الموضوع: الشجاعة
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 04-10-2006, 05:31 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي



نورت الموضوع أخي الكريم رينبو


و بارك الله فيك على إضافتك الجميلة، و أرجو أن تتكرم و تضيف ما عندك و تدلي بدلوك هنا فإنه لشرف لي



في السنة التاسعة عشر للهجرة بعث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ جيشاً لحرب الروم، وكان قيصر ـ عظيم الروم - قد تناهت إليه أخبار ضد المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس والنفيس في سبيل الله، فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين السابقين أن يبقوا عليه ويأتون به حياً، ويشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم فحملوه إلى مليكهم، وقالوا: "إن هذا من أصحاب محمد السابقين"، نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلاً ثم بادر قائلاً إني أعرض عليك إن تتنصر فان فعلت أطلقت سراحك وأشركتك في ملكي وقاسمتك سلطاني.

فتبسم الأسير المكبل في قيوده وقال: "والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ طرفة عين ما فعلت"، قال: "إذا أمتك"، قال: "أنت وما تريد"، ثم أمر به فصلب وقال لقناصته ـ بالرومية - ارموه قريباً من يده، وهو يعرض عليه التنصير فيأبى، فقال ارموه قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقه دينه فيأبى، فأمر به إلى السجن ومنع الطعام والشراب ثلاثة أيام، ووضعوا عنده لحم خنزير وخمر ودخلوا عليه بعد ثلاث، فإذا هو مالت عنقه من الجوع والعطش فسألوه لم تأكل الخنزير وتشرب الخمر.

فقال: "أما إن الضرورة أباحت لي ذلك ولكني خشيت أن يشمت أمثالكم في الإسلام وأهله".

فأدخلوا عليه أجمل نسائهم لعل فتنة النساء تعطيهم ما يريدون أو تروى غليلهم، فتعرضت له فأعرض عنها وهو يتلو القرآن، حتى خرجت تقول: "والله لا أدري أأنثى أم ذكر، أأدخلتموني عل رجل أم على حجر".

وتتحطم فتنة النساء على صخرة الإيمان، بعد أن تحطمت فتنة المال والسلطان على نفس الصخرة.

ثم دعا قيصر بقدر عظيم فصب فيه الزيت، ورفعت على النار حتى غلت، ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين فأمر بأحدهما أن يلقى فيها، فألقى فيها فإذا لحمه يتفتت وإذا عظامه تبدو عارية، ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة وعرض عليه النصرانية، فكان أشد إباء لها من ذي قبل، فأمر به أن يلقى في القدر فلما ذهب دمعت عيناه، فقالوا لقيصر: "إنه قد بكى"، فظنوا أنه قد جزع فقال: "ردوه"، فلما مثل به بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها، فقال: "ويحك فما الذي أبكاك"، قال: "أبكاني أنى قلت في نفسي: تلقى الآن في القدر فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهى أن يكون بعدد ما في جسدي من شعر فتلقى كلها في نفس القدر في سبيل الله". فقال الطاغية: "هل لك أن تقبل رأسي وأخلى عنك؟"، فقال عبد الله : "وعن جميع المسلمين يضاً". قال وعن جميع المسلمين.

وعندما وطأت قدما عبد الله بن حذافة المدينة النبوية كان الخبر قد سبقه إلى أهلها، فقال له عمر بن الخطاب وهو فرح مسرور بثبات عبد الله وقوة إيمانه: "حقٌّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ بذلك! فقام وقبل رأس عبد الله بن حذافة رضي الله عنه.




خبيب بن عدى رضي الله عنه بعد أن ظفرت به قريش بعد بدر وصلبوه ليقتلوه، وكان على رأس الناس يومئذ أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية. وتقدم أبو سفيان، وقال له: "أناشدك الله أتحب أن يكون محمد مكانك الآن تضرب عنقه وإنك في أمن في أهلك؟"، فتبسم خبيب، وقال: "والله ما أحب أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكانه الذي هو فيه الآن، وأن شوكه تصيبه فتؤذيه وإني جالس في أهلي". فما كان من أبي سفيان إلا أن قال: "والله ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد لمحمد".




قال ابن مسعود رضي الله عنه:”مازلنا أعزة منذ أسلم عمر” فلقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوياً وشديداً قبل وبعد إسلامه. حيث أن المسلمين كانو يجتمعون سراً ولم يكونو يجهروا بإسلامهم إلا بعد دخول عمر الإسلام. الدليل على ذلك هو أن عمر بنت الخطاب دخل على الرسول فقال:” ألسنا على حق إن متنا أو حيينا؟” فقال له عليه الصلاة والسلام:”بلى والذي نفسي بيده إنكم على حق وإن متم وإن حييتم” فقال عمر:”ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن” وبعد ذلك خرج الرسول في صفين في الكعبة ومعه أربعين من الصحابة ولما نظروا إليهم قريش أصابتهم كآبة شديدة. عن صهين بن سنان قال:” لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعا إليه علانية ، وجلسنا حول البيت حلقاً وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن أغلظ علينا”.




جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه
كان ثالث ثلاثة جعلهم رسول الله قواد الجيش وأمراءه..


عندما كادت الراية توشك على السقوط من يمين زيد بن حارثة رضي الله عنه، حتى تلقاها جعفر رضي الله عنه باليمين ومضى يقاتل بها في اقدام خارق.. اقدام رجل لا يبحث عن النصر، بل عن الشهادة...

وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، وراى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من الأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!

وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعصار، وصوته يتعالى بهذا الرجز المتوهج:

يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها
والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها
عليّ اذا لاقيتها ضرابها


وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة..وضربوا بالسيوف يمينه، وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله.. وضربوها هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه..

في هذه اللحظة تركّزت كل مسؤوليته في ألا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حيّ..

وحين تكّومت جثته الطاهرة، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، ونادت خفقاتها عبدالله بن رواحة رضي الله عنه فشق الصفوف كالسهم نحوها، واخذها في قوة، ومضى بها الى مصير عظيم..!!




خرج حمزة رضي الله عنه من داره،متوشحا قوسه، ميمّما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة، ورياضته الأثيرة، الصيد.. وكان صاحب مهارة فائقة فيه..

وقضى هناك بعض يومه، ولما عاد من قنصه، ذهب كعادته الى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا الى داره.وقريبا من الكعبة، لقته خادم لعبدالله بن جدعان..ولم تكد تبصره حتى قالت له:" يا أبا عمارة.. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا، من أبي الحكم بن هشام.. وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره"..

ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله..واستمع حمزة جيدا لقولها، ثم أطرق لحظة، ثم مد يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل.. فان هو لم يجده هناك، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه..ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش..
وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل:
" أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟! الا فردّ ذلك عليّ ان استطعت"

أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة..
وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة..
يوم التقى الجمعان في غزوة بدر، كان أسد الله ورسوله هناك يصنع الأعاجيب..!!