عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-07-2005, 01:33 PM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

".*." علامات مرض القلوب ".*."


إن علامات وجود المرض في القلب كثيرة ... منها ما قاله ابن القيم الجوزية رحمه الله ....

العلامة الأولى: عدول النفس وبُعدها عن الأغذية النافعة الموافقة لها الى الأغذية الضارة ...
وهذا مشاهد فنرى الرجل وقد فتح الله له باب الرزق الحلال على مصراعيه ونجده ينكب على بيع المحرمات ويستأنس بها ويفرح بها وآخر يصاب بمرض عضوي وينصحه الناس بعلاج طبيعي فيتركه ويبحث عن العلاج المحرم إما أن يكون هذا العلاج الذي يظنه علاجاً من السحر أو أشياء محرمة لا تجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بالحرام» رواه أبو داود، وقال ابن مسعود صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» رواه البخاري معلقاً، وهنا مدخل شيطاني خبيث ألا وهو قول من قال إني قد مرضت فعولجت بأدوية مباحة فلم أتعاف. فلما ذهبت الى أولئك السحرة عافاني الله.. ولقد سمعت بأذني قائلاً يقول: أُصبت بمرض الربو فلم أجد علاجاً إلا في الجراك والشيشة.
أقول في الرد على هذا: وان صار هذا فإن هذا المريض ربما يعافى من المرض العضوي، ويصاب بمرض القلب الذي هو أخطر. إذاً ففي كل الحالتين لم يزل المرض.
يقول ابن القيم: «وإنما حُرم على هذه الأمة ما حُرم لخبثه وتحريمه له حمية لهم وصيانة عن تناوله فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل فإنه وإن أثر في إزالتها لكنه يعقب سقماً أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون المداوى به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب» ....

العلامة الثانية: الإعراض عن دين الله أو كتابه أو ذكره ...
يقول تعالى: «ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون»، ويقول سبحانه: «وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون».
فكل قلب لا يعرف الله فإنه لا يأنس بذكره ولا يسكن إليه ولا يفرح به ، وقد يخشى على المسلم ذلك حيث إنه يفرح بمزامير الشيطان مثلاً ولا يفرح بسماع القرآن والذكر. قد يُخشى عليه بأن يكون مريض القلب وهو لا يدري. كيف لا!؟ وهو ينام على صوت الشيطان ليلاً ونهاراً والقرآن بين يديه مهجور ...
يقول تعالى عن الشيطان: «واستفزز من استطعت منهم بصوتك»

العلامة الثالثة: الغفلة ...
يقول تعالى: «ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون».
قال السعدي رحمه الله: «أي الذين غفلوا عن أنفع الأشياء عن الإيمان بالله وطاعته وذكره» ، ولذلك الغافل أمر الله تعالى باجتنابه والحذر منه فقال: «ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً» ...
يقول ابن القيم رحمه الله: فإذا تراكم على القلب الصدأ واسود ركبه الران وفسد تصوره وإدراكه فلا يقبل حقاً ولا ينكر باطلاً وهذا أعظم عقوبات القلب وأضل من ذلك الغفلة فإنما يطمسان نور القلب ويعميان بصره..


نسأل الله العلي القدير أن يجعل
قلوبنا تطمئن بذكره،،،
وأن يجعل ألسنتنا تلهج بحمده ،،
وهو على كل شيء قدير.
.


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت