عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 05-06-2007, 01:35 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Arrow

الزميل الكريم ... كريم الثاني ....

بما أنك لم تجب وأنت متصل بالخيمة ... فاسمح لي أنا بالإجابة بشكل سريع ....

إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالصحابة ويعلم قدرات كل شخص أين هي فمثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر، وأشدهم في أمر الله : عمر، وأصدقهم حياء : عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله : أبي بن كعب، وأفرضهم : زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام: معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3791

وفي قوله عليه الصلاة والسلام:اقرؤا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد - فبدأ به -، ومن أبي بن كعب، ومن سالم، مولى أبي حذيفة ، ومن معاذ بن جبل " . وحرف لم يذكره زهير . قوله: يقوله . وفي رواية أبي بكر عن أبي معاوية، قدم معاذا قبل أبي . وفي رواية أبي كريب، أبي قبل معاذ .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2464

فإن عبدالله بن مسعود كان في العراق وقتها وسالم مولى أبي حذيفة أستشهد في حروب الرده ولم يكن موجوداً وقتها ومعاذ بن جبل كان في فتوحات بلاد الشام (حسب ما أعتقد والله أعلم) ...

روى أنس بن مالك أنه قال: "جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد"، وقول أنس لا يعني أن هؤلاء الأربعة هم الذين حفظوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دون سواهم. يقول القرطبي: "قد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص".

وكان الصحابة يكتبون القرآن في جريد النخل وأكتاف الإبل والرقاع. وفي قصة إسلام عمر بن الخطاب ما يؤيد ذلك، فحين ذهب إلى بيت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد ليبطش بهما لمّا بلغه إسلامهما سمع عندهما قرآنا يتلى، فلما ضرب أخته وشجها ندم على ما فعل، وطلب إليها أن تعطيه الصحيفة التي كان يقرءون فيها فإذا بها سورة طه. ودلالة هذا الخبر أن المسلمين كانوا يكتبون ما ينزل من القرآن أولا فأولا، منذ وقت مبكر.

وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور من حيث الكتابة فقط لا من حيث الحفظ في الصدور، وهذا يعني أن القرآن بترتيبه الحالي كان محفوظا في صدور الصحابة.

وذكر القرطبي عن أبي بكر الأنباري قوله: "ولم يكن الاختيار لزيد بن ثابت من جهة أبي بكر وعثمان على عبد الله بن مسعود في جمع القرآن -وعبد الله أفضل من زيد وأقدم في الإسلام وأكثر سوابق وأعظم فضائل- إلا لأن زيدا كان أحفظ للقرآن من عبد الله"، ثم يعقب بقوله: "فالذي ختم القرآن وحفظه ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أولى بجمع المصحف وأحق بالإيثار والاختيار".

وزيد بن ثابت كان معروفا بكمال الدين وحسن السيرة والعدالة والعلم، وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أعلم أصحابه بالفرائض، وكان من الصحابة الستة أصحاب الفتوى، وهم: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وزيد بن ثابت، وشهد العرضة الأخيرة للقرآن، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات.

وعرف زيد بن ثابت بأنه كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك مع ما كان يكتبه من الوحي، واختصه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره بتعلم لغة اليهود، ليكتب النبي إليهم وليقرأ له ما يكتبون .. وكان يستخلفه إذا حج، وكان معه حين قدم الشام.

اتبع زيد بن ثابت منهجا دقيقا منضبطا أعان على وقاية القرآن من كل ما لحق النصوص المقدسة الأخرى من مظنة الوضع والانتحال، وحفظه من عوامل النسيان والضياع. وكانت آلية الجمع تلتزم بالآتي:

- كان كل من تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن يأتي به، وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب.

- وكان زيد بن ثابت لا يكتب إلا من عين ما كُتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ والمبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا، وما ثبت أنه عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته، وما ثبت أنه من الوجوه التي نزل بها القرآن.

- وكانت كتابة الآيات والسور على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ولا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، أي إنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء من القرآن مكتوبا حتى يشهد به من تلقاه مسموعا، مع كون زيد كان يحفظ، لكنه كان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط.

- وأمر أبو بكر أن يجلس عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت على باب المسجد، ولا يكتبا إلا من جاءهما بشاهدين على أن ذلك المكتوب من القرآن كُتب بين يدي رسول الله.

وبهذه الدقة العلمية والاحتياط الشديد جُمع القرآن الكريم، وحظي هذا العمل برضى المسلمين،
وقال عنه الإمام علي بن أبي طالب: "أعظم الناس في المصاحف أجرا: أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع بين اللوحين" ... ولا شك أن جمع القرآن أعظم أعمال أبي بكر، وأكثرها بركة على الإسلام والمسلمين والناس أجمعين. فهذه شهادة من علي رضي الله عنه بصدق القرآن في جمعه وحفظه وأنتم تنكرون ما يقوله حتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ....

قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) سورة الحجر
ماذا تعني كلمة الحفظ هنا ؟؟!!!!
أي أن الحفظ من الله سبحانه وتعالى وما كان أدوار الصحابة إلاة أداة وأدوار معينة يقومون بها ومنها حفظ القرآن الكريم ....


وللحديث بقية بإذن الله تعالى
__________________