عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-07-2007, 01:15 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

في زيارتنا الأولى كانت أشواقنا قد بلغت مداها ، وانحصرت أحلامنا في الاطمئنان عليه والسلام عليه ، دخلنا فوجدنا شكله الخارجي متغيراً فقد خسر من وزنه أكثر من عشرين كيلو إلا أنه كان متماسكاً ثابتاً .. تنطبع في وجهه أمارات الصبر والرضا والتقوى ... كان هادئاً مستكناً واجمع من شاهده على إطلالة نور جذابة تشع من وجهه الصبوح ...
وبرغم خمسة شهور مرت من الوحدة والألم خرج علينا بشخصية أعطتنا ولم نعطها ، وأمدتنا بما لم نمدها ، وعلمتنا كعادتها ..

وضّح لنا منهجه الذي شرَّبنا إياه منذ صغرنا .. العيش لله , والإصلاح في الأرض تلبية لأمر الله , ومنهج أهل السنة والجماعة في عدم الخروج على أولياء الأمر , ونبذ العنف والعدوان والإرهاب مع الإصلاح في الأرض ، نافياً عن نفسه تلك التهمة التي ألبسها زوراً وبهتاناً ...

تمنى كل منا أن يهديه هديه فإذا به يهدينا أغلى هدية .... هدية خالدة باقية إلى يوم الدين ... فأعطى زوجته مبلغاً من المال طالباً منها أن تهدي كل فرد من أفراد العائلة ( كتيب حصن المسلم ) حتى نحافظ على أذكار اليوم والليلة التي هي زاد حقيقي يغذي قلب المسلم وروحه .

وخرجنا من عنده بنفس مستعظمه لذلك البطل الذي قواه السجن , وأربى إيمانه . خرجنا من عنده يتردد في أنفسنا : نحسبه من أولياء الله ولا نزكي على الله أحداً ... وليتنا بدل أن نبكيه نعود إلى أنفسنا فنصلح ما فيها من خلل لنلحق بركاب الصالحين .

الزيارة الثانية كانت على نسق الأولى فبدل أن ينتهز كل دقيقة من وقت الزيارة مع أهله وذويه .... بدأ يوصينا بعدة وصايا كل منها قبس ينير قلب المؤمن الذي يعيش عبداً حقاً لله ... فأوصانا بالعودة الجادة إلى كتاب الله , والغوص في أسراره ومعانيه , ونواحي بلاغته وجماله فهناك السعادة كل السعادة , وهناك موطن الراحة واللذة , وبلد الأمان والاطمئنان في جنب الله , وكان يبكي وتستوقفه حشرجة البكاء لعظم الوصية وعاد إلى وصيته الأولى المحافظة على أذكار اليوم والليلة , وعرج على بعض الآداب المفقودة كاحترام الكبير من أخ وعم .. وحض على تقبيل الرأس تأدباً مع الأخ الكبير , وحث على احتواء الكبار للشباب وتعهدهم , والدخول إلى عالمهم ومشاركتهم فيه بغية رعايتهم والمحافظة على أوضاعهم ...

وأوصى كل من يحبه أن يدعو الله له بالثبات والقبول وأن يفك أسره عاجلاً غير آجل !!

www.saudmukhtar.com

(عائلة الدكتور سعود مختار