عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 12-12-2006, 10:47 AM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

واجبات شرعية لنصرة القضية الفلسطينية

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الواجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تجاه إخوانهم في فلسطين في هذه الآونة أن يتعاضدوا ويتراحموا فيما بينهم، وأن يمدوا لهم يد العون والتعاطف كما أن القادرين من المسلمين بإمكانهم صرف زكواتهم للشعب الفلسطيني، ومن وسّع الله عليه في رزقه من أثرياء المسلمين بإمكان كل أسرة منهم أن تكفل أسرة في فلسطين، وبهذا يستطيع المسلمون كسر الحصار المفروض علي الشعب المجاهد في فلسطين، ونري ربنا منا أمارة طاعة.

ونصرة الشعب الفلسطيني ومساندته بكافة أنواع الدعم المادي والمعنوي واجب على كل مسلم ، كل حسب قدرته وحسب ما مكنه الله ، وهذا الواجب واجب على الحكومات وواجب على الشعوب، فواجب علينا أن ننصرهم بالدعاء وبالكلمة مسموعة ومقرؤة ومرئية، وننصرهم بالمال وهو واجب الوقت الآن، وبذلك تواترت الأدلة الشرعية ، وقال بذلك جمهور الفقهاء وكافة المجامع المعتبرة، وإليك بعضها:

جاء في البيان الختامي لملتقى علماء المسلمين لنصرة شعب فلسطين الذي كان يرأسه فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
يجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم في فلسطين بشتى أنواع العون بالمال واللسان، والقلم والنفس، والعون المالي هو اليوم من أوجب الواجبات على المسلمين كافة، وعليهم أن يسعوا بكل طاقاتهم أفرادا وجماعات وشعوباً وحكومات إلى تقديمه إلى أهلنا في فلسطين من أموال الزكاة ومن أموال الصدقات من الوصايا بالخيرات العامة، ومن جميع صنوف الأموال الأخرى، بل ينبغي أن يقتطع المسلمون نصيباً من أموالهم الخاصة ومن أقواتهم لتقوية موقف إخوانهم في فلسطين، فإنه «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع» و«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه»، وعلى المسلمين كافة أن يسعوا بكل طريق ممكن إلى إيصال جميع صور المساعدة المالية والمادية إلى إخوانهم في فلسطين، ليتجاوزا أزمتهم الحالية وينجح مشروعهم البناء في تخفيف معاناة أهلنا في فلسطين وفي تثبيت حقوقهم الشرعية والتاريخية في وطنهم وقوفاً في وجه محاولات الإبادة والتهجير التي يقترفها العدو الصهيوني بجميع الوسائل في كل شبر من أرض فلسطين.
وأن البنوك والمؤسسات العربية والإسلامية مدعوة إلى القيام بواجبها في هذا الشأن، بحيث لا تكون أداة في يد أعداء الأمة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وهزيمة مشروعه.
إن الجهاد بالمال بنص القرآن الكريم لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس، وهو واجب على الأفراد والمؤسسات؛ والعلماء إذ يعلنون ذلك ليثقون في أن البنوك والمؤسسات المالية في العالمين العربي والإسلامي لن تقف في وجه إرادة الأمة، ولن تخالف الفتوى الشرعية لعلماء المسلمين، ولن تعرض نفسها لما لا نحبه من المقاطعة ونحوها.

ويقول الدكتور طاهر مهدي البليلي ـ عضو مجلس البحوث والإفتاء الأوربي:


