عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-07-2006, 05:05 PM
ابو قحافة ابو قحافة غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 192
إفتراضي

إن كتاب ربنا سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل ، وما ترك الله سبحانه وتعالى باطلاً إلا ورد عليه في كتابه ، ولا حق إلا وبينه لنا ، قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ، ولا بد للمسلم أن يرجع إلى كتاب الله عند التنازع حتى يعرف الحق ، فالحق هو ما قال ربنا لا ما استحسنته عقولنا أو عقول غيرنا {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ، والله ربنا سبحانه ما كان ليترك الناس يضلون بدون إرشادهم وبيان ما يجب عليه فعلهم واعتقادهم ، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة : 115) ، والذي يختار بعد البيان أن يكون في أهل الضلال فهو الظالم ، قال تعالى {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم : 27) ، ومثل هذا يجني على نفسه ولا يلوم غيرها ، قال تعالى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} (سبأ : 50) ..



إن الباحث عن كلمة "الضلال" ومشتقاتها في كتاب الله يجد أن هذه الكلمة أتت في آيات كثيرة تصف أحوال أناس وفئات من الناس حادوا عن طريق الهدى ، فبين لنا ربنا سبحانه وتعالى حقيقة ما وقع فيه هؤلاء ووصفهم بما يليق بهم ..



الشيطان هو رأس الفئة الضالة وحامل لواء ضلالها ، قال تعالى محدثا عن كليمه موسى {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} (القصص : 15)



ولا نحتاج إلى دليل على كون الشيطان ضال مضل ، فقد اعترف بنفسه حيث قال (في ما أثبته عنه ربنا جل في علاه) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} (النساء : 119) ..



ومن اتخذ الشيطان ولياً يأتمر بأمره وينتهي بنهيه وترك القرآن وراء ظهره وهو يحسب أنه مهتد ، فهذا من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (الحج : 3-4) ، وقال تعالى {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف : 30) ، قال ابن كثير في تفسيره "قال ابن جرير: وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها , إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عناداً منه لربه فيها , لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد , وفريق الهدى فرق , وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الاَية". (تفسير ابن كثير) ..



إن أول ما يتبادر في قلب المؤمن عن أهل الضلال والفئة الضالة أنهم أتباع إبليس من أهل الكفر والشرك الذين هم في صفوف الضلال الأولى ، وهذا حق ، وهو ما بيّنه الله في كتابه في مواضع كثيرة ، منها قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (إبراهيم : 18) ، وقال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد : 8) ، وقال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأنعام : 74) ، {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 116) ، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 167) ، والآيات في كتاب الله كثيرة بهذا المعنى وبلفظ الضلال ، فأولى الناس بلقب "الفئة الضالة" هم الكفار والمشركين ..



ولكن مصطلح "الفئة الضالة" في القرآن وقع على النصارى خاصة (وبأل التعريف) ، قال تعالى في كتابه {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة : 7) ، أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المغضوب عليهم هم اليهود ، وإن الضالين النصارى" ، قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافاً بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى (انظر تفسير الشوكاني) ..



إذاً "الفئة الضالة" : هي فئة النصارى إجماعاً ، وهم اليوم : أوروبا والأمريكتين واستراليا وكثير من دول آسيا وأفريقيا ، وعلى رأس هؤلاء : الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا .. ومن يتبع النصارى فهو تابع للفرقة الضالة .. وقد أكد الله هذا المعنى في قوله تعالى {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران : 69) ، فأهل الكتاب يريدون أن نتبعهم ليُضلونا ، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء : 44) ، فالمجاهدون – ولله الحمد – يقاتلون أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا يتقربون إليهم ولا يحاولون اتباعهم ويُرهبونهم ويغلظون عليهم ، أما الحكام وأذنابهم فهم يعلنون ولائهم للصليبيين ويتذللون لهم ويحنون لهم ظهورهم ويأخذون منهم تعاليمهم ويحاولون تقليدهم بشتى الطرق ، حتى أنهم الآن يغيرون البرامج التعليمية في جميع الدول العربية وفق المطالب الأمريكية اليهودية ، وقد علم الناس خبر السحاقية بنت "ديك تشيني" التي استقبلها أصحاب اللحى والشوارب من الأمراء والشيوخ في بلادنا لتعلن على الملأ سحاقيتها وتمر على وزارات التعليم في بلادنا لتُلغي آيات وأحاديث من مناهجنا الدينية فيطيعها القوم رغبة ورهبة !!