عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 11-03-2004, 05:52 AM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي


- 4 -

كان بامكان هؤلاء الذين يدعون المقاومة تعبئة الشارع العراقي سياسيا وإعلاميا لصالح مشروعهم ألتغييري الرامي إلى طرد الاحتلال أو ينفذوا عصيانا مدنيا شاملا مثلا قبل أن يختاروا الرصاصة ، لنتأكد من أن هذا الشارع بالفعل يعارض الاحتلال على طريقتهم ، ولكننا لم نسمع حتى الان أن تنظيما حقيقيا معروفا أعلن مسؤوليته عن تنفيذ أية عملية مقاومة مزعومة ، فكل الذين شاهدناهم على شاشات الفضائيات .. نكرات لم نسمع عنهم من قبل ، أو إرهابيون متسللون من وراء الحدود .

أين كانت هذه الزمر يوم كان نظام صدام حسين المقبور يقتل الإنسان العراقي على الظن ويعدمه على الشبهة ؟ حتى ملأ ارض العراق بالمقابر الجماعية ؟

لقد ظلت هذه الزمر معزولة في مناطق ضيقة ومحصورة بالرغم من كل محاولات التوسع والانتشار في مناطق العراق المختلفة ، وهذا أكبر دليل وانصع برهان على رفض الشارع العراقي لأسلوبها المستهجن والذي رفضه حتى علماء وعشائر ووجهاء وأحزاب محافظات الموصل والرمادي وصلاح الدين ومدن الفلوجة وتكريت وغيرها .

لقد حاولت هذه الزمر أن تثير الفتنة الطائفية بين العراقيين بعد أن فشلت في جر الشارع العراقي وراءها وتبني اسلوبها الإرهابي المدمر ، فراحت وبشكل مفضوح وخسيس تزرع القنابل والمتفجرات في مساجد الشيعة تارة وفي مساجد السنة تارة أخرى ، والهجوم على مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة وأجهزتها الخدمية تارة ثالثة ، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأبرياء ، إلا أن وعي العراقيين هذه المرة كذلك كان لهم بالمرصاد مما أدى إلى إفشال خطتهم وفضح أسلوبهم الرخيص ونزع القناع عن وجوههم وتعريتهم أمام الملا ، فبدلا من أن تؤدي أعمالهم الإجرامية إلى إشعال فتيل الصراع الطائفي ، التحم المسلمون واتحد المصلون في صلواتهم المشتركة لنشهد الملايين من السنة والشيعة يؤدون صلوات الجمعة المشتركة في شوارع بغداد والكاظمية والاعظمية وغيرها .

ترى هل أن هنالك دليل أنصع من هذا على فشل هذه الزمر الإرهابية وعزلتها في المجتمع العراقي ؟


إنهم يريدون عرقلة كل ما من شانه استقرار العراق وعودة سيادته وسلطته إلى أبنائه ، ولذلك فهم مع الاحتلال يخدمونه مع سبق الإصرار ، لأنهم يعرفون جيدا أن الاحتلال سوف لن يلملم أغراضه ويجمع معداته ويطوي أجندته ويرحل عن العراق بإطلاق رصاصة طائشة هنا أو زرع قنبلة هناك ، إنما سيرحل فقط عندما يثبت العراقيون اتحادهم وصحة أجندتهم وإصرارهم وعزيمتهم على الاعتماد على أنفسهم من خلال مشروعهم السياسي المستقل ، وكل هذا بحاجة إلى الحكمة والتاني والصبر والتعاون بعيدا عن القتل والعنف والإرهاب والاثارات اللامسؤولة .



- يتبــع -


تحياتي