فيما يتعلق بحكم مساندة الشعب الفلسطيني فإنه فرض عين على كل مسلم و مسلمة في كل أصقاع الأرض أن يساندوهم و يكسروا عنهم الحصار، ذلك أن مقتضيات الولاء بين المسلمين توجب هذه المساندة و لا عذر أمام الله لمن يدعي عكس هذا.
إن الشعب الفلسطيني في أشد ما يكون حاجة إلى المسلمين اليوم، أما إذا كانوا لا يعينوه و لا يساندوه إلا عندما يكون في نوع من الفرج فهذا لا فائدة من ورائه.
و إنني ارتب أولوية هذا الفرض على التالي:
1)يجب على الفلسطينيين أن يساعد بعضهم بعضا القادر يساعد العاجز و الغني يساعد الفقير و القوي يساعد الضعيف.
2)ثم تقع الأولوية مباشرة على الشعوب المتاخمة حدودها لحدود فلسطين كالأردنيين و السوريين و اللبنانيين و المصريين، و يجب القيام بهذا الأمر مهما ضربت الحكومات العربية الحصار و شددت منه، و هنا يدخل قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : » لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق« (رواه أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند علي رضي الله عنه ) و عدم إغاثة المسلمين هو معصية لله و رسوله. و يوشك أن ينتفي الإيمان عمن يرون إخوتهم يتضورون جوعا و لا يغيثونهم لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : »ما آمن بي من بات شبعان و جاره إلى جنبه جائعا و هو يعلم «(رواه الحاكم). ناهيك عن أن الفلسطينيين لهم حق الولاء، و حق الأخوة و حق الجوار، فمهما تنصل المتنصلون فلا حجة عندهم أمام الله ـ عز وجل ـ .
3) ثم يقع الواجب على بقية الشعوب الإسلامية الأقرب فالأقرب، و كل حسب طاقته و استطاعته، و المهم أنه لا يجوز إطلاقا الصمت، فمن لم يسعفه الغنى فليعن بالكلمة و الكتابة و التحريض على المساعدة و في كل خير.
بل إنني أقترح أن تقوم كل عائلة في الخارج بإعالة عائلة فلسطينية واحدة في فلسطين و عدد العوائل الفلسطينية لا يتجاوز المليون عائلة و عدد العوائل الإسلامية في الغرب و الدول الميسورة يتجاوز ذلك بكثير و هكذا تحل المشكلة من الأساس و لا حاجة أصلا للأموال الغربية التي يعطونها مقابل سرقة الصهاينة للأرض و قتلهم للبشر.
إنَّ أهل فلسطين هم أهل بيت المقدس و كم أشاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهؤلاء المبارَكين أبناء المبارَكين لأنهم ممن في بيت المقدس و ممن حولها، و القرآن صريح في مباركتهم لأنهم مؤمنون مسلمون و مرابطون فوق هذا و ذاك.
كيف لا نستجيب لصراخ الأطفال و عويل النساء و الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: » ‏ ‏ائتوه (بيت المقدس) فصلوا فيه -وكانت البلاد إذ ذاك حربا- فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في ‏ ‏قناديله«(أبو داوود الصلاة السرج في المساجد386) و هذه فتوى من إمام المفتين ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجوب إرسال الإغاثة و باستمرار لأهل فلسطين، فحتى في وقت الحرب أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإرسال ما تضاء به القناديل، و في عصرنا يجب إرسال ما تقوم به الحياة.
أما واجب الحكومات العربية والإسلامية فحدث ولا حرج فإنهم أول من سيسأل يوم القيامة عن كل فرد ليس فقط يموت بل يجوع و يعرى من الأمة الإسلامية، فيا ترى ماذا أعدوا من جواب؟؟؟
ويقول الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز ومشرف موقع "إسلاميات":

يجب على هيئات الإفتاء والمجامع الفقهية إصدار الفتاوى والبيانات التي توضح خطورة الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والحصار المفروض عليه ومحاولة إسقاط حكومته المنتخبة.

كما أن الواجب الشرعي على المسلمين جميعاً نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى الدعاة وخطباء المساجد القيام بدورهم في توعية وتعبئة المسلمين والتعريف بحقيقة الصراع وبالقضية الفلسطينية، وبتنسيق الجهود العربية والإسلامية لمؤازرة الشعب الفلسطيني.

ويقول الدكتور فهد بن سعد الجهني أستاذ الفقه وعميد شؤون الطلاب بجامعة الطائف:

الفرد المسلم هو جزء من بنيان فقد شبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين بالجسد الواحد، وهذا المعنى يقتضي أن الأصل في المسلم التأثر بكل ما يحصل لأمته من خير أو شر كما يتأثر العضو بتأثر الجسد.

وبلا شك أن ما يحصل للشعب الفلسطيني هذه الأيام هو محنة شديدة في ظل المحن والابتلاءات التي يبتلى بها هذا الشعب العظيم، فقد تكالب الأعداء عليها من كل جانب لاسيما بعد التطورات الأخيرة، وهذه التطورات تؤكد المعنى القرآني العظيم وهو قوله تعالى: (ولَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
ويقول الدكتور سالم سلامة ـ من علماء فلسطين:

الواجب على المسلمين في فلسطين وخارجها وفي مشارق الأرض ومغاربها تجاه إخوانهم في فلسطين أن يتعاضدوا ويتراحموا فيما بينهم؛" فالراحمون يرحمهم الرحمن"، "وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فإذا أراد المسلمون في جميع أنحاء الأرض أن يرحمهم الله؛ فعليهم أن يرحموا إخوانهم الذين يقفون في خط الدفاع الأول، والذين تُهدم بيوتهم وتقتلع أشجارهم ويقصفون ليلا ونهارا على مرأى ومسمع من العالم كله؛ فالواجب أن يتعاطفوا معهم وأن يمدوا لهم يد العون والتعاطف
__________________