابعة مجريات الحرب ومفاجئاتها التي تبرز في ساحات المعارك عبر العمليات العسكرية التي تجري في الأراضي العراقية وفي الجو، والسؤال المطروح الآن فيما يتخطى الأخبار والإشاعات الدعائية هو ما هي طبيعة هذه الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية؟

هناك نظرة تعتمدها مجموعة دول، وفيها العراق بالتأكيد والقوى المساندة له كثيرا أو قليلا، تعتبر هذه الحرب حرب خيار كان ينبغي تجنبها من جانب القيادة الأمريكية، وتلقي باللائمة على الرئيس جورج بوش الابن ومساعديه من جناح الصقور، باعتبارها حربا غير مبررة لا أمريكيا ولا دوليا، ومن دون شرعية مجلس الأمن، وهذه المسألة التي تغلفت بقضية أسلحة الدمار الشامل ودار الجدل إزاءها طويلا وبشكل حاد انتهى إلى تقاطع المواقف الأوروبية مع الرغبة والمشروع الأمريكي ـ البريطاني المقدم على خلفية القرار الدولي المرقم 1441.

وفي قبالة ذلك كانت أمريكا قد حشدت عشرات الآلاف من عسكرها حول العراق، مؤكدة بذلك أن الأسلوب السياسي لن ينفع ولابد من استخدام القوة (بقرار من مجلس الأمن الدولي أو بدونه) كما قال الرئيس بوش، وذلك لتحقيق الأهداف المعلنة للولايات المتحدة في العراق وعبره وهي الديمقراطية ومحاربة الإرهاب وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، وكان في قناعة بعض الأوربيين وفي مقدمتهم الفرنسيين أن القوة ليست الوسيلة الفضلى لجلب الديمقراطية وان هذا النوع من الحرب على الإرهاب سيزيد الإرهاب ويفتح الباب لمزيد من الصراعات والحروب واتساع مساحة العداء لا بين حكومات الدول فحسب بل بين شعوب العالم وحضاراته وأديانه، وفي منطقة معروفة بتعقيداتها وعدم استقرارها وهي الشرق الأوسط والخليج، ولكن عدم توافق هذه الرؤى والمواقف وتضارب حسابات المصالح والايدلوجيات بين مجموعة الأقطاب النافذة في المجتمع الدولي، وتشبث كل واحد من تلك الأقطاب التي توزعت بين فريقين رئيسين داع للحرب ورافض لها، فقد كسرت الولايات المتحدة وبريطانيا معادلة الرهان، وجاءت هذه الحرب كتصميم وقرار أمريكي تحت عنوان صيانة أمنها القومي وضمان زعامتها للعالم على مدى عشرات السنين القادمة، وليكن العراق بوابة تغيير خارطة المنطقة والعالم، وليس ساحتها الوحيدة في الاستهداف.

تحياتي الى قرائي وتلامذتي ,

__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]