الجديد الذي كشفه "سيمو هيرش" في محاضرته بمناسبة افتتاح مؤسسة هيكل للصحافة الاستقصائية حول دور بندر بن سلطان ومن ورائه الحكومة السعودية في تمويل عمليات أمريكية وإسرائيلية خاصة داخل الأراضي الإيرانية في مناطق القوميات والأقليات الإيرانية ، بسبب عدم الحصول على الموافقات المالية من الكونغرس الأمريكي ، هو شيء يدعو إلى التساؤل المشروع حول الدور السعودي القديم والجديد في بلدان عديدة وقضايا عديدة؟.
في بلد غني جداً بسبب موارد النفط، لكنه متخلف صناعياً وتقنياً وحضارياً،بلد بلا ديمقراطية أو حداثة، أو أدب وبلا كتب وثقافة ومسرح ، ولا خدمات صحية عالية، أو تعليم وجامعات متطورة بينما يبدد مال أهل وأبناء الجزيرة ، بهذه الطرق السخيفة ولخدمة أغراض تساهم في تكريس التخلف والحروب والتبعية في المنطقة.
هذا ليس دفاعاً عن النظام الإيراني وإنما لكشف التحركات الأمريكية وأغراضها الخاصة، التي تخص الأجندة الأمريكية وتتعارض مع مصالح شعوب المنطقة التي تعاني من الاستبداد والتخلف والهيمنة وهي تحركات لا تفيد نضال شعوب المنطقة بل تؤدي إلى تشويشه وتخريبه كما في تجربة العراق.
بندر يبدد المال الحرام ويمنحه لجهات لاحق لها فيه، ولا تستحقه ويطبق أحد فصول تحال الاستبداد والفساد والتخلف الخطيرة، ويساهم في منع تقدم المنطقة ودخولها الحداثة، وتنفيذ سلسلة متتالية من الخطط الخبيثة ، وكشف هذه المعلومات يساهم في منعها وتعطيلها رغم سريتها البالغة ، وهذه الأنظمة تخاف وتخشى كشف ونشر المعلومات ، وهي ترصد الأموال والإمكانيات الأمنية والإعلامية والدبلوماسية الهائلة لمنع تسرب وتداول هذه المعلومات التي تهددها في الصميم ولا يوجد نظام استبدادي واحد لا يرتعد أمام هذه الحقائق ونظام البنادرة الذي يلعب ويمد يده في العراق وباكستان ولبنان وفلسطين ومناطق أخرى لصالح أمريكا وإسرائيل واحد من الأنظمة التي يتطلب فضحها الأدوار القديمة كلها خطيرة وقذرة لكن الدور الحالي هو الأخطر على الإطلاق.
وبندر ليس شخصاً إنما تعبير عن سلوك نظام رجعي متخلف عائلي مريض وتابع لأمريكا ، نظام يكره شعوب المنطقة وتقدمها ، دفع المليارات لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها لضمان بقائه نظاماً يصدر السلوك الطائفي البغيض ، يمهد للحرب الطائفية في عمومها وهو سلوك يتسم بالدونية والانحطاط تجاه الأجنبي السيد للحفاظ على ملك عائلي زائل مهما طال وامتد به الزمن.