عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 19-07-2004, 06:44 AM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

( 5 )



( المجاهدون العرب يقودون الفلوجة الى الخـراب )


لقد كان للمقاتلين العرب في الفلوجة ، أجندتهم الخاصة ، وأهدافهم الظلامية ، التي ليست لها علاقة بتاتا ، بأماني العراقيين ، الذين عانوا كثيرا من جور نظام ديكتاتوري دموي فاسـد ، داس على أحلامهم وكرامتهم ، وأذاقهم العذاب والذل والهوان ، وكان السبب الحقيقي في تردّي حالهم ، وبعثرة ثرواتهم ، والتفريط بوطنهم أكثر من مرة .. وسنكتشف ذلك لاحقا ، عندما نتحدّث عن اعتراضات ( المجاهدين العرب ) على منهج المقاومة الأسلامية في فلسطين !.
كما كان لهؤلاء المقاتلين ، قيادتهم ومرجعيتهم ، التي يسمعون لها ويطيعون ، والمتمثلة بجماعة التوحيد والجهاد ، التي يقودها ( أميرهم ) السفاح أبو مصعب الزرقاوي .. ولذلك تراهم دائما ، يستنكرون ، بل ويحتقرون تلك الأصوات التي كانت تنطلق من أهالي الفلوجة ، تدعو ( المجاهدين ) الى الكف عن القتال داخل المدينة ، والخروج منها ، حفاظا على الفلوجة وأرواح أهلها !.

يسرد الشيخ أبو أنس الشامي ، ما حدث في ( حي نزال في الفلوجة ) ، معبـّرا عن مدى سيطرة هؤلاء الأرهابيين على الفلوجة ، وتحكمهم بأرادة أهلها ، واستخفافهم بحياة الأبرياء وممتلكاتهم :

(( وفي حي نزال نفر الأخوة من مكانهم بقيادة الأخوين أبي هاجر وأبي عائشة السوريين وكانوا نحواً من عشرين مجاهداً !!!.. وتقدموا صوب الحي الصناعي وكان الأمريكان قد عجّلوا وتسللوا إليها وثبّتوا فيه أقدامهم .. تقدم الأخوة هذه المرة وقد انكسر الحاجز وسقطت الأقنعة وهم يحملون أسلحتهم علانية مهللين ومكبرين يحرضون الناس على الجهاد وتقدموا في الأزقة وقد أحّدوا أبصارهم وأرهفوا آذانهم وعلى الزناد أصابعهم
واستطرقوا بيتاً ففتحت لهم عجوز فاستأذنوها أن يرقى بعضهم ظهر بيتها ليستطلعوا الأمريكان .. وتوزع الأخوة مجموعتين واتخذ أبو عائشة ومجموعته وهم نحو سبعة ,احد البيوت الخالية قاعدة لهم ورقى بعضهم ظهره وفتحوا نيرانهم على القناصة الأمريكان واستمروا على ذلك زمناً ثم نزلوا إلى الطابق الأرضي وما هي إلا لحظات إلا سمعوا أزيز الطائرات وأصيب البيت إصابة مباشرة فتهدمت منه أركان وخر عليهم السقف من فوقهم.
يقول أبو حفص .. وقلت في نفسي : رباه .. لقد قُتل الشباب.. وركضت كالمجنون أتحرى الأمر وإذ بأبي عائشة ومن معه يخرجون من بين الأنقاض وقد علتهم غبرة وكأنهم موتى نُشروا من قبورهم وجعلوا ينفضون عنهم التراب ليس بهم من بأس وانحازوا إلى بيت لم يسقف بعد فتواروا خلف جدرانه.. مرت لحظات وسقط صاروخ آخر في جوف البيت, وبدا وكأنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.. وحبست الأنفاس وتهيأت دموع العيون بالفيضان وانجلى الدخان وهدأ العجاج .. وإذا بالإخوة قد غادروا المكان بتوفيق الله قبل مجيء الطائرة بلحظات وانتدب البطل أبو حفص الليبي !! بقاذفة الآر بي جي وبرز للطائرة وأطلق وأصاب منها مقتلا وتهاوت كتلة من نيران وأقبل المخذّلون يحملون بشائر الخذلان والذل وصرخوا في الإخوة محذّرين وآمرين بالانسحاب وهم يولولون ويلطمون زاعمين أن الأمريكان قد طوقوا وتفوقوا.. ولا أمل بالفوز والنصر . وجاء الرد سريعاً.. وصرخ أبو حفص فيهم موبخاً فأخرسهم !!!
)) .

