الموضوع: الفرقه الناجيه
عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 07-04-2000, 03:48 PM
المعتز المعتز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 18
Post

أختي العزيزة أسرار السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد :
فأشكر لك ثناءك ، وحسن أدبك ، وأسأل الله أن يكرمنا جميعاً بأدب الحوار واحترام الآراء واختلاف الرأي ، فاختلاف الرأي لا يذهب للودِّ قضية كما يقولون ، وأعود للموضوع الذي نحن بصدده ، فأما قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا زمرة ) ، فأنت تعلمين أن كلمة زمرة لا تعني الجميع ، وإنما تعني الطائفة من الناس ، ونحن جميعاً نعلم أن هناك أشخاصاً قد ارتدوا عن الدين الإسلامي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة ، فالمقصودون في الحديث - والله أعلم - هم المرتدون ، ويؤيد ما ذكرته قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث نفسه : ( قلت وما شانهم؟ قال: إنهم ارتدوا من بعدك على أدبارهم القهقرى ) . إذن فالصحابة الكرام غير مقصودين بالحديث ، وقد يقصد به الذين ارتكبوا الفواحش وعصوا الله وقصَّروا بعبادته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين يدخلون النار ويعذبون فلا يخلص منهم إلا همل النعم ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وأما قول الإمام السندي فلا أرى فيه ما يشكل أبداً ، فقوله : ( لا يخلص منهم من النار إلا القليل ) نعم ، المرتدون والعصاة والمذنبون يفعل بهم الله ما يشاء وما يريد ، فيخلد منهم من يخلد في النار ، وينجو منهم من ينجو ، وكل ذلك حسب إرادة الله ومشيئته . وفي كل الأحوال فالصحابة الكرام بعيدون عن العذاب والعقاب لأن الله قال فيهم : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) سورة البينة . وقال أيضاً : (( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {10} )) . سورة الحشر . وغيرها من الآيات الكثيرة ، ناهيكِ عن الأحاديث الكثيرة الواردة في فضل الصحابة ، ولولا خشية الإطالة لسردت الكثير منها .
وأخيراً أنصح نفسي أولاً وغيري ثانياً بأن لا نحمل شيئاً من البغض أو الكراهية لأحد من أصحاب النبي الكرام الذين إن فعل أحدنا ما فعل لا ولن يبلغ مقام أصغر صحابي من الصحابة الكرام ، ثم إن ما حصل بينهم لا نخوض نحن به ، فإن كانوا مخطئين فالله يتولى حسابهم ، ولا نسأل عما فعلوا ، وإن كانوا مصيبين فسوف يجازيهم الله ، وإن حمل أحدنا بقلبه على واحد منهم فسوف نسأل عن إساءة الظن ، والله نهانا عنه ، وقد سئل بعض السلف عن الدماء التي أريقت فيما بينهم فقال: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" [البقرة: 141]. وسئل بعضهم عنها أيضا فقال: تلك دماء طهر الله منها يدي ، فلا ألوِّث بها لساني .
نسأل الله الصواب والسداد ، وعذراً على الإطالة . ولك التحية والتقدير .