عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-10-2006, 09:37 AM
سـيف سـيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 215
إفتراضي


سايكولوجيا الإعلام الموجه، هو علم حديث أسسه عالم اللغويات اليهودي الأمريكي "ناعوم تشومسكي" الذي يعتبر من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم وأهم عالم لغويات معاصر، وأحد أكثر العلماء تأثيرًا في علم اللغويات الحديث. وقد استطاع تشومسكي باستخدام نظرياته اللغوية تأسيس اتجاه ثقافي جديد تحول على مراحل فيما بعد إلى علم له قواعده وأصوله، وهو علم سايكولوجيا الإعلام الموجه.

أدرك اليهود مبكرا أهمية هذا العلم، فعملوا على تطويره وتحديثه واستخدامه بشكل علمي منظم في الآلة الإعلامية الأمريكية الهائلة التي يسيطرون على حركتها واتجاهاتها، ليتحول هذا العلم لاحقا إلى أكبر وأهم وأخطر سلاح استراتيجي في الحرب اليهودية العالمية الراهنة التي قدح شرارتها في الحادي عشر من سبتمبر 2001 عميل الموساد الإسرائيلي المدرب المزروع في أفغانستان أسامة لادن، والتي استهدف بها اليهود إنهاك المسلمين وإضعافهم وتدمير مصادر قواهم الدينية والإقتصادية في كل مكان من العالم.

ويتكون هذا السلاح الإعلامي اليهودي الإستراتيجي الموجه أساسا إلى المسلمين من عدد من مراكز البث الإعلامي تعمل من أماكن مختلفة من العالم العربي على مدار 24 ساعة متواصلة على شكل فضائيات وإذاعات وصحف ومجلات ووزارات إعلام رسمية وندوات ومحاضرات وكتب ونشرات، وقد اختار اليهود الإقطاعية المصرية لتكون المركز الرئيسي الذي يشرف على توجيه كافة مراكز البث الأخرى وتدريب عناصرها واختيار قيادييها.

وسنتناول هنا واحدا من مراكز البث الإعلامي الإسرائيلي الناطق باللغة العربية والموجه إلى المسلمين، وهو ما يسمى "صحيفة القدس العربي" والتي اختار لها اليهود لندن لتكون مقرا لها، وتعتبر هذه الصحيفة جزء من منظومة صحفية ناطقة باللغة العربية تضم صحفا أخرى كالشرق الأوسط وصحيفة الحياة وغيرها من الصحف التي تتولى وظيفة نقل الخطاب اليهودي اليومي إلى المسلمين. ولعل من المفيد أن نحاول التعرف على الآلية التي تعمل بها الصحيفة المسماة "القدس العربي"، الأمر الذي يوفر لنا فهما أكبر لعمل السلاح الإعلامي اليهودي الموجه ضد المسلمين.

ولكي يوجد اليهود لصحيفتهم مكانا بارزا ومؤثرا في الشارع الإسلامي، فقد اختاروا لها إسما جذابا ومؤثرا ذو طابع ديني يذكر المسلمين بثالث أهم أماكنهم الدينية وهي "القدس"، لتحمل هذه الصحيفة اليهودية النشأة والتكوين والإدارة إسم "القدس العربي".

كان من الطبيعي بالنسبة لصحيفة أنتجتها الآلة الإعلامية اليهودية كالصحيفة المسماة "القدس العربي" أن يعهد اليهود بإدارتها والإشراف على موادها إلى عميل من عملائهم مدرب تدريبا عاليا ليكون مؤهلا لإدارة هذه الصحيفة التي ستنقل الخطاب الإعلامي اليهودي إلى المسلمين، فكان العميل الفلسطيني المدعو "عبد الباري عطوان" هو من وقع عليه اختيار اليهود ليدير لهم صحيفتهم.