وفي موضع لاحق من مقاله ، يصف الشيخ أبو أنس الشامي ، أهالي الفلوجة بــ ( الحثالى !! ) ، لأنهم طلبوا خروج ( المجاهدين العرب ) من الفلوجة ، حفاظا على المدينة وأهلها :

(( أذّن الفجر وصاح الديك وابتدأ عهد جديد وجاءنا الخبر في الصباح, فانطلقتُ برفقة أحد الأخوة إلى المقبرة التي في أطراف الجولان عند مسجد المعاضيدي وألقينا نظرة الوداع على الشهداء . بدا أن المعركة قد استعر أتونها , وأنها في هذه المرة معركة لا ككل معارك الكر والفر والكمائن السابقة وتزاحمت بالناس الظنون وسرت الشائعات في هشيم النفوس المريضة وتداعى بعض (( الحثالى !! )) إلى وجوب خروج المجاهدين حفاظاً على المدينة وأهلها فماذا حدث بعد ذلك؟
خرجت من المقبرة قبل تمام الدفن, حدثتني نفسي أن أقوم في جموع الحاضرين من أهل المدينة واعظاً ومذكراً وحاثاً على الجهاد ومحرضاً فلقد كان استشهاد هذه الكوكبة من الأحباب مؤثراً جدا, لكنني ألزمت نفسي الصمت وآثرت السكوت لأننا كنا - نحن المهاجرين - لا نزال نؤثر الإختفاء ونفضّل التواري خوفاً من عيون الشر المنتشرة .. !!
))

ويقول في موضع آخر ، مبينا عزوف أكثر أهل الفلوجة عن القتال مع الأرهابيين :

(( وكان الموقف - حقيقةً - صعباً ولازالت الكثرة الصامتة لم تحسم أمرها ولم تُحط بعد بأبعاد المعركة ولا زالت الثغور تعاني نقصاً شديداً قياساً إلى ضخامة المعركة المستعرة . هذا الموقف المأزوم حملني على الخروج عن طوري وكشفت اللثام وسفّرت الوجه وجعلت أستصرخ الناس وأدعوهم للحاق بالثغور والأطراف ذباً عن الأعراض وحفظاً للبيضة وتقوية لقلوبهم ومضيتُ في صلا ة العصر إلى مسجد الفرقان واستأذنت الإمام أن أعظ الناس واذّكرهم وحثني على ذلك ما له من جرأة وإقدام ودعوة للجهاد فما خيب الظن - جزاه الله خيرا - )) .

ويتحدّث أيضا عن موقف الشرطة والجنود في الفلوجة ، فيقول : (( وفي هذه الأثناء انسحب الجنود والشرطة ، وانماعوا وذابوا كما يذوب الملح في الماء .. وليس بذا غريب فلم يستعدوا ولم يُعَدوا لمثل هذه المهمة .. أعني حماية أهل الإسلام والذود عن الأعراض والمحرمات لقد كنا نراهم قبلها بفترة وجيزة منتشرين شاهري أسلحتهم استعراضاً للعضلات وإثباتاً للوجود تماماً كما قال الشاعر :
وإذا خــــلا الجبان بـــأرض **** طلب الطـــعن وحده والنزالا
وكنا نمر مستترين وجلين مخافة الغدر منهم وأن يقدّمونا قرابين لأسيادهم !!. وحين حمي الوطيس . غابوا وذابوا . إلا قليلاً ممن لم تنطمس فيهم بقايا المروءة والحمية فسلموا للمجاهدين أسلحتهم وسياراتهم وانضموا إلى ركب العزة والفخار .. !!
)) .

