الموضوع: العروض رقميا
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 04-06-2000, 01:59 AM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
Post

أما بخصوص الوتد فتقول نازك الملائكة:" إن الوتد في الشعر العربي يتصف بشيءٍ من الصلادة والقسوة".
على أساس تقسيم الأوزان العربية إلى قسمين :
1- خبب لا وتد فيه
2- سبب لا يحولُ وتده وهو بقية بحور الشعر العربي بل كلها قبل اكتشاف تميز الخبب حديثا عن المتدارك (ومن ثم سواه) بتفعيلته فاعلُ وربما يكون شوقي أول من أوردها في قوله:
تتخذ الشمسَ لها تاجا -- وضحاها عرشاً وهّاجا
والصدرُ= 112=فاعلُ/22=فعْلنْ/ 31=فعِلُنْ / 22= فعْلُنْ
وهذه المواضيع تستدرج المرء للاستطراد فوزن البيت كله يمكن أن ينظر إليه على صورة أخرى هي
الصدر وزنه: 312= مسْتعِلُن/ 312= مستعِلُن/ 22=فعْلنْ (من السريع)
العجز وزنه= 231/ 222 /22 = مُسَتَفْعِلْ/ مسْتفْعلْ/ فعْلُنْ وهو ما أسميته خبيب أو شبيه السريع
وانظر إلى البيت التالي من الدوبيت:
إن كنتُ أسأتُ في هواكم أدبي -- فالعصمة لا تكون إلا لنبي
1122/ 32/ 23 / 31= مستفعلُ (بحذف ساكن الوتد ) فاعلن مُتَفْعِلْ فعِلُنْ
وقارنه بعجز البيت من البسيط الرابع (كما جاء في كتاب العروض تهذيبه وإعادة تدوينه للشيخ جلال حنفي): ما إنْ هناك اختلافٌ في روايتهم -- عما نقلتُ إليك من أقوالِ
ووزن العجز = مستفعلن فعِلُنْ متفعلْ فعْلنْ
وانظر إلى الفرق الناجم عن التصرف بساكن الوتد.
بل خذ الأبيات:
يا غصنَ نقىً مكللا بالذهبِ
أفديكَ من الردى بأمي وأبي
إن كنت أسأتُ في هواكم أدبي
فالعصمة لا تكون إلا لنبي
ووزن كل منها = 1122= مستفعلُ /32= فاعِلُنْ/ 23 = متفْعلْ /31 = فعِلُنْ
واعد سكون الوتد إلى مستفعلُ= 1122 لتصبح=1122ه = 322= مستفْعلن
وانظر الفارق
يا غصنَ بانٍ مكللٍ بالذّهبِ
أفديكمو قسماً بأمي وأبي
إن كان قد نقص الهوى من أدبي
فالاعتصامُ يكونُ دوماً بنبي
بل وانظر الأبيات المشهورة
يا من لعبت به شمول ما ألطف هذه الــشمائل
نــشوان يــهزه دلال كالغصن مع النسيم مائل
ووزنها: 1122= مستفعلُ /32= فاعلن / 23 = فعولن
وإذا أضفنا السكون بعد مستفعلُ =1122 لتصبح مستفعلن =1122ه=322ن نخرج بالمخلع
يا من ترامت به الشمولُ -- أبدعت في اللطف والشمائل
نشوانُ من هزّة الدلالِ --- مستلْطَفاً مع النسيم مائل
وخذ بييتا من البسيط واحذف كل سواكن أوتاده لترى كيف يظل مستساغا لكنه يصير من الخبب
مستفعلُ= 1122/ فاعلُ = 112/ مستفعلُ =1122فعْلن= 22
وهو= 22= فعْلُنْ / 31= فعِلُنْ / 31=فَعِلُنْ / فاعِلُ = 112 /فعْلُن = 22
فالوتد كما أراه ليس متطرفا في موقفه بل هو يمارس دوره حارسا أمينا لا يساوم على ثوابت عالم السبب التي اؤتمن عليها، حائلا دون انزلاق عالم السبب إلى عالم الخبب.
أما عن قصمه لظهر الكلمة التي يحل بها - والحديث على ما أفترض هو عن كلمة في السياق -، فلا شك أن لدى نازك الملائكة إحساسا شاعريا يقودها إلى ذلك القول، وقد حاولت أن أستشعر ذلك الإحساس وأضعه في سياق عام أفسره على أساسه، فأعياني الأمر، ووجدت نفسي دون قصد -كدأب كل من يعجز عن أمر - أتملص من هذا التقرير
واستعرضت كلمة( أَمْرٌ) فهي مكونة من سببين ، ولكنها في بيت المتنبي
عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيد --- بما مضى أم لأمرٍ فيه تجديدُ
وجدتها مقسومة بنهاية الوتد وغير مقصومة بل في غاية الاستقرار ، ومثلها في اللغة كثير،
وانظر إلى الأوتاد هنا ما كان في منتصف الكلمة بين [القوسين]، وما كان في نهايتها بين (القوسين)
عيدٌ [بأيْ] بأيَّـ(ـةِحا) لٍ عدْ (تَ يا) عيدُ-- بما (مضى) أم [لأمـْ] رٍ فيـ[ـهِ تجْـ] ديدُ
وعدد الأوتاد في كل من نهاية الكلمة ووسطها ثلاثة في كل حالة ، ومن الثلاثة التي في وسط الكلمة
إثنان من الحروف الصحيحة والثالث الذي هو حرف علة ساكن بعد متحرك مما يجعله أقرب إلى الصحيح في خصائصه المتعلقة باثره على الإيقاغ.
ولعل للأمثلة التي اختارتها تفسيرا آخر، كوجود ملابسات معينة إذا اقترنت بالوتد تجعله قاصما للكلمة التي يتوسطها. فليس الوتد قاصما بذاته كما أرى.واحد هذه الملابسات الشدّة في المثال:
شيخ المعرّةِ شاعرُ ن فلو كان القول (شيخ المَـعَرْتا شاعرٌ ) لما كان قاصما، وحتى هذه الشدة جعلته قاصما لأنها على حرف الراء كثير التردد بدون شدةة فكيف إذا شدد، أما ترى أن القول لو كان ":
(شيخ المُثَنّى شاعرٌ ) لما كانت للشدة أو للوتد هذه القسوة كما في المعرّة.
والأمر على كل حال يغري بالمزيد من الاستقصاء والبحث.
الرد مع إقتباس