عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-05-2005, 12:35 PM
فارس الأندلس فارس الأندلس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 703
إفتراضي

المجال الجغرافي و البشري المستهدف من خلال التطويع:
إذا كان الجسم العربي و الإسلامي هو الرافض لوجود الكيان الصهيوني و للتعامل معه، فمن الحتمي أن يصبح هذا الجسم كله -بإمتداده الجغرافي الشاسع و بنياته المختلفة- مجالا حيويا لعمليات التطويع بغض النظر عن إختلاف أهمية أجزاء الجسم العربي و الإسلامي بالنسبة لتلك العملية.
فعلى الصعيد الجغرافي، يمكننا أن نميز بين أربع دوائر أساسية متتالية لعملية التطويع، الدائرة الأولى و تشمل فلسطينيي الأراضي المحتلة قبل و بعد عام 1948، الدائرة الثانية تشمل دول الطوق أو دول المواجهة مع الكيان الصهيوني، أما الدائرة الثالثة فتشمل باقي الدول العربي و الدائرة الرابعة فهي تضم باقي الدول الإسلامية.
و من الملاحظ أن إستراتيجية التطويع الصهيونية و الأمريكية لا تلتزم بتسلسل جغرافي أولوي لتلك الدوائر، بل تقوم على أساس إنتهاز الفرص السانحة في أية واحدة منها، قريبة أم بعيدة، حيوية أو هامشية, ففي الوقت الذي تعذر فيه تطويع الفلسطينيين في الدائرة الأولى، نجح الكيان الصهيوني و للأسف في إقامة علاقات طبيعية مع عدد من الحكومات الإسلامية في الدائرة الرابعة كتركيا مثلا و إيران الشاه و أيضا بعض جمهوريات الإتحاد السفياتي سابقا.
و على صعيد البنية البشرية لخريطة التطبيع، يمكننا تمييز ثلاث دوائر أساسية للتطويع و هي: الدائرة الأولى و تشمل النخب الحاكمة، الدائرة الثانية و تشمل النخب المثقفة و قدة الرأي العام، أما الدائرة الثالثة فتشتمل على القاعدة الشعبية و الرأي العام.
فبالنسبة للنخب الحاكمة تطورت عمليات التطويع من لقاءات سرية و الإتفاقيات السرية إلى المفاوضات غير المباشرة -عبر وسطاء- إلى الإجتماعات المباشرة المعلنةن و أخيرا الإتفاقيات و المعاهدات المعلنة. فقد تطورت العلاقة بين النخب الحاكمة في مصر و الكيان الصهيوني من إتصالات سرية ما بعد 1967 عبر روبرت أندرسون المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أزنهاور إلى لقاء مباشر في 16 سبتمبر 1977 في الرباط بين موشي دايان و حسن التعامي المستشار الخاص للسادات، إلى زيارة الأخير للكيان الصهيوني في 21 نوفمبر 1977 و إجتماعه بقادته، إلى توقيع ما يسمونه بمعاهدة "سلام" مع مصر في 26 مارس 1979.
أما بالنسبة للدائرة الثانية التي تستمل على النخب المثقفة و قادة الرأي العامة فنظرا لأن التطويع على مستوى النخب الحاكمة و إن أنتج توقيع معاهدات و فتح قنوات إتصال، لا يعني بالضرورة تطويع الشعب العربيو الأمة الإسلاميةو فك حالة التعبئة المعنوية المستمرة منذ 13 قرنا ضد إحتلال الأراضي و المقدساتو منذ أزيد من خمس عقود ضد الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين أرض الإسلام و المسلمين. و نظرا لصعوبة التطويع الشعبي المباشر، فقد ركزت عملية التطويع على دائرة المثقفين و قادة الرأي العام بإعتبارهم الفئة القدرة على تغيير القاعدة الشعبية و رأيها العام. و من تم كانت هناك زيارات متبادلة و ما سموه بـ "التعاون بين البرلمانيين الصهاينة و البرلمانيين المصريين"، و كذلك بعض القيادات الشبابية و الصحفيين و "الفنانين" و العلماء.
أما بخصوص الدائرة البشرية الثالثة الصعبة، أي القاعدة الشعبية، فإن سياسة التطويع الصهيونيةتتحسس خطواتها على هذا الصعيد بدقة علمية بالغة، و مثال على ذلك بحث رؤئ الصراع الذي تكلف 1,6 مليون دولار و أشرف عليه ستيفين كوهين اليهودي و هو أستاذ على النفس الإجتماعي، و فام بتنفيذه باحثون مصريون و صهاينة و فلسطينيون لتحديد مشاعر و آراء المصريين و الفلسطينيين و الصهاينة في ما يسمونه "السلام" و ذلك من خلال بحث ميداني و دراسات نفسية و إجتماعية، و قدم الباحثون تقريرهم المنهائي لمهعد مسمى بـ "معهد الشرق الأوسط للسلام و التنمية". فتطويع الشعوب العربية و الإسلامية على و جود كيان صهيوني في المنطقة أفعل الوسائل الضامنة لإنعدام مقاومة تلك الشعوب لذلك الوجود.