حقيقة ، يندهش المرء منا ، لموقف أهالي الفلوجة ، وكذلك الشرطة فيها ، لماذا اذن سمحوا لمثل هؤلاء القتلة ، وهم لاينتمون للعراق بأي حال من الأحوال ، ، وليس من أهدافهم أن يكون العراق حرا ديمقراطيا ، ينعم جميع أفراده بمختلف قومياتهم وطوائفهم بالعدل والمساواة والحرية .. أن يعبثوا بأمن الفلوجة وممتلكاتها وأرواح أبنائها ؟؟

ولماذا وفروا لهم الملاذ والأسناد ، لكي يستبيحوا أرض العراق ودماء أبنائه ، وينثروا الخوف والقتل والدمار والطائفية في ربوعه ؟؟!!!!!.

ثم هل العراقيون عاجزون عن التصدي لقوات الأحتلال ، اذا اتفقت ارادتهم الوطنية على ذلك ، لكي يقوم غرباء متخلفون وموتورون وسفاحون ، بالقتال والذبح والتفجير والخطف والتكلم نيابة عن سنـّة العراق ، والأساءة الى أخلاق وتقاليد العراقيين الكريمة ؟؟

كيف يسمح أهالي الفلوجة لمثل هؤلاء المجرمين ، الذين تلطخت أياديهم القذرة بدماء الأبرياء ، وتشربّت نفوسهم بالحقد والبغضاء والعتمة .. أن يعيشوا بينهم ، وأن يتستروا على أعمالهم الدموية والتخريبية ، وأن يوفّروا لهم الدعم والحماية والتشجيع ، لتحقيق مآربهم الشريرة على حساب سمعة واستقرار ونهوض العراق ؟؟!!!

ورغم ذلك .. فأنّ الأرهابيون هم خير من يردّ الجميل ، لمن آواهم ، فضلا عن أنّ نظرتهم الى شعب العراق عموما .. كان يشعّ منهااحترام عميــق .. وحب لا حدود له !!!! :
يقول أحد أتباعهم بكل صلف ووقاحــة ، يحسـد عليهما ، لأنّ أكثر العراقيين قد اكتشفوا حقيقة هؤلاء القتلة والظلاميين :

(( يااخي انا لااتوقع خيرا من شعب العراق مطلقا اهل الشقاق والنفاق فكيف بالله تتعجب من خذلانهم لأبي مصعب واخوانه العرب الذين جاؤا ليدافعوا عن اعراض اخوانهم من اهل العراق وضحوا بالغالي والنفيس من اجلهم وقد خذلوا منهم اخير منهم خذلوا علي رضي الله عنه في موقعة الجمل المعروفه وهذا شعب غثاءه كثير يااخي يكفي كثرة الملل والنحل في هذا البلد واغلبها بعيده كل البعد عن الدين هؤلاء قوم لايصلح لهم إلا الحجاج وصدام يعني مايمشون إلا بالعين الحمرا فهاهم اليوم يحنون لذباحهم القديم صدام بعد كل مافعله بهم ثانيا ماذا تترجى من قوم دعى عليهم اغلب الصحابه والتابعين ؟؟؟؟؟ ))




يتبــع ...
__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )


(( لولا أني عرفت حقيقة الإسلام العظيم .. الإسلام الرحيم .. الإسلام الحكيم .. الإسلام الإنساني .. لكفرت بإسلام لا يعرف إلا القتل .. ولكرهت هذا الإسلام أيما كره ، ولحقدت على أهله أيما حقد ، ولحاربته حربا لا هوادة فيها . ))