هيا فانهضوا
ألقي الشاعر علي ميرزا محمود في المهرجان الخطابي الذي نظمه مركز شباب الدوحة قصيدتين الأولي بعنوان آن الأوان والثانية السيف والقلم ويقول في قصيدته آن الأوان :
آن الأوان الآن هيا فانهضوا
وقفوا علي قدم وساق واركضوا
إن الجميع أمامنا بخيولهم
وخيولنا دون الفوارس تربض
وبلادنا نهب الجميع وأرضنا
من كل صوب ثَمَّ جرذ يقرض
وأري حوالينا الذئاب تكاثرت
تختال حول حقولنا تتريض
وتدس فينا من يفرق بيننا
منا علينا من تشاء تحرض
تترصد الأحوال فينا بينما
هي والكلاب وراءنا تتفاوض
وقفوا لنا صفاً ونحن صفوفنا
شتي يفرقها طريق غامض
فهنا يد تذرو التراب أمامنا
وهناك من يضع الحلول ويعرض
وهناك من يعطي الوعود سخية
بيد.. وبالأخري رقاباً يقبض
وهناك آلاف تضيع دماؤهم
كيف الدماء إذا تضيع تعوض
أيدي اليهود كما تشاء تطالنا
وعلي نواصينا لنا تتعرض
من كل ناحية تدوس نعالهم
هام الرجال فأي عين تغمض
ودم الشباب علي التراب شواهد
تُغني البليغ عن الكلام فيعرض
لكنها الأحزان تملأ خاطري
وتهز أوتار البيان وتنفض
ألمي علي قومي يثير مشاعري
ويمزق الجرح الذي لك أعرض
فلأمتي في الجوف جرح غائر
قلبي عليه بما يراه يفضفض
تملي عليَّ بما تحس جوارحي
ويجول في رأسي القصيد فأقرض
لكن ما يجري أشد مرارة
مما نراه وما نظن ونفرض
اللَّهُ يا وطني السليب فإننا
نحن الذين علي السلام نقايض
نحن الذين نمد أيدينا لهم
وهم الذين بلا حياء أعرضوا
كشفوا غطاء وجوهنا فإلي متي
سنظل نكره بعضنا وسنبغض
دخلوا علينا دورنا وبيوتنا
وكما أرادوا هم علينا يفرض
قوموا فهذا وقتنا وأواننا
إن العروبة تستباح وتجهض
وهي التي بدأت بدين محمد
قبساً علي الدنيا يلوح ويومض
أفلا تهون الروح دون ندائها
من قبة الأقصي وينهض ناهض
فنزيل عنا ما تراكم فوقنا
طول السنين من الغبار وننهض
هذي شرارتها تضيء ظلامنا
فإلي متي نحني الرؤوس ونخفض
وإلي متي سنظل نلعق جرحنا
وإلي متي بدمائنا نتمضمض
وإلي متي وإلي متي وإلي متي
مازال فينا بعض عرق ينبض
ستعود حتي بالحجارة والحصي
ستعود يا وطني ووجهك أبيض
|