و التطويع يمكن أن نصنفه إلى ثلاث مسارات رئيسية هي كالأتي:

المسار السياسي للتطويع:
يشكل التطويع السياسي إعترافا سياسيا بالكيان الصهيوني و بشرعيته وجوده على أرض الإسلام و المسلمين أرض فلسكين و إستعداد للتعايش معه و هو حلقة مركزية ضمن مشروع التطويع الجاري الآن و للأسف بين العديد من الأنظمة العربية و الإسلامية و بين الكيان الصهيوني سواء كان من فوق الطاولة أو من تحتها، فهو من جهة يسمح للعدو بالإستفراد بكل قطر عربي على حدة، سياسيا بعقد إتفاقيات و ربط علاقات دبلوماسية مباشرة و ينهد من جهة ثانية الطريق أمام التطويع الإقتصادي و الثقافي. و من تم يكون التطويع السياسي هو "المظلة التي يجري من خلالعا الإختراق الصهيوني للنسيج الداخلي للشعب العربي و الأمة الإسلامية فيعمد إلى تمزيقه و إشعال كل أنواع الحروب و الفتن داخلها".
و قد إتخد التطويع على المسار السياسي أشكالا عديدة كتوقيع معاهدات، تنظيم العلاقات بين الأطراف الموقعة (عزة-أريحا، وادي عربة) و تبادل السفارات أو التمثيليات (مصر، الأردن، موريطانيا..) القيام بزيارات و بلقاءات رسمية تفضي في مجموعها إلى نتائج يجب الوعي بخطورتها و مقاومتها بشجاعة، ذلك إذ أن التطويع السياسي علاوة على أنه يعكس الإعتراف السياسي بالعدو و يفتح الأبواب أمامه يهدف من بين ما يهدف إليه إلى كسر الحاجز النفسي بين الأمة و عدوها و كسر روح المقاومة له و لإغتصابه أرضنا و مقدساتنا في أرض فلسطين و يدفع إلى الإستباق وراء القبول بالأمر الواقع.

المسار الإقتصادي للتطويع:
من المعلوم أن الكيان الصهيوني يسعى جاهدا إلى الإندماج في التركيبة السياسية و الجيوستراتيجية لمنطقة المشرق العربي وفق صيغة للعلاقات الإقليمية قائمة على أساس المصالح الإقتصادية مع حصوله على نوع من الأفضلية في هذه العلاقات، و الإبقاء على التفوق النوعي للكيان الصهيوني بين دول المنطقة و هذه إحدى المرامي الصهيونية الأساسية لمسلسل التطويع عامة و الإقتصادي خاصة.
ثم إن تخليص الإقتصاد الصهيوني من أزماته و القضاء على التضخم و الديون الخارجيةن و مده بقوة و دفعة جديدة يستلوم من جهة وقف المقاطعة العربية إقتصاديا و فتح أسواق التصدير واسعة و مضمونة لفترات طويلة، و هذا هو الذي ترشح له الدول العربية و الإسلامية.. من جهة ثانية، الوصول إلى الثروات العربية (مصادر الطاقة، المياه، ثروات معدنية أخرى) و هذا يقتضي الدخول في علاقات إ‘قتصادية ثنائية أو متعددة مع الدول العربية و الإسلامية و هذا هو المضمون الحقيقي للتطويع الإقتصادي.
و قد إتخد التطويع الإقتصادي الجاري بين للأسف بين العديد من الأنظمة العربية و الكيان الصهيوني شكل مشروع إقتصادي و سياسي شامل و هو مشروع السوق الشرق أوسطيةن و كذلك إتخد شكل إتفاقيات تعاون و شراكة ثنائية في مجالات إقتصادية متعددة.
كما أن للتطويع الإقتصادي هدف آخر شديد الخطورة و قيل ما يتطرق البعض إليه و هو تخريق إقتصاد الدول العربي في شتى الميادين بإدخال مواد سامة و مخربة و جراثيم إلى الدول العربية و الإسلامية. و إذا أخدنا كمثال الميدان الزراعي فإننا سنجد أن الكيان الصهيوني حاول و يحاول جاهدا تخريب هذا الميدان و ذلك بعد نجاحه في إختراقه بنجاحه في التطويع الإقتصادي مع الحكومات العربية و الإ7سلامية ففي المغرب مثلا فالذبابة البيضاء التي أصيبت بها الطماطم المغربية و التي تسببت في خسائر كبيرة للمغرب كانت نتيجة إستعمال مواد مصستوردة من الكيان الصهيوني و كذلك الزراة في مصر بل حتى موريطانيا التي لها مجال زراعي ضيق لم يشفقوا عليها فأدخلوا لها مواد ملوثة. و خير ما يقرأ في هذا الباب كتاب بعنوان "التخريب الصهيوني للزراعة في الوكن العربي" للدكتور أحمد رفعة رئيس لجنة مقاومة التطبيع و نقيب المهندسين الزراعيين في مصر. و كذلك "حصاد الهشيم" للأستاذ المقرئ أبو زيد الإدريسي.
المسار الثقافي للتطويع:
يوحي مصطلح "التطويع الثقافي" للوهلة الأولى بـ "ربط علاقات ثقافية بين الشعب العربي و الأمة الإسلامية و بين الكيان الصهيوني" غير أن حقيقة المصطلح/المشروع تنم عن "عملية تمهد لإخضاع الشعب العربي و الأمة الإسلامية لجملة من المفاهيم الفكرية و الإعلامية و الدعائية" هدفهاإحداث تحول نوعي في الفكر و الذهنية العربي و الإسلامية بقصد التمهيد للقبول النفسي و الواقعي بالدولة اليهودية و بالسسيطرة الصهيونية على مقدراتنا، بعد أن تم إخضاع النخب و النظم السياسية الحاكمة للمخطط الصهيوني إلى الإستسلام. فتستحكم بذلك حلقات تطويع الأمة بكاملها و شل مل قدرة ذاتية لديها على المقاومة، و تحطيم كل المقومات الذاتية، مما يمكن العدو من إحكام السيطرة المطلقة على الأمة -لا قدر الله-.
إن التطويع الثقافي هو إمتداد للغزو العسطري و السياسي، و لكن بوسائل إعلامية يهدف من خلالها العدو إلى إحباط أي وعي كفاحي نهضوي لدى الأمة، و ترسيخ التعبئة و الهيمنة من خلال تزييف الوقائع التاريخ و تشويه القيم. من هنا بات التطويع الثقافي في نظر الكيان الصهيوني هو الأهم و الأكثر إلحاحا، فعبره يمكن النفاذ إلى كل مجال آخر و في غيابه يمكن إعادة بناء المقاومة الذاتية للأمة. و لإنجاز التطويع الثقافي عبير المسار الثقافي تعتمد مجموعة من الوسائل و تسلك مجموعة من السبل نجمل بعضها فيما يلي:
1- تتشويه التاريخ و إعادة صياغته إنطلاقا من أوهام و أساطر الصهيونية.
2- العمل على إستدراج المتقفين و الباحثين و ما يسمونهم بـ "الفنانين" لزيارة الكيان الصهيوني و المشاركة في مؤتمرات (ظاهرها الحياد و العلميو و باطنها الإسهام في عملية التطويع).
3- الإدعاء بوجود مزارات مزعومة لشخصية دينية يهودية في أماكن مختلفة من أراضينا و إستغلال مزارات قديمة لإنشاء مراكز حولها تكون منطلقات للإختراق و التطويع.
4- الضغط لتعديل المناهج التربوية و البرامج المدرسية بإستبعاد كل موقف من الكيان الصهيوني و من اليهود و كل موقف عقدي من القضية الفلسطينية إلى حذف آيات قرآنية التي تتحدث على أخلاق اليهود و مكرعم و خطرهم على الأمة.
5- عقد ندوات و لقاءات مشتركة و توظيف مثقفين للترويج لمشاريع نشر و توزيع و كتابة تخضع للأفق الصهيوني و مشاريع إعلامية (سينيما، تلفزيون، إذاعة، صحف...)
من خلال هذه الوسائل و غيرها مما يدخل في وسائل التطويع يسعى العدو إلى فرض الوجود الصهيوني في البلاد العربية و الإسلاميةة عبر الغلغل في النسيج السياسي و الإقتصادي و الثقافي و الإجتماعي و ليس على المستوى الجغرافي فقط، في محاولات منه لفرض تراكمات نوعية تجعل في النهاية حسب إفتراضهم مسألة الوجود الصهيوني مسألة أمر واقع لا فكاك منه و بالتالي فمن الأفضل للعرب حسب هذا الإفتراض الإقلاع عن التفكير في مقاومته و اللجوء إلى القبول به و التعايش معه.
__________________
فارس الأندلس
***************
اللهم يا منزل الكتاب,ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, وياهازم الأحزاب إهزم النصارى واليهود والعلمانيين والمنافقين المحاربين للأسلام والمسلمين. اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين أرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم ارنا بهم عجائب قدرتك. ياقوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم ارسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة, والأمراض المتنوعة, اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين, اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل, وجعل كيدهم في تضليل, اللهم أرسل عليهم طير الأبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل,اللهم خذهم بالصيحة, وارسل عليهم حاصبا, اللهم صب عليهم العذاب صبا,اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفا من السماء, اللهم اقلب البحر عليهم نارا, الجو شهبا وإعصارا, اللهم أسقط طائراتهم,اللهم دمر مدمراتهم, واجعل قوتهم عليهم دمارا. ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. اللهم عليك برؤس الكفر, اللهم عليك ببوش,اللهم عليك ببلير, اللهم عليك بشارون اللهم عليك بهم كل الظالمين. اللهم طال ليل الظالمين, اللهم سلط عليهم يدا من الحق حاصدة. اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك. لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش الكريم, لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************