في أوائل الستينات، عمل عطوان في إحدى إقطاعيات الخليج كمدرس للحساب في إحدى المدارس، إلا أنه طرد من وظيفته بعد أن اتهم بالتحرش الجنسي بأحد تلاميذه، ورفعت قضية ضده في المحاكم، وحيث أنه لم يكن هناك دليل يثبت فعلته، فقد اكتفت سلطات الإقطاعية الكويتية بطرده من وظيفته. ثم انتقل بعدها للعمل كمحرر في إحدى المجلات النسائية في إقطاعية خليجية أخرى، فمكث فيها فترة غادر بعدها الإقطاعية الخليجية ليختفي وليظهر في أوائل السبعينات فجأة كمحرر في إحدى المجلات التابعة لحركة فتح والتي كانت تصدر من بيروت آنذاك.

ترك عطوان العمل في الإعلام الفلسطيني في بيروت وغادرها إلى لندن بدعوة من رجل أعمال فلسطيني مقيم فيها يدعى "زهير المصري" تعرف عليه عطوان عندما كان رجل الأعمال يتردد فيما بين لندن وبيروت، فتولى مهمة تسهيل كافة إجراءات إقامة عطوان في لندن وتأمين مسكن ملائم له. مكث عطوان في لندن عدة سنوات لم يعرف له خلالها أي نشاط ولا أي ظهور إعلامي، إلا أن ظهر فجأة ودون مقدمات كرئيس تحرير لصحيفة عربية جديدة تصدر في لندن أسمها "صحيفة القدس العربي".

في صحيفته هذه، بدأ عطوان مهمته، والتي انحصرت في الدفاع عن عملاء إسرائيل وإظهارهم بمظهر الأبطال المناضلين، فمنذ اليوم الأول لظهور صحيفة عطوان، بدأ في التنظير للإحتلال الأجنبي البعثي في العراق صنيعة اليهود، فتولى مهمة تصنيع تبريرات لفصول حرب الإبادة التي نفذها الإحتلال البعثي ضد الشعب العراقي لحساب إسرائيل، وقام إما بتبرير جرائم الإحتلال أو نفيها، واتهم من يقاوم هذا الإحتلال الأجنبي البعثي من العراقيين بأنه خائن وعميل.

كما راح يعظم ويمجد العميل الهالك ياسر عرفات ويشيد بسياساته ومواقفه، وهو (أي عرفات) عاش حياته كلها عميلا لليهود، وختم حياته بأن باع فلسطين وشعبها لليهود في اتفاق أوسلو، ثم انتهي بأن أصبح مديرا لكيان تجسسي عميل أطلق عليه إسم "السلطة الفلسطينية".

ولم تكن في الحقيقة هذه هي فقط المهمة الوحيدة لعطوان، بل رأي صانعيه اليهود بأنه يمكن الإستفادة منه في مهمة أخرى، فأفسحوا له مكانا في فضائيتهم المسماة "قناة الجزيرة" والتي تبث من الإقطاعية القطرية، فراح من خلال المقابلات المفتعلة التي نظمها له اليهود في هذا المركز الإعلامي ينظر للإحتلال الأجنبي البعثي، وبعد سقوط الإحتلال البعثي راح يعظم برئيسه "صدام إبن صبحة" ويصفه بأنه "بطل"، في حين شاهد العالم بالصوت وبالصورة الملونة كيف سلم إبن صبحة العراق غلى الغزاة الأمريكان تسليم الحقيبة ضمن أكبر مؤامرة عرفها تاريخ العراق.

وإذا كان من المهم بالنسبة للمسلم أن يعرف بأن عطوان عميل صنعه اليهود، فإن ما هو أهم من هذا كله هو أن يعرف بأن عطوان جزء من نظام إعلامي يهودي شمولي ناطق باللغة العربية ينتظم مئات العملاء العرب المدربين المنتشرين داخل وخارج العالم العربي والذين يتولون مهمة الدفاع عن عملاء إسرائيل من طواغيت العالم العربي وتبرير جرائهم التي ينفذونها لحساب اليهود ضد المسلمين.