عرض مشاركة مفردة
  #51  
قديم 07-02-2006, 04:18 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟

إن على الأسرة التي تهدف إلى تربية أطفالها التربية القويمة أن تلتزم بالمبادئ التالية :

1 ـ ينبغي للوالدين احترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم ، والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي ، شرط أن لا تعرضهم للاستثارة الزائدة ، وإرشادهم فيما يتعلق بمواجهة المشاعر الاتكالية والجنسية والعدوانية ، ومساعدتهم على ضبط تلك المشاعر وجعلها طبيعية ، وإشباعها بأسلوب لا يخل بالقيم السائدة في ثقافتهم ، ولاشك أن الوالدين لهما الحق وعليهما الواجب في تبني قيم معينة ومحاولة تنميتها لدى أطفالهما لأن هذا الإطار ضروري لخلق المعايير السلوكية لديهم .

2 ـ على الوالدين تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم ، والتي هي الأساس لكل الروابط العاطفية . إن الأطفال بحاجة للحصول على الخبرة في الاستقلال الذاتي ، شرط أن لا يعني ذلك إطلاق العنان ومحاولة إشباعها بصورة عشوائية من غير ضوابط .

3 ـ على الوالدين إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبير عن الشغف ، وحب الاستطلاع والمبادأة والاستكشاف ، شرط أن لا يتم التجاوز على القيم النبيلة، أو على حقوق الغير، وتشجيعهم على الكد والمثابرة والاجتهاد

4ـ ينبغي للوالدين أن يتصفا بالحزم ، ولكن دون قسوة ، والإرشاد من دون استخدام الأوامر والتعليمات غير المنطقية وغير المبررة ، وان يحرصوا على الثقة فيما بينهم أولاً ،وبينهم وبين أطفالهم ثانياً ، حيث أن ذلك يساعد الأطفال على النمو تجاه المراهقة والشباب ، وتنمية المشاعر الإيجابية لديهم من تقدير الذات ، والقدرة على التحمل ، والتسامح ، والتمسك بالقيم الإنسانية .

5 ـ ينبغي للأسرة أن تكون نموذجاً يتسم بالثقة والأمن فيما يتمسكون به من قيم فاضلة ، وسلوكيات قويمة ، يطلبون من أبنائهم ممارستها ، من خلال ممارستهم هم لتلك السلوكيات ، والعمل على تعزيز جميع السلوكيات الإيجابية ، وامتداح أبنائهم الملتزمين بها ، والعمل على كف السلوكيات الخاطئة والمنحرفة ، وغير المرغوب بها .

6 ـ ولاشك أن استخدام الحب ، والتقبيل ، بدلاً من أساليب القوة والسيطرة والعنف هي السبيل الأمثل لتربية وتنمية أطفالهم ، وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية عن أفعالهم ، وتمسكهم بالتعاون مع الآخرين .إن استخدام أساليب العنف مع الأطفال لضبط سلوكهم من شأنه أن يؤدي إلى تنمية المشاعر العدوانية لديهم .

إن ما يكتسبه الأطفال خلال السنوات الست الأولى من حياتهم بين أسرهم ، قبل دخولهم المرحلة الوسطى ، ونقصد بها المدرسة والتي هي امتداد للتربية في البيت ،حيث تعد الأبناء لدخول حياة المجتمع ، ولذلك فهي من الأهمية بمكان لمستقبلهم ، فإذا ما كانت الأسرة تعيش حياة آمنة ومستقرة ، يسودها المحبة والاحترام ، والتعاون بين أفرادها ، وخاصة الوالدين ، وتتمسك بالسلوك والأخلاقيات القويمة فلا شك أنها سوف تؤثر تأثيراً إيجابياً عميقاً في نفسية وسلوك أبنائها ، وعلى العكس من ذلك فإن الأسر الممزقة والمتناحرة ، والتي تفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين وبقية أفراد الأسرة ، وكذلك الأسر التي انفصل فيها الوالدين ، ويعيش الأطفال مع أحدهما ، أو كلاهما بالتناوب فإن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً بالغاً على نفسية وسلوك أبنائهم بكل تأكيد .

لقد اتضح من الدراسات التي أجراها علماء التربية وعلم النفس أن الأسر التي لا تعاني من مشكلات سلوكية بين أعضائها تعيش حياة هادئة ، ويرتاح بعضهم إلى البعض الآخر ، وهم يستطيعون إجراء المناقشات فيما بينهم بمهارة ويسر ، وعلى الرغم من وجود فروق في الأدوار لكل فرد منهم ، فإنهم يشتركون جميعا في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك أسرهم ، على الرغم من أن الأسر لا يمكن أن تخلو من التوترات والاحياطات والغضب والغيرة وغيرها من المشكلات ، فهذه خصائص موجودة في كل أسرة ، لكن هذه الأسر تختلف بعضها عن البعض الآخر في كيفية مجابهة تلك المشاكل التي تحدث داخلها ، عن طريق الحكمة والتعقل ، ممزوجة بالحب والعطف ، والاحترام العميق لمشاعر الجميع ، صغاراً وكباراً .

وعلى العكس من ذلك نجد الأسر التي يعاني أفرادها من الاضطراب السلوكي تتميز بالضعف ، وهشاشة العلاقة فيما بينها ، ومع البيئة الخارجية ، وتتسم العلاقات الأسرية بالغضب والاستفزاز والعداء ، وتنتابهم مشاعر التهديد والمراوغة والإكراه حيال بعضهم البعض ،

ويسود الأسرة مناخاً من الإحباط والركود ، وقد نجد أبناءهم يتهربون خارج الأسرة .

إن الأسر التي تعاني من المشاكل بين الوالدين تتسم تربية أبنائهم بالازدواجية حيث يتلقون التوجيهات المتناقضة منهما ، وقد يلجاً أحد الوالدين إلى تحريض أبنائهم على عدم الإصغاء لنصائح الطرف الآخر أو تشويه صورته ، أو الإساءة إليه ، مما يؤدي إلى عدم احترام الأبناء لهما ، أو اتخاذهما نموذجاً يحُتذا به في سلوكهم .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس