عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 01-09-2001, 07:06 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

الأخ العزيز عبدالله الصادق

بارك الله فيك

بالنسبة لكلمتي التصوف والصوفية، فكلمة الصوفية تطلق على الجماعة السالكة السلوك الحسن بتزكية النفس ومجاهدتها.

فإنني لا أهتم بالتسميات ومن أي مصدر اشتق هذا الإسم الذي يهمنا هو سلامة المبدأ والإقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

بالنسبة لسؤال:
وإن كانت بالفعل هذه هي مبادئ (الصوفية) فما الذي يجعل الكثيرين يحيدون عن هذه المثل التي صوّرتَها

أقول والله أعلم
أن هناك عوامل أدت إلى تشويه الصورة البهية للسادة الصوفية، فهي كثيرة ولا أستطيع حصرها إلى نقاط.

هناك من العلماء الأجلاء من دست في كتبهم كلام مخالف لنهج الإسلام وللعقيدة كذلك، فالذين يطعنون على الصوفية في عصرنا هذا قد انكبوا على مؤلفات الشيخ الكبير محيي الدين بن عربي والإمام الشعراني وغيرهما من شيوخ التصوف من كانوا مشتغلين في الفلسفة، وجدوا في كتبهم كثير من الطامات، فحاربوها وحاربوا كل صوفي وذلك لعدم أو قصر فهمهم معاني ومواضيع الموجودة في كتبهم... هذه نقطة

النقطة الثانية
في كتب هذين العالمين الجليلين عبارات من الدسائس مدسوسة في كتبهم، والذي يقول بها خرج عن الملة وقد اكتشف هذا التلاعب وتنبه لها الإمام الشعراني رحمه الله فأخذ يحذر الناس منها بأن هناك من تلاعب في كتبه فزوّر وحرف الكلام.. انظر كتابه تنبيه المغترين.

كذلك في كتب محيي الدين بن عربي رحمه الله هناك عبارات قد تم تزويرها بعد موته منها هذين البيتين.

الرب عبدٌ والعبد ربٌ +++ فليت شعري من المكلف
إن قلت عبدٌ فذاك ربٌ +++ وإن قلت ربٌ أنى يكلف

هذين البيتين الكثير من الناس ينسبونه إلى محيي الدين بن عربي وخاصة ممن يطعن في الصوفية، وهذين البيتين من وضع الكذابين وتحريفهم لأن وجد في كثير من كتبه المحققه والسليمة من العبث يقول فيها

الرب حقٌ والعبد حقٌ +++ فليت شعري من المكلف
إن قلت عبدٌ فذاك ميتٌ +++ وإن قلت ربٌ أني يكلف

قارن بين هذين البيتين والبيتين قبلهما واحكم.

ولو ترى أن غالب على كلمات الشيخ الكبير محيي الدين بن عربي الفلسفة لأن هذا هو اسلوبه، وأحيانا من الصعب أن تفهم عليه ماذا يقول؟.

ثم أن هناك من يخوض في بعض العلوم ومن مصطلحات الصوفية من غير علم وفقه كمثل ذلك الرجل الذي يخوض في مسائل الفناء والبقاء وأخذ يأتي من الطامات، فسأله الإمام الشعراني مسألة فقهية وهي عن شروط صحة الصلاة ماهي؟؟

فقال الرجل: لا أدري، فقام الإمام يوبخه أي كيف تتكلم في أمور كهذه وأنت رجل جاهل غير فقيه، تتكلم من غير علم فقد ضللت وأضللت ومثلك لايصد إليه في تعليم الدين... انظر إلى كتاب تنبيه المغترين.

ومع هذا نحن نقول للجميع ألا ينكبوا في قراءة كتب محيي الدين بن عربي ولا غيره والسبب كما بيناه من قبل، بل على الناس أن ينظرون على علماء أفاضل ألفوا كتب في إرشاد الناس كالإمام الجنيد والسيد الإمام الكبير أحمد الرفاعي وغيرهم من أهل الفضل الربانيون منهم حجة الإسلام الإمام الغزالي.

كتب حجة الإسلام الغزالي طافحة في السلوك الصحيح وهي علم التصوف.

عندك من كتبه
- بداية الهداية
- إحياء علوم الدين

حتى قيل أن من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء

اما سؤالك:
وهل أنت مقتنع أنه لا فرق بين التصوف الذي كان عليه الجنيد البغدادي والغزالي وغيره هو نفسه التصوف الذي يمارس اليوم بشكل عام؟

أقول:
إنني أحث في الإنكباب على كتبهما فهي عين التصوف التي لأنها روح هذا الدين به يحيى،.

ثم أن هناك لا فرق بين تصوفهما وتصوف العلماء اليوم، فأغلب العلماء اليوم يأخذون منهم العلوم في بداب العظة وتذكير الناس بالله تعالى.

ولعل هناك من يستطيع بيان ما قلته سابقا خير مني