عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-08-2003, 03:47 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Question هل أنت قليل أدب وتربية؟

بديهي أن سمو المرء بالترفع عن الصغائر وكل ما يمزق تكاتف أهله وجيرانه. إن فضل رب البيت أحد من بنيه على الآخرين تتقطع أواصر الألفة، يسود الدار حسد وغيبة ونميمة وبغضاء. وهذا هو التفتيت بعينه، فتجدهم مشغولون بكمية حصصهم من وجبة الإفطار أكثر من همهم بموسم القمح الذي تدره الأرض لهذه السنة. هذا على صعيد أصغر خلية في المجتمع – الأسرة، فما بالك فيما لو ساءت تربيتنا جميعا لدرجة أن هذا التمييز لازم كل الخلايا ومن ثم عمّ المجتمع بأسره. وقتذاك بالتأكيد سيحل الخاص (الأنا) بدل العام (الوطني) ولا يستطيع المفرد أن يعيش دون اختلاق التهم لهذا الفرد أو ذاك وفقا لموقعه، أو زرع الشكوك بمصداقية هذا المواطن أو ذاك والتعهير بمفاهيم وحسن نوايا الآخرين. وهكذا يكون المجتمع مميز تتحكم به أعاصير الإشاعات والطائفية أو اللحمة القمية العنصرية أو الحمية القبيلة وغيرها من عوامل التمزيق والتفريق.. كل ينادي لطرفه ويحاول سحب البساط من تحت أقدام الآخرين واصفهم بما هو فيهم وليس فيهم.
مجتمع كهذا يعتبر بالمقاييس العصرية مفكك وهزيل، تنعدم فيه أبسط أشكال الثقة، ويسيطر عليه التواكل وشيوع الخديعة والإيقاع بالآخرين، ناهيك عن التعطش للثأر ورد الصاع بمثله على الأقل والتظاهر بمسالمة الناس ويكن كل فرد الحقد للآخرين بلا سبب.
تلك مواصفات الدرك الأسفل من مجتمعات الحقد والكراهية، وعادة تشجع عليها وترعاها نظم وحكومات ويتخصص للإبقاء عليها علماء في التطور لاجتماعي وعلم النفس للإبقاء على حالة معينة من التخلف تسود هذا المجتمع أو ذاك من أجل سهولة قيادته والتحكم به من خلال إشغال جل أفراده ليس بالهم العام، بل تكريس كل جهودهم نحو (الأنا).
رغم إجماعنا على أن الرأي الآخر ثمين والنقد البناء سبيل التقدم ونفي السلبيات، لكن في مثل هذا الخليط الذي لا تحكمه ضوابط عصرية لا مكان للرأي الآخر الحر. ويحكم على الفرد ليس من خلال ما يقول، بل لمجرد معرفة انتماءه، العشيري، القبلي، المذهبي، الطائفي، الديني، السياسي أو كل ما يميزه عنا. وقتئذ يتم تفصيل القميص على مقاسه ويرتع قطيع الشللية والجماعات العصاباتية التحزبية لينهش من الآخر ما مكنه النهش دون وازع أو منطق. لا ينتظر الآخرون منا أن نقر بتخلفنا أو ننكره، المهم أننا متخلفون. ونظل أضحوك وسخرية يتندر بها الآخرون.
وبالتالي في مثل هذه التركيبات الاجتماعية يكون للتعليم والتربية الذاتية دور مهم لظهور للخروج من المستنقع...

السؤال: هل تعتقد أنك قليل أدب وتربية؟
* هل تعتقد أنك على غاية من التهذيب والتربية وتحب الخير للآخرين دون حسد مضمر؟
* هل ترد على الملحد والشيوعي والماسوني والصهيوني وعبدة الشيطان بتفصيل تهمة تنلصقها بهم انتقاما لخلافك معهم ولتقبيحهم؟
* هل ترد على من يشتمك بالصمت أم بتهمة مماثلة؟
*هل تعتقد أن الحوار في المنتدى يطفو عليه زبد التناطح الطائفي؟
* هل فكرت أن تتزوج (ين) من غير أتباع مذهبك؟
* إن كان لك رأي مختلف دونه مع التوضيح أدناه..
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux